خصائص منازل الفسطاط
لقد ارتفعت المباني في مدينة القاهرة في العصر الفاطمي إلى طوابق كثيرة، حيث ذكر ناص خسرو (روائي) أنها بلغت أربعة عشر دوراً يعلو بعضها بعضاً، وهناك منازل سبعة أدوار، كما أن العمران الرأسي أصبح ظاهرة، كما كان الحال في القاهرة والفسطاط في العصر الفاطمي.
حيث إن ذلك الامر له دلالاته المتعلقة بارتفاع ثمن الأرض ومحاولة استغلالها الاستغلال الأمثل بارتفاع المباني التي تبنى عليها، كما أن الارتفاع بالمباني عدة طوابق يتطلب استخدام أساليب في التخطيط الإنشائي، وكذلك استخدام مواد بناء تحقق هذه الأغراض، ولاشك أن القدرة على تحقيق ذلك ترتبط بالتقدم العلمي في مجالات أخرى كالهندسة المعمارية وغيرها.
وقد كشفت التنقيبات التي أجريت في مدينة الفسطاط على يد كل من على بهجت وألبير جبرائيل عن كثير من أطلال عمائر الفسطاط، من بينها عدد من الدور الأثرية بلغ عددها ستة عشر داراً، واستمرت أعمال التنقيب بعد ذلك تكشف من خلال أعمال التنقيبات التي قامت بها دائرة الآثار المصرية عن منازل أخرى، كما اهتمت البعثات الأجنبية بالكشف عن مباني الفسطاط وأطلالها مثل بعثة الجامعة الأمريكية التي أولت اهتماماً خاصاً بكشف ودراسة شبكات الصرف الصحي في دور الفسطاط ومنشئاتها الأخرى.
وقد ثار حول تاريخ دور الفسطاط جدل كبير وتأرجح تأريخها في الفترة الممتدة من النصف الثاني من القرن الثالث الهجري وحتى النصف الأول من القرن السادس الهجري.
اعتبارات التوثيق الأثري لدور الفسطاط
يجب الإشارة إلى أن كثيراً من الآثاريين عند عرضهم للوصف المعماري للدور الأثرية لابد من التنويه إلى أمور مهمة تتصل بتاريخ عمارة الدور، لكنها مهمة جداً بالنسبة للتوثيق الأثري لعمارة الدور على وجه التحديد، ومن هذه الأمور ما قد يحدث من تعديل الدور بسبب التوريث أو البيع.
حيث قد ينتهي الأمر إلى تقسيم الدار الواحدة إلى أكثر من دار مع إحداث بعض التعديلات التي تمكن من ذلك كسد بعض الفتحات أو فتح أبواب جديدة أو عمل مدخل وممرات مضافة إلى غير ذلك من التعديلات، إلا أنه قد يحدث عكس ما ورد وذلك من خلال القيام بالجمع بين دار وأخرى ولنفس الأسباب، ويحدث نتيجة لهذا الضم إحداث تعديلات معمارية تمكن من استغلال الدارين كدار واحدة بالوصل بينهما لتسهيل حركة التنقل بين الوحدات المعمارية في كل من الدارين.