نبذة تاريخية حول تطور الهندسة الصناعية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الهندسة الصناعية:

ينصب تركيز الهندسة الصناعية على كيفية تحسين العمليات أو تصميم الأشياء الأكثر كفاءة وإهداراً أقل للمال والوقت والموارد الخام والطاقة البشرية والطاقة مع اتباع معايير وأنظمة السلامة، قد يستخدم المهندسون الصناعيون المعرفة بالرياضيات والفيزياء وكذلك العلوم الاجتماعية لتحليل وتصميم وتوقع وتقييم النتائج والعقبات الخاصة بالعمليات والأجهزة، يتأكد المهندسون الصناعيون من أن الهاتف المحمول يناسب جيبك وعدم ارتفاع درجة حرارته أو يمكنهم التأكد من عدم اشتعال النيران أثناء الطيران على متن طائرة، حيث يشارك المهندسون الصناعيون في جميع مراحل الإنتاج والمعالجة.

ولادة الهندسة في العالم:

وُلد المفهوم الهندسي بقدرة الرجل مع اختراع الأدوات الأولى لعيشه، استخدمت حضارات مثل المصريين جذوعاً خشبية كنظام لسحب المواد بطريقة أكثر كفاءة وباستخدام أقل للطاقة، ثم ظهرت في العالم وتطورات بشكلٍ كبير مثل: مفاهيم الأعمدة والأقواس والأشكال المختلفة في البناء والتي أصبحت تعبير كبير عن الهندسة المدنية، ثم ظهرت مبادئ الهندسة الميكانيكية مع اختراع بعض الآليات التي تستخدم المسامير والتروس والبكرات، بعد ذلك يظهر ليوناردو دافنشي وهو يصمم آلات الطيران.

مع الثورة الصناعية افتتح مجال العمل للهندسة في عام 1781، ثم حصل جيمس وات على براءة اختراع أول آلة بخارية وتم دمج المصادر القديمة للطاقة في أنظمتها، ولكن هذا لم يتحقق لتجنب انقراضه بعد سنوات، بعد هذه التطورات الكبيرة في الآلات البخارية مع عمل فرانكلين وفاراداي تم العمل على تحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية، وبفضل هذا يمكن استخدامها كمصدر للطاقة في الصناعة، كما اخترع توماس ألبا إديسون المصباح الكهربائي المتوهج وساهم في تقدم كبير في تصميم البطاريات لتخزين الطاقة.

كانت إنجلترا وفرنسا وألمانيا أولى الدول في الاعتراف بمهنة الهندسة كونه عملاً تم تنفيذه بواسطة أبرز الجنود، حيث أدت التطورات التقنية في القرن التاسع عشر إلى توسيع مجال الهندسة بشكل كبير وأدخلت عدداً كبيراً من التخصصات، في البداية تم التفكير في العلوم الصناعية فقط، ثم ظهرت عدة فروع مثل: الفضاء والكيمياء وبناء السفن والطرق والقنوات والموانئ والاتصالات والكهرباء والإلكترونيات والهندسة الصناعية والجيولوجيا والمواد وتكنولوجيا المعلومات، أعطى التطور السريع لأشباه الموصلات لصناعة الإلكترونيات في الستينيات دفعة لعلوم المواد.

في فترة الاستعمار ارتبطت أعمال الدفاع المدني والجدران والقلاع والمعالم الدينية الكبيرة بالهندسة، كما تم استخدامها في هندسة المناجم، بعد ذلك كانت الهندسة تستجيب لاحتياجات العالم وكانت تفتح مجالات في تخصصات مختلفة.

نبذة تاريخية حول تطور الهندسة الصناعية:

في البداية حققت الهندسة الصناعية تطوراً في صناعة النسيج باختراع عجلة الغزل الميكانيكية في عام 1775 من قبل ريتشارد أركوريجث في إنجلترا، إلى جانب ذلك أنشأ أيضاً النموذج الأول لنظام التحكم التشغيلي في المصانع لتنظيم إنتاج الموظفين، كما تم تشكيل الأنظمة التحليلية لتحسين العمليات والإنتاجية المتزايدة في المصانع، ولكن كانت الحاجة إلى تغيير الطريقة التي عملت بها تلك الصناعات عندما بدأ العالم في التطور.

مع ولادة الهندسة الصناعية تم التعرف على نتائج فيديريكو وينسلو تايلور وهو والد الهندسة الصناعية (1856-1915)، حيث درس العامل البشري والميكانيكا والمواد داخل عملية الإنتاج وطور نظاماً قائماً على مفهوم المهمة وتقليل الأوقات، التخلص من التكاليف وتثبيت المواد لتحسين العمل، في عام 1912 اعتبر هنري فايول أب النظرية التشغيلية الحديثة؛ حيث قام بغرس مفهومين هما: مبادئ التوجيه وإدارة الواجبات، ابتكر فرانك جيلبيرث الذي كان عامل بناء نظاماً لتقليل الوقت وهو التوظيف الشخصي بتكلفة منخفضة وحدد 17 حركة أساسية من جسم الإنسان، ممّا جعل تخطيط العمل مهمة أسهل.

من ناحية أخرى تعاونت دراسات بارنز لتقليل تكاليف المواد وإرهاق الموظفين، وقد استخدمت هذه الطريقة لتحسين الأداء، كما قام هنري جانت بتغيير النظام إلى طريقة الحوافز الاقتصادية للعمال والملاحظين، والتي أظهرت أنها أكثر كفاءة من الآخرين في المصنع، بعد ذلك طور ألان موجينسن طرقاً لتبسيط العمل فقط لتأسيس مصطلح هندسة الأساليب، وفي عام 1932 مع الحرب العالمية الثانية روج ماينار لمصطلح أبحاث العمليات.

ساهمت الهندسة الصناعية في إحداث تغييرات كبيرة في التعامل مع العمل في الشركات ومع تطبيق منهجيات قريبة من إدخال الأوقات والحركات ووضع معايير العمل لصنع المنتجات والتخطيط من العمليات وتنظيمها؛ تطورت الهندسة الصناعية في مجالات مختلفة، ممّا قدم مساهمات مهمة على المستويات الاجتماعية والبيئية والتكنولوجية وتوفير التنمية المستدامة المتصورة مثل: عملية الإنصاف والقدرة التنافسية والاستدامة القائمة على المبادئ الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمبادئ الإنتاجية.


شارك المقالة: