وصف بوابات مدينة القاهرة
اهتم الفاطميون بتحصين القاهرة، وكان هدفهم المباشر من هذا التحصين هو أن تستطيع هذه المدينة مقاومة هجوم القرامطة، عندما شنوا أول هجوم متوقع على الفاطميين بعد دخولهم مصر، وفي إطار هذا الاهتمام كان إنشاء جوهر للأسوار الأولى لمدينة القاهرة ببوابتها الحصينة.
وفي عهد الخليفة المستنصر وإزاء الظروف التي تعرضت لها الدولة، أعيد الاهتمام مرة أخرى بتحصين القاهرة؛ فأنشئت أسوار أخرى للمدينة ضمن ما أنشئ خارج أسوار جوهر خاصة في الظاهر الشمالي والظاهر الجنوبي من المدينة، وكان إنشاء هذه الأسوار من الحجر بدلاً من اللبن الذي استخدم في أسوار جوهر.
وفي نهاية العصر الفاطمي وبعد أن استوزر صلاح للفاطميين اهتم صلاح الدين بترميم أسوار القاهرة، وهذه الأعمال المعمارية تختلف عن أعماله المعمارية التي قام بها في القاهرة والقلعة بعد أن سيطر الأيوبيون على الحكم، وفي إطار ما سبق فإن دراسة أسوار وبوابات القاهرة تتم في إطار مراحل ثلاث أولها في عهد جوهر، والثانية في عهد بدر الجمالي والثالثة في عهد صلاح الدين أيام ما كان وزيراً للفاطميين.
أسوار القاهرة وبواباتها في عهد جوهر الصقلي
في ضوء ما ورد من روايات تاريخية عن إنشاء جوهر الصقلي لأسوار وبوابات القاهرة، يلاحظ أن جوهر كان مهتماً اهتماماً بالغاً بسرعة إنشاء هذه الأسوار قبل أي نوعية أخرى من المنشئات، وكان هذا الاهتمام فيما بسبب توقع هجوم القرامطة، ويؤكد المقريزي على هذه الحقيقة، وأكدت الأحداث صدق توقع جوهر فقد هاجم القرامطة مصر في شوال سنة 360 هجري، وخرج جوهر من الباب الشمالي بالسور الشرقي هو باب القنطرة بعد سنتين من بناء أسوار المدينة، وأقام أمامه قنطرة فوق الخليج ليمشي عليها إلى المقس ليدافع عن القاهرة ضد القرامطة.
وانعكس هذا التوجه في بناء الأسوار بسرعة في استخدام اللبن كمادة أساسية في بنائها، حيث أن إعداد اللبن من الطين وضربه وتجفيفه أسرع وأسهل من قطع الأحجار ونحتها ونقلها من محاجرها إلى موضع البناء، كذلك فإن الحجم الكبير للطوب اللبن الذي أنشئت به هذه الأسوار يعكس هو الآخر مدى الرغبة في سرعة البناء.