تاريخ بناء منزل المفتي:
يحيط الغموض بتاريخ بناء هذا المنزل ومنشئه، ولم يرد أي ذكر له في المراجع العربية والأجنبية، وفي غيابها استعنا بروايات العائلات التي ما تزال تقطن بداخله إضافة إلى إمام المسجد الجامع، والتي أجمعت على أن المنزل كان يسكنه مفتي المدينة في العهد العثماني.
ولعل ما جعلنا نشاطرهم الرأي أن المنزل من حيث التخطيط الداخلي يدل على أنه كان لشخصية مرموقة، والأمر الثاني وجوده ضمن المجمع المركزي للمدينة أين كانت ترتكز الطبقة الحاكمة والشخصيات المهمة؟ فضلاً عن قربه من الجامع الكبير الذي لا يفصله عنه إلا شارع ودار صغيرة ملاصقة لمنزل من الناحية الشمالية الغربية، وهذه ربما كلها مؤشرات تدل على أن المنزل كان يسكنه مفتي المدينة.
المظهر الخارجي للبيت:
يتكون هذا المنزل من طابق واحد وواجهة رئيسية في الناحية الجنوبية الغربية تطل على زقاق ضيق بعرض 2.50 متر، وفي ركنها الأيمن مدخل بسيط عبارة عن فتحة باب عرضها 2 متر، ذات مصراعين من الخشب ينفتحان إلى الداخل، نصل إلى هذا الباب عبر سلم من سبع درجات حجرية تنتهي ببسطة مستطيلة تتقدمه، حيث يغطي الباب ككل سقف من الخشب تنج عنه تداخل المنزل مع منزل مجاور له.
وعموماً فإن الواجهة الخارجية لهذا المنزل بسيطة جداً حيث فتحت بها نافذتان مسيجتين بقضبان حديدة يبدو أنها فتحت في الجدار من طرف القاطنين بالمنزل.
المظهر الداخلي للبيت:
يؤدي المدخل الرئيسي إلى سقيفة اتخذت شكلاً منكسراً إلى اليسار، وهي بذلك تشبه منزل حميد العبد من حيث وجود الباب في الركن الأيمن من الطابق الأرضي أو من حيث انكسار السقيفة، تفضي هذه الأخيرة إلى رواق الصحن عبر فتحة باب معقودة بعقد نصف دائري عرضها 1.30 متر وسمك جدارها 1 متر، يحيط هذا الرواق الذي يتراوح عرضه من جهة إلى أخرى ما بين 1.70 متر و2.20 متر بالصحن من جهاته الأربعة، ويرتفع عنه بمقدار 20 سم.
يرتكز سقف هذا الرواق على اثنتا عشر عقداً حدوياً محمولاً على اثنتا عشرة عموداً دائرياً مبنياً بالحجر الرملي، وأما الصحن فجاء شكله منحرفاً تبعاً لانحراف الرواق، بلطت أرضيته بالإسمنت وكذلك الرواق، والملاحظ في هذا الصحن أنه خال من أي نافورة، ولا ندري إن كانت تشغله واحدة أم لا؟