تصميم مصلى العيد في مدينة المهدية

اقرأ في هذا المقال


خصائص مصلى العيد في مدينة المهدية:

صلاة العيد سنة مؤكدة وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أول من أنشأ مصلى للعيد في المدينة المنورة، فقد أثر عنه (صلى الله عليه وسلم) أداؤه لصلوات الأعياد والجنائز والاستسقاء منذ مقدمه إلى المدينة المنورة في مكان معين في العقيق، وأن المصلى قد خصص لهذه الصلوات لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج إلى المصلى يستسقي فبدأ الخطبة ثم صلى وكبر واحدة افتتح بها الصلاة، وقال: هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا وفطرنا وأضحانا فلا يبنى فيه لبنة على لبنة.

وهكذا حدد الرسول شكل المصلى فهو عبارة عن رحبة من الأرض الفضاء لا حدود بنائية لها تحصرها ولا سقف يغطيها، وفي مرحلة لاحقة وعلى وجه التحديد في عهد الخليفة عثمان بنى للمصلى منبر من الطين، ومع انتشار العمران الإسلامي جرت العادة بإنشاء هذه المصليات عادة في ظاهر المدن الآهلة حيث لا توجد بيوت.

وفي إطار اهتمام الفاطميين بتأكيد نسبهم إلى فاطمة والتأكيد على التأسي برسول الله والتمسك بسنته فقد اهتموا بإنشاء مصليات العيد بمدنهم، حيث إن مدينة المهدية كانت أول مدينة لهم حرصوا على إنشاء مصلى للعيد بظاهرها من الجهة الغربية خارج أسوارها، وكذلك أنشئت مصلى للعيد بمدينة المنصورية أو صبره، وقد حرص الخلفاء على صلاة العيد في هذه المصليات حتى في حالة سقوط المطر وتحول أرض المصلى إلى وحل.

خصائص مصلى العيد في المهدية:

إن بناء مصلى العيد في مدينة المهدية كان خارج أسوارها على بعد رمية سهم، وقد جرت العادة بإنشاء مصلى العيد عادة في المدن الإسلامية خارج أسوارها؛ حتى لا تشغل جزءاً من المدينة التي تحيطها الأسوار وبخاصة وأنها لا تستخدم إلا مرتين في العام لصلاة عيد الفطر وعيد الأضحى وأحياناً تستخدم لصلاة الاستسقاء في حالة الحاجة إلى إقامة هذه الصلاة.

وكان إنشاء مصلى العيد خارج أسوار المدينة في إطار تحقيق شرط الاقتصاد في العمارة، حيث إن موضع المصلى خارج الأسوار يوفر مساحتها لإنشاء منشآت أخرى داخل المدينة تحتاج إلى التأمين، كما وضع المصلى في خارج أسوار المدينة وفي إطار هذه الرؤية يساعد على التوفير بأسلوب غير مباشر في تكلفة بناء الأسوار في حالة إذا ما قورن هذا الحال بحال افتراض وضعها داخل أسوار المدينة فيضاف عندئذ أطوال الأسوار فتزداد تكلفة البناء.


شارك المقالة: