خصائص الزخرفة في العصر الأموي:
استخدمت الزخارف الهندسية في العصر الأموي، كما اعتمدت الزخرفة في ذلك العصر على التقسيم الثلاثي، وقد وجد هذا النوع من الزخرفة في قصر المشتى، كما استعملت الفسيفساء والرخام المشقوق في الأماكن الفاخرة، حيث استعملت للجداريات التصويرية الحيوانية والآدمية، ووجدت هذه الجداريات في أغلب القصور الأموية في العراق.
ومن أقدم هذه القصور الذي سمي دار إمارة عبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على البصرة، وذلك بعد استشهاد الحسين بن علي (رضي الله عنه)، وقد جعل فيها صورة أسد وكبش وقال: أسد كالح وكبش ناطح وكلب نابح.
وقد عثرت مديرية الآثار العراقية على أطر لرسوم ملونة بالأحمر الغامق والبرتقالي المصفر والأسود، واستخدمت فيها طريقة الظلوم الفرسكو (جمع ظلم)، وهي تصوير على ملاط لم يجف بألوان محلولة في ماء الكلس (ماء الجير الحي) وكان مصدر الألوان نباتياً وترابياً ومعدنياً وعثر فيها على نحت بارز بجسم إنسان وكفين كاملتين أيضاً، وقد اتخذ في هذه الصورة والمنحوتات أسلوب واقعي طبيعي.
كما عثر على زخارف جصية نباتية تشكل أنصاف أعمدة على شكل جذوع النخيل وأشكال حيوانية يستدل من بقاياها على أنها طيور، كما وجدت رسوم جصية لأشخاص ضمن دوائر وحولها حواش عريضة مستطيلة بداخلها زخارف نباتية وطيور، ويحتمل أنها كانت مؤلفة من عناقيد العنب وأوراقه، وتلتف حولها أغصانه كالتي وجدت في القصور الشامية، ويعتبر هذا القصر أقدم قصر أموي مزين بالصور الجصية والألوان المائية، إلا أنها بليت ولم يبق منها إلا خلفيات داكنة سوداء بسبب الرطوبة وتكلس الملح وانهيار الجدار.
ميزات الزخارف الأموية:
كما استخدم الأمويون الزخارف الجصية الستوق، وهي أنصاف أعمدة على كل جذوع النخل، كما استعملت كيزان الصنوبر وصورت الحيوانات على الطريقة الساسانية من حيث القوة وعنف المظهر وخاصة في رسم المفاصل، كما ظهر التصور الخرافي للحيوان والمتأثر بالصينيين من تصوير العنقاء التي ترمز عندهم للإمبراطورية، ولا معنى لها عند المسلمين، وذلك في قبضات الأواني الفخارية وامتازت الزخرفة الأموية بتحوير الطبيعة سواء النباتية عبر هندستها أو الحيوانية عبر خزفتها، وقد امتازت الزخارف بالدقة والتنظيم والتنسيق والمهارة في التحقيق والدقة المتناهية في الزخارف المحيطة.