الأسبلة في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


الأسبلة: هي مكان مخصص لتوفير المياه، توجد في الطريق لسقاية المارة، والبعض منها يكون ملحق بالمساجد، كان الغرض من هذه الأسبلة هو غرض روحي، وهو كسب الأجر والثواب لساقية المارين العطشة، وكانت هذه العادة عند العرب عبر العصور وذلك دليل على كرمهم ومروئتهم.

يتكون السبيل من حجرة التسبيل، وهي الوسيط بين الصهريج الذي يضخ المياه والمارة، وفي صدرها يوجد شذروان وهو لوح من الرخام المنقوش لتبريد المياه التي تمر عليها قبل وصولها لأحواض المياه الموجودة في أرضيات شبابيك التسبيل، كما يوجد أمام شباك التسبيل لوح رخامي آخر لوضع أواني الشرب وأسفل كل شباك مصطبة للوقوف عليها أثناء الشرب.

من أهم الأسبلة الإسلامية:

سيبل محمد علي:

يقع هذا السبيل بجوار باب زويلة الشارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة في مصر الفاطمية، وقد بناه والي مصر محمد علي باشا إهداء لروح ابنه الأمير طوسون الذي مات وهو في الثانية والعشرين من العمر بمرض الطاعون، وقد حزن عليه محمد علي حزناً كبيراً فقرر بناء هذا السبيل على روحه بعد وفاته بثلاث أعوام، أي في عام 1828 ميلادي، وقد اختار محمد علي موقعاً متميزاً لتشييد السبيل حيث يطل على أكثر المواقع حيوية، فهو في قلب السوق التجارية لمصر في ذلك العصر، وقد عني محمد علي ببناء هذا السبيل غاية العناية فأمر بجلب الخشب والرخام من تركيا لبنائه.
يتكون السبيل من حجرة مستطيلة تطل على غرفة التسبيل ولها حوض بيضاوي من الرخام الأبيض، وواجهة السبيل هي الشكل كما هي العادة في طراز الأسبلة العثمانية، وهي غنية بالزخارف المنحوته على الرخام.

سبيل خسرو باشا:

يقع هذ السبيل في شارع المعز لدين الله الفاطمي، بناه خسرو باشا أحد ولاة مصر في العصر العثماني، وهو سبيل عثماني لكنه يشبه في تصميمه الطرز المحلية وليس الطراز العثماني الخالص، فهو مستطيل البناء وليس مقوساً، ويتكون السبيل من طابقين، الطابق الأول يحتوي على شباكين، الأول يطل على المدرسة الصالحية خلف السبيل، وحجرة التسبيل مغطاة برخام ملون متعدد الأشكال الهندسية، وتعلو غرفة التسبيل حجرة أخرى كانت تستخدم كتاباً، وهي تحتوي على نافذتين مقوستين يعلوهما بروز خشبي من الأرابيسك، وتحيط بالواجهة صفوف من الرخام الأحمر.


شارك المقالة: