المسح:
يعتمد علم المسح بشكل أساسي على الملاحظات (القياسات) التي بغض النظر عن مدى دقة قياسها لن تعطي نتائج صحيحة تمامًا، ولكن سيكون لها خطأ مهما كان صغيراً، على سبيل المثال إذا استخدم أحد المراقبين في تجربة كبيرة جهازًا ثيودليت لقياس زاوية عددًا معينًا من المرات فلن يكون لكل هذه القياسات نفس قيمة الزاوية.
لذلك من الضروري أن يكون المساح على دراية بمصادر وأنواع الأخطاء وكيفية التغلب عليها إن أمكن أو كيفية التعامل معها رياضياً من أجل تحقيق قيمة أقرب إلى دقة الكمية (مسافة زاوية أو مستوى الاختلاف) الذي يتم قياسه.
مصادر الأخطاء في المسح:
الخطأ هو مقدار الاختلاف بين القيمة المقاسة (الملحوظة) وقيمتها الحقيقية، ولكن من الصعب إذا لم يكن من المستحيل معرفة القيمة الحقيقية للقياس، ولذا فإننا نستبدلها بالقيمة الأكثر احتمالية. حيث تحدث ثلاثة أسباب أو مصادر من الأخطاء ھي:
أخطاء آلیة:
الأخطاء الناتجة عن الأعطال في الأجهزة المستخدمة في القياس، والتي يمكن التغلب عليها بضبط الجهاز وتعديله ومعايرته باستمرار في كل فترة واتباع خطة مراقبة محددة مثل المراقبة (يتم تنفيذها ويمكن الوصول إليها بجهاز الثيودليت) وصحح أو تحقق من الملاحظات باستخدام المعادلات الرياضية (على سبيل المثال ضبط زوايا المثلث بحيث يساوي مجموع الزوايا 180 درجة).
أخطاء شخصية:
أخطاء تعود للراصد نفسه مثل عدم اهتمامه بعملية المراقبة أو قلة خبرته العملية.
أخطاء طبیعیة:
أخطاء ناتجة عن تغير في الظروف الطبيعية أثناء عملية المراقبة مثل التغيير في تأثير الانكسار الجوي على المقياس بفترات من يوم واحد.
أنواع الأخطاء في المسح:
الغلط الجسمي:
وهي قيمة غير طبيعية تجعل القيم المرصودة غير متوافقة مع بقية الملاحظات المماثلة، وتنجم عن قلة الخبرة أو الإهمال في القياس، على سبيل المثال عند قياس زاوية عدة مرات وكتابة قيمتها مرة واحدة 153 درجة بدلاً من 135 درجة، أو الإشارة إلى النقطة “أ” وتسجيل قراءة الزاوية لتكون للنقطة “ب” لذلك إذا تم قياس المسافة عدة مرات على النحو التالي: 56.32، 56.38، 56.40، 57.38، 56.35، 56.39 مترًا، نرى أن القيمة 57.38 هي خطأ أو خطأ جسيم لأن القيم الأخرى قريبة من بعضها البعض في حدود السنتيمترات، بينما هذه القيمة على بعد حوالي متر كامل منها.
يمكن اكتشاف الخطأ من خلال الفحص الدقيق والتحقق من كل خطوة من خطوات المراقبة ثم استبعادها تمامًا من عملية التحقيق، وتجدر الإشارة إلى أن الخطأ هو أخطر أنواع الخطأ وأخطر تأثير على دقة العمل في حال عدم اكتشافه.
الخطأ التراكمي:
هو خطأ ذو قيمة صغيرة نسبيًا (مقارنة بقيمة الخطأ) يتكرر بنفس المقدار ونفس الإشارة إذا تكرر القياس في نفس الظروف وباستخدام نفس الأجهزة ونفس المراقبين.
الخطأ المنتظم هو خطأ تراكمي بمعنى أن قيمته تزداد مع تكرار القياس، على سبيل المثال إذا كان هناك خطأ 10 سنتيمترات في شريط طوله 20 مترًا واستخدمنا هذا الشريط لقياس مسافة 100 متر إذن سيكون الخطأ المنتظم 10 سم في كل عملية طرح (ملاحظة أو جزء من المسافة أي كل 20 مترًا تم قياسه)، مما يجعل الخطأ منتظمًا 10 سم × 5 مرات القياس = 50 سم في نهاية هذه المسافة.
يتم التغلب على الخطأ المنتظم إما بإضافة القياسات التصحيحية اللازمة إليه أو بوضع خطة دقيقة لعملية المراقبة نفسها، ويجب القيام بذلك قبل استخدام القياسات في حسابات المنطقة.
الخطأ المنتظم:
يشبه الخطأ المنتظم الخطأ التراكمي في طبيعته، باستثناء أنه يمكن أن يكون تراكميًا بنفس المقدار والإشارة وقد يختلف في القيمة والإشارة عن أجزاء من العمل الميداني.
على سبيل المثال تأثير كل من درجات الحرارة والرطوبة) على الزوايا المقاسة إلكترونياً، حيث يجب قياسات المسافة سواء بأجهزة EDM أو المحطات الشاملة، وبالتالي هناك معادلات رياضية لحساب قيمة هذا الخطأ بشكل منتظم اعتماداً على قيم درجة الحرارة والرطوبة تقاس خلال عملية المراقبة الميدانية.
يتم عدم الخطأ على الأخطاء المنتظمة بإجراء التصحيحات المعلومة أو العمل على خطة دقيقة لعملية المراقبة واختيار أنسب شروط القياس، بالإضافة إلى ذلك يجب التغلب على الأخطاء المنتظمة وتصحيحها قبل استخدام الملاحظات في حسابات المنطقة.
الخطأ العشوائي:
الخطأ العشوائي هو خطأ متغير ليس ثابتًا لا في القيمة ولا في الإشارة، ولا يمكن التنبؤ به أو معرفة مصدره الرئيسي وبالتالي يكون اسمه عشوائيًا.
توجد أخطاء عشوائية مهما كانت قيمتها في جميع القياسات، ويتم التعامل معها رياضيًا لمحاولة الوصول إلى القيمة الأكثر احتمالية للكميات التي سيتم حساب قيمتها بالضبط، وهذا هو موضوع النظرية أخطاء أو عملية الضبط.