خصائص مسجد الفسطاط:
لقد اختط عمرو بن العاص (رضي الله عنه) المسجد في عام 742 ميلادي في نفس عام بناء الفسطاط، حيث كان أبعاد المسجد 50 ذراع طولاً و30 ذراع عرضاً، ولم يكن فناؤه واسعاً، وقد سقف المسجد بسعف النخيل واستخدمت جذوع النخل أعمدة له، كما كان للمسجد مدخلان في كل من جهاته الثلاث الشمالية والغربية والشرقية.
أما الواجهة الأخيرة تقابل دار عمرو التي اتخذها مقراً رسمياً له، حيث لم يكن لجامع الفسطاط دار الإمارة، وقد ابتنى عبد الله بن عمرو (رضي الله عنه) داراً مجاورة لدار ابيه سميت بدار عمرو الصغرى، وقد قام أحد الجند ببناء طابق ثاني، ولما بلغ الخبر الفاروق (رضي الله عنه) أمر عمراً بهدمه حتى لا يطلع على الناس، وقد أعاد بناؤه قرن بن شريك في عام 92 هجري، كما أنه قام بالإضافة عليه المحراب المجوف كما صحح اتجاه قبلة المسجد.
وقد فرشت أرض المسجد بالحصى وزيد فيه بعد ذلك أربعة صوامع ومنبر في عهد مسلمة بن مخلد زمن معاوية (رضي الله عنه) في علم ثلاثة وخمسون هجري.
الزخارف في ذلك العهد:
قام فنان زخرفة المساجد في العهد النبوي الراشدي باقتباس عناصر الزخرفة من الحضارات السابقة، خاصة الساسانية والبيزنطية، ولكنه قام بالابتعاد عن التصور كما عرف، وقد اقتصرت الزخارف على الأشكال النباتية المتمثلة بأشكال أوراق العنب وأغصانه والمزهريات وثمار الفاكهة والرمان والتين والمرواح النخلية، وكانت هذه الأشكال تحصر داخل أشكال هندسية معينية أو مربعات أو دوائر أو سداسيات.
واستمر استخدام هذه الطريقة حتى العصر العباسي واستخدم الفنان المسلم الحفر العميق على الجص، أما بالنسبة للصناعات اليدوية فقد استمرت على ما كانت عليه زمن الساسانيين والروم، وكانت الغنائم مصدر الكثير من تلك التحف، وعرف الخزف غير المدهون واستخدمت فيه زخارف معدة بطريقة بسيطة ومختلفة تتألف على الأكثر من خطوط مستقيمة أو أفقية أو متموجة وأشكال متباينة بسيطة، وقد عملت بعض زخارف هذا النوع من الفخار بواسطة أختام مستديرة أو غير مستديرة وهي طريقة ساسانية.
وبالنسبة للخط العربي فيقال عن ابن عباس أنه قال: إن أول من كتب العربية ثلاثة من بولان وهي قبيلة سكنت الأنبار وهم؛ مرارة بن مرة وأسلم بن سدرة وعاصم بن جدرة.