مشروع عدن Eden Project

اقرأ في هذا المقال


في عام 1995، كان مشروع عدن مجرد رؤية في أذهان تيم سميت، الذي أعاد إنشاء حدائق هيلجان المفقودة في كورنوال، ومهندس كورنيش جوناثان بول. حيث أن إعادة إنشاء الموائل من الصحاري إلى المناطق الاستوائية في أكبر صوبة زجاجية في العالم سيكون مهمة هائلة. ولقد شاركتنا العملية المعقدة لتحقيق هذه الرؤية في كل مرحلة من مراحل تطور عدن.

التعريف بمشروع عدن

مشروع عدن هو أكبر حديقة نباتية في العالم. كما أنها تجربة علمية تستخدم تقنية مبتكرة للغاية لخلق مناخات مختلفة. ويجمع بين علم البيئة والبستنة والعلوم والفن والعمارة ويقدم تجربة غنية بالمعلومات وممتعة مع تعزيز طرق الحفاظ على مستقبل مستدام يعتمد على النباتات والأشجار. بينما يضم المعرض أكثر من مائة ألف نبات تمثل 5000 نوع من العديد من المناطق المناخية في العالم. بحيث صمّم المشروع تيم سميت وصمّمه المهندس المعماري الإنجليزي نيكولاس جريمشو وشركة الهندسة أنتوني هانت وشركاه.

تم اختيار (Grimshaw & Partners) لهذا المشروع بسبب خبرتها في إنشاء السقف الزجاجي الكبير لمحطة (Waterloo International Terminal) في لندن. حيث كان التحدي لهذا المشروع هو تصميم المباني التي توفر البيئة لخلق مناخات محلية مختلفة. وفتح المبنى أبوابه للجمهور في مارس 2001 مع بناء أول مرحلتين. بينما بحثًا عن الطريقة الأكثر فاعلية لاحتواء المناخات المحلية المختلفة، استوحى (Grimshaw) شكل عضوي، القبة الجيوديسية التي اخترعها (Buckminster Fuller U.S)، والتي اقترحت أن تشمل القمة بأقل سطح ممكن.

يتكون المشروع من 8 قباب جيوديسية تشكل منطقتين حيويتين من الأشجار والنباتات. كما يوجد أيضًا منطقة حيوية خارجية ومركز زوار ومدرج خارجي وطريق وصول. حيث تم تطوير المشروع على 4 مراحل، ووصل مشروع (Eden) الدائم الأول لشركة (Grimshaw) خارج المملكة المتحدة إلى مرحلة بناء بارزة مع الانتهاء من مشروع (Storm Forest Biome). ويحتوي الهيكل الأحيائي ذو الفضاء المفرد، وهو أكبر من القباب الموجودة في مشروع إيدن في كورنوال، على مساحة مزروعة تزيد عن 27000 متر مربع ويستخدم الماء باعتباره، دماء الحياة للطبيعة والثقافة والحضارة.

المساحات في مشروع عدن

تم تشكيل المرحلة الأولى مع مركز الزوار، وهذه مساحة تعمل كحلقة وصل بين المناطق الأحيائية. كما يعمل كمدخل وقاعات وحجز تذاكر والتسوق والاستحمام وصالات العرض التعليمية. حيث أنه حجم على شكل موزة يمتد على منحدرات المحجر القديم. بينما موقع استراتيجي في الجزء العلوي من الميدان. وفي البداية، يخفي بناء القباب رؤية الجمهور الذي اقترب من الموقع، ولكن بعد ذلك، بمجرد الدخول، يمكنك الاستمتاع بالمنظر البانورامي والمذهل للجميع.

تتكون المرحلة الثانية من المشروع من المناطق الأحيائية. حيث احتل أعمق جزء من المحجر على منحدراته، وهي مرتبة في مجموعتين تتكون كل واحدة منهما من أربعة قباب شفافة، وداخل الأقواس مناخات مختلفة في العالم. بينما يُعد (Humid Tropics Biome) أكبر منزل زجاجي في العالم، حيث يغطي مساحة 1.56 هكتار. كما يبلغ ارتفاعه 55 مترا وعرضه 100 متر وطوله 200. وهنا يتم الاحتفاظ بالمناخ الرطب والغابات المطيرة الكثيفة، مع بساتين الموز والقهوة والمطاط والخيزران، من بين أمور أخرى.

يحتفظ النطاق الأحيائي الأصغر بالمناطق الدافئة والمعتدلة والجافة، بين خطي عرض 30 و 40 درجة. وهي تغطي 0.65 هكتار وارتفاع 35 مترا وعرض 65 وطول 135 مترا. بينما من بين الأنواع التي تؤوي كروم العنب والزيتون. كما يتم عرض نظام بيئي ثالث، على غرار بريطانيا، في الهواء الطلق في الحدائق المحيطة بالقباب، مع نباتات مثل الشاي والخزامى والجنجل والقنب. حيث تم تحديد الموقع الدقيق للمناطق الأحيائية على الموقع من خلال تقنية متطورة توضح مكان الحصول على مزيد من ضوء الشمس لكل بنية اكتساب.

هذه القباب هي القباب الجيوديسية التي بنيت الأكبر في العالم. بينما مؤسسة عدن هي المرحلة الثالثة، التي افتتحت في عام 2003. والنواة هي جزء من المرحلة الرابعة من التطوير. كما يوفر مشروع (Eden Project) مرفقًا تعليميًا يتضمن الفصول الدراسية ومساحات العرض. بينما ضمن المخطط الرئيسي للموقع بأكمله المتأمل في الطموحات المستقبلية، شمل تصميم مشروع طريق الوصول.

بناء هيكل مشروع عدن

تتكون القباب من هيكل من الأنابيب الفولاذية المجلفنة بأحجام مختلفة. حيث عمل فريق (Grimshaw) بشكل وثيق مع (Anthony Hunt Associates Ltd و Mero Plc) لتطوير الهيكل وتحديد طول كل قسم من الفولاذ من خلال نماذج ثلاثية الأبعاد بواسطة الكمبيوتر. وسمح ذلك بإنتاج كل قسم من الفولاذ وتجميعه بشكل فردي في الموقع. وتتمتع الأنابيب بمقاومة عالية على الرغم من وزنها الخفيف وتشكل سلسلة من الأشكال السداسية والخماسية والمثلثات بأحجام مختلفة، تصل إلى 9 أمتار متصلة، ممّا يخلق مساحة مغطاة بألواح (Efte).

تم ضمان الاستقرار الهيكلي من خلال تشابك القباب، والتي ترتكز على أساس محيط خرساني مقوى. بينما الهيكل خالي تمامًا من الدعم الداخلي. كما أنه تصميم هيكلي فعال للغاية لأنه يوفر أقصى قوة للفولاذ مع حد أدنى وأقصى حجم مع الحد الأدنى من السطح.

المواد المستخدمة لبناء مشروع عدن

ويتحقق إغلاق القباب بأكثر من 500 لوح من (Efte) إيثيل تترافلورو إيثيلين. وهذه مقاومة للصفائح البلاستيكية الحرارية شديدة الشفافية. كما يتم إنشاء الألواح من طبقات رقيقة من فيلم (Efte) الشفاف للأشعة فوق البنفسجية، ومختومة على محيطها وإنشاء أنبوب داخلي منفوخ. حيث تم استخدام هذه المادة على أنها حيوية للغاية، بوزن يعادل 1% من وزن الزجاج. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ (Efte) قابل لإعادة التدوير ومضاد للكهرباء الساكنة وذاتيًا ويمكن إصلاحه بسهولة وفي حالة حدوث ثقب يمكن ترتيبه بشريط (Efte).

إنّ الألواح عبارة عن كاميرات يتم ضخها في الهواء الساخن. وبمجرد نفخها، فإنّها توفر عزلًا أكثر من الزجاج، وتعمل كغطاء حراري للهيكل. يمكن للجميع تحمل وزن الشخص. بينما متوسط ​​العمر المتوقع بين 20 و 30 سنة. حيث أن مركز الزوار هو مبنى منخفض بسقف مائل من الفولاذ مغطى بالعشب. واستخدام البناء الترابي هو كورنوال المحلي.

توفير الطاقة في مشروع عدن

يتم دعم تسخين المناطق الأحيائية بجودة ألواح العزل (Efte). بحيث يتم تسهيله أيضًا من خلال مناخ الآليات المستدامة، والتي يتم من خلالها تخزين حرارة الشمس في الكتلة الحرارية للصخور التي يتم بناء القباب عليها. وهذا ينظم درجة الحرارة يوميًا، ويمكن أن يشع الحرارة في الليل. كما توفر المواد النباتية 60% من تسخين الحمل الأساسي. ويتم دعم الرطوبة في المناطق الأحيائية عن طريق رش الرذاذ تحت الأشجار وشلال يساهم في حركة الهواء.

خلال فصل الصيف الحار يمكن ضخ الهواء النقي في القاعدة وأعلى القباب، وفتحها للتهوية. كما تستخدم الطاقة الشمسية لضخ الهواء في الألواح (Efte) وتوفير المياه لمركز الزوار. وعلى الرغم من وجود نظام تدفئة بديل ومرافق أخرى، إلّا أنها مكملة للأنظمة الطبيعية. بينما تم تطوير استراتيجيات لتقليل النفايات بشكل طبيعي. ويتم إعادة تدوير مياه الأمطار من أجل الترطيب، بينما تتسرب المياه الجوفية إلى تأثير إيجابي، حيث يتم توزيعها داخل غلاف الري.

المصدر: Eden Project: The Latest Architecture and NewsEden ProjectThe Eden Project: The Biomes Cornwall, UKThe Eden Project: the world’s largest enclosed botanical habitat


شارك المقالة: