تولى الخليفة الحاكم بأمر الله سنة 490 هجري الحكم، وبعد وفاة والده المستعلى بالله الفاطمي وهو طفل عمره خمس سنين، فقام بتدبير شئون الدولة الوزير الأفضل شاهنشاه بن الجمالي، وبعد وفاته تولى الوزارة أبو عبدالله محمد الملقب بالمأمون، وقد تراجعت في مصر الحالة الاقتصادية والتجارية في عهد الآمر، ممّا أدى إلى ظهور فكرة الضيافة المصطنعة، فأنشئت في أيامه فنادق وخانات ووكالات بالقاهرة خصصت للوافدين من العراق والشام وغيرها من تجار البلاد الأخرى، كما أمر الخليفة الآمر بتعميير مدينتي تنيس ودمياط على اعتبار أنهما من المواني التي تستقبل التجار الوافدين من الشام.
بنى جامع الأقمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله سنة 1125 ميلادي، ولعل أبدع ما في هذا المسجد الصغير واجهته الغربية الحجرية الغنية بشتى أنواع الزخارف والتي لم يبقى منها إلا نصفها الأيسر، وبها حنايا تنتهي بطاقات وعقود ومقرنصات وأخرى تحف بها أعمدة صغيرة وبعضها حلزوني في جزئها العلوي.
تصميم جامع الأقمر:
المسجد من الداخل يحتوي على صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات أكبرها إيوان القبلة والعقود الفارسية التي تقوم على أعمدة من الرخام والسقف مغطى بإيوانات صغيرة، ويعتبر الجامع الأقمر من أجمل المساجد الفاطمية، له واجهة مليئة بالزخارف والكتابات الكوفية والمقرنصات، فهي واجهة فريدة من نوعها دلت على عبقرية وحسن ذوق وتناسب الأجزاء، وفي هذه الواجهة باب له معبرة من الخشب حفرت بها زخارف متعرجة تمتاز بالبساطة والجمال، وعلى يسار الباب المنارة وهي ليست فاطمية جددها يلبغا السالمي عام 1396 ميلادي.
وجامع الأقمر يعتبر من مفاخر العمارة الفاطمية وهو من المساجد المعلقة، وكان يصعد إليها بدرج توجد تحته مجموعة من المحلات التجارية. المسجد صغير الحجم يبرز بابه الرئيسي عن الواجهة، ويؤدي إلى صحن مكشوف يحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، ويتكون من ثلاثة أورقة محملة على أعمدة من الرخام مغطاة بطبقة صغيرة، وفي صدر هذا الإيوان يوجد محراب مكسو بالرخام الملون الدقيق تعلوه واجهة تذكارية للعمارة التي أجراها يلبغا السالمي في عهد السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق عام 799 هجري.
وحول العقود التي تحيط بالصحن شريط من الكتابة بالخط الكوفي المزهر، والتي تعتبر من مميزات الزخارف الفاطمية.