العمارة الحربية في الشرق الأوسط الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


كانت الحصون مختلفة الطرز التي يدل عليها المعنى المألوف لكلمة برج، وهي في جميع الأحوال الأصول الأولى للتحصينات التي أقيمت في بلاد الشام منذ السنين التي تلت الفتح، والتي كُتب لها أن تبقى محتفظة بأهمية حقيقية حتى الوقت الذي تغيرت فيه الأفكار الحربية تدريجاً، بسبب التطور في المدفعية الثقيلة ومدفعية الميدان.

خصائص العمارة الحربية في الشرق الأوسط الإسلامي

يجب ألا يصرفنا الشأن الذي كان لتلك الأبنية الضخمة الشاهقة أثناء القرون الوسطى في الدفاع عن المدن وأسوار القلاع أو في استخدامها معاقل للدفاع أو في قيامها أحياناً بأعمال دفاعية مستقلة بذاتها (أبراج المراقبة وأبراج الإشارة) عن الحقيقة، والتي محصلها أن أبراجاً أقل من ذلك شأناً في وظائفها الحربية الخالصة كانت موجودة في هذه البلاد نفسها منذ أزمنة بعيدة، وهي الأبراج ذات الكباش التي حدثت في وقت ما.

وينتمي إلى هذه الفئة إذا صرفنا النظر عن مآذن المساجد التي لها تطورها الخاص بها، كل من النماذج الأولى للأبراج الإسلامية بخطتها قائمة الزوايا وأسوارها الخارجية ذات البروز نصف الدائري التي لم تزل ماثلة في الشرق الأوسط الإسلامي بين أطلال مقابر الأمويين.

وصف العمارة الحربية في الشرق الأوسط الإسلامي

كانت أبراج الحصون تنسق بحيث تضفي على الواجهات الصماء حسن التناسب وتزيد من ارتفاع مداخلها، وكانت قواعدها في الغالب مصمته، فإذا لم يكن ذلك فقد جُهزت الطوابق الأرضية منها بمعاقل لا يسهل الوصول إليها (إذ كانت تسد مداخلها فواصل من الجدران أو فتحات مستوية إلى غرف السكن)، وربما استعملت في بعض الأوقات دورات مياه خاصة بها.

وكانت هذه الأبراج في الواقع مختلفة اختلافاً عن أبراج الدفاع في معسكرات الرومانيين والبيزنطيين، التي كانت طوابقها كلها معدة بغرف يتيسر على جنود الحامية بلوغها والتحصن فيها إذا حزب الأمر.

كما تعتبر هذه الأبراج اقتباساً لتلك الأبراج المستديرة ذات الدعائم التي عرفها الشرق منذ عدة قرون، وهو اقتباس لجأ إليه دائماً الساسانيون في إيران في أبراج حصونهم التي كانت في ترتيبها أقل اكتمالاً من المعسكرات في الثغور، وقد كانت هذه الأبراج غير مجردة كل التجرد من كل فاعلية حربية، إذ كانت منصاتها العليا تتيح اطلاق النار على المهاجمين أو مراقبة مشارف الحصن على الأقل.


شارك المقالة: