الأهرامات المصرية القديمة

اقرأ في هذا المقال


تعكس بنية مصر القديمة سِمتين أساسيتين للثقافة المصرية، وهما مصر العليا والسفلى، وذلك لسببين رئيسيين، أولاً لاعتقادهم بأن الحياة على الأرض كانت مجرد فترة قصيرة مقارنة بالحياة الأبدية القادمة بعد الموت، ثانياً حقيقة أن مصر كانت ثيوقراطية، حيث كان الملك (فرعون) يُعبَد كإله، بسلطات مطلقة، حيث كان يمتلك أجزاء كبيرة من أرض مصر والكثير من مواردها، وتنيجة لهذين العاملين، تم تخصيص جزء كبير من التصميمات المصرية ومواد البناء والقوى العالملة لبناء مجمعات الضريح الفرعونية الضخمة (مقابر) المعروفة باسم الأهرامات، والمصممة للحفاظ على جسم فرعون، وحماية ممتلكاته بعد الموت، لتسهيل مروره إلى حياة ما بعد الموت.

الأهرامات (Pyramids)

بنيت الأهرامات خلال فترة كانت فيها مصر واحدة من أغنى وأقوى الحضارات في العالم، حيث تُعد الأهرامات من أروع الهياكل التي صنعها الإنسان في التاريخ، يعكس حجمها الهائل الدور الفريد الذي كان يلعبه الفرعون أو الملك في المجتمع المصري القديم، ولاتزال الأهرامات المصرية واحدة من الأسرار والألغاز في العالم الحديث.
الأهرامات هي الرمز الأكثر شهرة لمصر القديمة، على الرغم من أن حضارات أخرى مثل المايا والصينين استخدمت هذا النموذج، فإن الهرم في العصر الحديث مرادف في أذهان الناس بمصر، لا تزال أهرامات الجيزة آثاراً مثيرة للإعجاب بعد آلاف السنين من بنائها.

موقع الأهرامات المصرية

بنى المصريون جميع أهراماتهم على الضفة الغربية لنهر النيل، لقد وجد العلماء حوالي 100 هرم في مصر، ومن المحتمل أن يتم دفن المزيد تحت الرمال، وتعد أهم مجمعات الهرم موجودة في سقارة، ميدوم، دهشور والجيزة.

تاريخ الأهرامات المصرية

كان أول هرم تم بناؤه في مصر هو هرم زوسر المدرّج، خلال فترة حكم الأسرة الثالثة، تم بناؤه من قبل إمحوتب، أحد أوائل المهندسيين المعماريين والمهندسين المعروفين، كان هرم زوسر أول مبنى حجري ضخم تم بناؤه في مصر، بدأ ملوك الأسرة الثالثة ببناء الأهرامات ولكن كانت فترة حكمهم قصيرة ولم يكتمل أي من مشاريعهم.
في المملكة الوسطى بنى الفراعنة الأهرامات من الآجر الطيني، وكل ما تبقّى منها اليوم هو التلال والرمال التي قد غطت بعضها، ولا زال العلماء المصرييون يجدون بعض من هذه الأهرامات.

رمز الهرم المصري

يعتقد معظم العلماء أن الأهرامات تمثّل بنبن (Benben)، كان بنبن التل أو الحجر الذي طلعت عليها الشمس، ووقفت الآله على التل لخلق الجنس البشري، بنبن كان معبد في مصر، اعتقد المصريون أن هذا أول مكان تلمسه أشعة الشمس كل فجر، وكانت الأهرامات كشكل من أشكال بنبن، وكانت المسلات أيضاً تمثيلاً لنفس المفهوم.
الأهرامات المدرجة كان لها معتقدات خاصة بها، ويعتقد العلماء أن المصرييون رأوهم بمثابة درج للنجوم، سوف تتسلقهم روح الفرعون ليأخذ مكانه في النجوم.

كيف تم بناء الأهرامات المصرية؟

يعتقد العلماء أن المصرييون بنو جميع الأهرامات بالطريقة نفسها، اختار الفرعون ووزيره موقعاً جيداً للهرم، حيث وضعوا الخطوط العريضة لقاعدة الهرم، بعد أن قاموا بتسوية الموقع باستثناء تل صغير في الوسط، وضعوا طبقة من الحجر الجيري أو الجرانيت فوق الأساس، بعد ذلك قام البناة بتسوية الطبقة الحجرية وكانوا دقيقين للغاية، وقاموا بعمل منحدر يلتف حول حول الهرم يؤدي إلى قاعدة الهرم، وقاموا بسحب الكتل الحجرية على الزلاجات فوق المنحدر.
بعد الانتهاء من البناء، سهل النحاتون الكتل الحجرية لتكوين سطح أملس، ثم قاموا بتفكيك المنحدر أثناء قيامهم بتنعيم الكتل الخارجية، والعمل من أعلى إلى أسفل.

كان العمال الذين بنوا الأهرامات، مصريين وليسوا عبيداً كما كان يعتقد في السابق، عاش المزارعون في قرى عاملة وبنوا الأهرامات بينما كان النيل يفيض، كان لديهم غرف الطعام ومصانع الجعة والمخابز، وتشير العظام الموجودة في القرية إلى أن العمال كانوا يأكلون اللحوم كل يوم.
قام العلماء بحفر مقبرة للعاملين بالهرم في الجيزة، ساعدتهم المقابر في فهم كيفية عمل التنظيم الإداري للبناة، قسم المسؤولون العمال إلى طواقم تحمل أسماء، وكان المشرفون ينظمون كل جانب من جوانب المبنى.
مع مرور الوقت، توقّف الفراعنة عن بناء الأهرامات، لكن السبب الدقيق لهذا التغيير غير معروف، يعتقد العديد من العلماء أن الفراعنة بدأوا في بناء المقابر الصخرية لمنع لصوص القبور من السرقة، ويمكن أن يمثل التغيير في تحولات في الأفكار الدينية، لكنه لا يزال غير مؤكد.

التصميم الداخلي للأهرامات المصرية

كانت غرف الدفن في معظم الأهرامات تحت الهيكل، باستثناء أهرامات سنفرو والهرم الأكبر، حيث كانت غرف الدفن داخل الهيكل، إلى جانب العديد من الممرات والغرف المزيفة، كان هذا على الأرجح محاولة لتشويش على لصوص القبور، لا يوجد أهرامات لها مصائد، اعتمد البنائيين على الممرات المربكة لحماية الدفن.
صمم المهندسون الغرف الداخلية لدعم وزن الهرم، كان للهرم العظيم ميزة فريده من نوعها، وهي مهاوي تؤدي إلى غرفة الملك، اعتقد العلماء أنها مهاوي التهوية ولكن البعض لا يصل إلى الخارج.


شارك المقالة: