وصف مسجد ابن طولون:
شيد المسجد على مساحة مستطيلة يتوسطها صحن مربع مكشوف في وسطه فسيقة داخل بناء مربع التخطيط تعلوه قبة محمولة على صفوف من المقرنصات، وتبلغ مساحة المسجد بالزيادات 162×162 متر، والمسجد كله مبني من الطوب الأحمر الداكن المغطى بطبقة سميكة من البلاط تعلوه طبقة أخرى بيضاء من الجص بها زخارف محفورة، وقد أنفق على عمارته 120000 دينار، وأدخل في بنائه الجير والرماد والآجر الأحمر وعمل في مؤخرته ميضأة وخزانة شراب فيها جميع الأدوية يجلس فيها طبيب يوم الجمعة.
وفرغ من بنائه عام 265 هجري بعد سنتين من البدء فيه، كما وضع في صحنه فوارة وفوقها قبة مذهبة تستند على عشر عمد رخام، وتحيط بهذا الصحن أربعة أورقة أكبرها رواق القبلة، ويتكون من خمس بلاطات (صفوف) وهو الإيوان الشرقي، وتحمل هذه البلاطات عقود مدببة، وفي أركان الدعائم أعمدة مندمجة ذات تيجان رمانية الشكل ومزخرفة بزخارف نباتية.
خصائص مسجد ابن طولون:
أما الإيوانات الثلاثة الأخرى فيشتمل كل منها على صفين من العقود المدببة، ويحيط بالجامع من جهاته الثلاث البحرية والغربية والقبلية ثلاثة أسوار موازية لأسوار المسجد وأقل ارتفاعاً منها، وبين حائط الجامع والسور الخارجي توجد مساحات تسمى الزيادات، وترتكز عقود هذه الأروقة المدببة على دعائم ضخمة من الآجر، ويوجد بأركان الدعائم الأربعة أعمدة مبينة بالآجر أيضاً، ووجودها غرضه زخرفي (جمالي) فقط، حيث التحميل كله على الدعائم، ولعل هذا مرده اعتياد أهل مصر على العمارة الشامية ذات الأعمدة.
بينما العراقية ذات الدعائم جديدة عليهم ولربما سعى المعمار بهذه الأعمدة الزخرفية أن يجعل المسجد مألوفاً لديهم ويخفف هذا الثقل فتحات ذات عقود مدببة تعلو الدعائم، وفي اعلى جدران الجامع وجزء من الأسوار الخارجية شرفات مفرغة، وكان للجامع 22 باباً منها 21 في جدار المسجد، بالإضافة إلى أربعة أبواب صغيرة في جدار المحراب.
أما الآن فالمفتوج من أبواب الأسوار كل من السورين البحري والقبلي بابان أحدهما الأصلي الذي يجاور المنبر ويكتنفه أربعة أعمدة رخامية، وقد عملت به إصلاحات أهمها الفسيفساء التي أضيفت زمن السطان لاجين المملوكي، وفي المسجد 128 نافذة مزخرفة بالجص المفرغ ذات أشكال هندسية بديعة أغلبها مجدد فيما عدا أربعة في جدار القبلة تعود إلى زمن إنشاء المسجد.