يقع هذا الجامع في منطقة العمروص بسوق الجمعة إلى الشرق من طرابلس، ويحمل نفس الخصائص المعمارية التي توجد في المساجد ذات الأسقف البرميلية، ولم يتم الحصول على أي مصدر يثبت تاريخ بنائه أو اسم مشيده والمسجد لا يحمل لوحاً تذكارياً، ولا يوجد به ضريح ولكن المتعارف عليه تقليدياً من قبل الأهالي.
إن هذا الجامع يعتبر من أقدم المساجد الباقية في المنطقة، وكانت حالته سيئة أثناء دراسة المبنى في سنة 1976 ميلادي وأن جزءاً من أروقة الصحن قد انهارت.
خصائص مسجد العمروص في ليبيا:
يتكون المسجد من بيت الصلاة وصحن له رواقان متوازيان على كل من الجانب الشمالي الغربي والجانب الشمالي ومراحيض وميضأة، ويتكون بيت الصلاة بدوره من قسمين الأول مسقوف بثلاثة أقبية برميلية متوازية مع جدار القبلة تحملها عقود مرتكزة على دعامتين وأربعة أعمدة ضخمة كل منها قطعة رخامية ملونة، وهذه الأعمدة تيجانها مأخوذة من أبنية ترجع عهود قديمة سابقة للعصر الإسلامي.
والجزء الثاني من بيت الصلاة، والذي يقع على الجهة الشمالية الغربية مسقوف بأربعة أقبية برميلية غير متساوية الطول، تسير متعامدة على الأقبية البرميلية التي تسقف الجزء الأول والتي تسير متوازية مع جدار القبلة.
والعقود التي تلتقي عندها الأقبية البرميلية المتعامدة والمتوازية وتدعمها هي عقود ضخمة جداً، كما الدعامات التي ترتكز عليها بدورها ضخمة جداً، أما أروقة الصحن فإنها ذات أسقف مسطحة تتكون من طبقات من عوارض من جذع النخيل والجريد وطبقة الملاط، وكلها تحملها عقود مرتكزة على دعامات.
وهذا الأسلوب البنائي يشير إلى عراقة وقدم هذا النوع من المساجد، ذات الأقبية البرميلية إلا أن جامع يندرج بدوره تحت مجموعة في تخطيطه العام والمعالجة المعمارية البساطة، وهذه المساجد تكون طابعاً معمارياً مميزاً، يختلف عن المساجد الأخرى التي لها أسقف مسطحة وتلك التي تغطيها قباب صغيرة.
وبعد استعراضنا للنصوص التاريخية المذكورة أعلاه تبين أنه توجد في ليبيا في الفترات السابقة للعهد العثماني مجموعة من المساجد بعضها شيد في الفترة الحفصية، والبعض الآخر يرجع إلى الفترات السابقة للفترة الحفصية، ومنها ما هو آثار باقية ومنها ما هو مندثر والمساجد الوحيدة الباقية والمذكورة في كتب الرحالة المؤرخين، ومنها كتاب رحلة التجاني ما زالت تحمل أسماء أصحابها.