منظرة الخمس وجوه

اقرأ في هذا المقال


خصائص منظرة الخمس وجوه:

يمكن استخلاص معنى المنظرة بأنها أشبه بقصر صغير (قصير) استخدمها الخلفاء والسلاطين في بعض المناسبات العامة، كما استخدمت أيضاً للمتعة والاختلاء بالنفس والراحة من عناء الحكم، وقد اهتم الطولونيون بعد أن استقلوا عن الخلافة العباسية ببغداد بإقامة القصور والمنتزهات والحدائق والبساتين والمنائر، فأنشأ أحمد بن طولون قصراً وبستاناً كبيراً بالقطائع بجوار جامعة بقلة الكبش.

كما شيد خمارويه منظرة على شكل برج من خشب الساج المنقوش بالنقر النافذة وزينه بالألوان المختلفة وفرش أرضه بالبلاط، ووضع فيه أنواعاً مختلفة من الطيور حسنى الصوت، وكان هذا أول برج أو منظرة أقيمت في مصر وكان الهدف منها الاستمتاع والتنزه.

وقد اهتم الخلفاء الفاطميون بإقامة مناظر في أماكن مختلفة داخل القاهرة، وفي ظاهرها لمختلف المناسبات والأعياد التي تميز بها هذا العصر، وكان الأفضل بن بدر الجمالي وزير الخلفية المستعلى أول من بنى المناظر في أنحاء مختلفة من القاهرة، وأعدها لجلوس الخليفة وأسرته لمشاهدة الاحتفالات في المناسبات المختلفة مثل منظرة التاج خارج القاهرة من الجهة الشمالية، ومنظرة الخمس وجوه بجوارها ومنظرة البعل.

وصف منظرة الخمس وجوه:

إن هذه المنظرة أنشئت للاستمتاع والتنزه، أقامها الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بجوار منظرة التاج والعامة تسميها خطأ التاج والسبع وجوه، وكانت بناء عظيماً ذات خمسة وجوه من الخشب تنقل الماء إلى البستان العظيم الذي حول المنظرة، والذي كان يزرع بمختلف أنواع الفواكه والمزروعات، وقد تلاشت هذه المنظرة بعد العصر الفاطمي ولم يبق منها سوى الأطلال، وقد وصف المؤرخون المنظرة بأنها إحدى عجائب الدينا.

وقد استمر خراب المنظرة بعد العصر الفاطمي واندثرت تماماً عام 806 هجري، إلى أن رأى السلطان المؤيد شيخ أن يجددها ويعيدها إلى ما كانت عليه لتصبح متنزهاً خاصاً له بدلاً من سرحة سرياقوس التي اتخذها سلاطين المماليك متنزهاً لهم.

وقد ابتدأ العمل في عمارة المنظرة يوم الأثنين أو شهر ربيع الآخر سنة 823 هجري، وقد اهتم السلطان بمداومة المرور على العمل للاطمئنان على حسن سيره كما زارها بعد أن اكتمل العمل في 4 شوال 823 هجري، وكان يقضي بها بعد ذلك أوقاتاً طيبه وعمل بها الخدمة.


شارك المقالة: