لم يصل إلينا مبنى قائم من العمارة القوطية الطليطلية المتعلقة بالكنائس، بالنسبة لدور العبادة المستعربة الافتراضية التي كانت أثناء الحكم العربي ما زال بعضها قائم، ويمكن الخلط بينها معمارياً وبين مساجد الأحياء القديمة التي لا يتجاوز عدد أورقتها ثلاثة أو أربعة متجهة من الشمال إلى الجنوب مع نمط المخطط الصليبي، ومن أمثلتها مسجد الباب المردوم، وهو مبنى يضم مثل باقي المباني المعاصرة له العقد الحدوي من الآجر والجدران من الدبش المصحوب بمداميك من الآجر.
خصائص العمارة القوطية في طليطلية
أما وضع المدينة خلال عصر الإمارة نجد صورة غامضة لدار عبادة عربية ودار عبادة مستعربة في مكان واحد يفصل بينها جدار، وهذا ما نجده في حالة المسجد الجامع طبقاً لرواية ابن حيان إذ جرى ترميمه في عهد محمد الأول، ذلك الرجل الذي قام مع والده عبد الرحمن الثاني بأول عملية توسعة أو ترميم للمسجد الجامع بقرطبة، يشير ابن حيان أن منارة المسجد الجامع بطليطلة قد تهدمت وعندئذ طلب المسلمون موافقة الأمير محمد الأول لإقامتها 886 ميلادي، باستخدام أموال الخراج وطلبوا منه أيضاً أن يسمح لهم بضم الكنيسة المجاورة إلى المسجد.
وقبل الأمير ما طلبوه منه وبدأت أعمال البناء وضم الكنيسة، وقد وردت هذه اللفظة الأخيرة (كنيس) الأمر الذي يشير إلى وجود دار عبادة مستعربة رئيسية الأمر الذي يقودنا إلى تكرار عبارة أن المسيحيين كان مسموحاً لهم استخدام كنائسهم في الرقعة الحضرية للمدينة، لكن لم يكن مسموحاً لهم بناء كنائس جديدة لهم، إلا إذا كان ذلك خارج الأسوار، حيث كان المستعربون يعيشون في أحياء مختلفة عن التجمعات السكانية الإسلامية.
وصف عمارة طليطلية في العصر القوطي
يبدأ تاريخ دور العبادة الطليطلية بكميات من الكتل الحجرية المزخرفة، وهي كتل قوطية أكثر منها رومانية وتوجد في مختلف مواقع المدينة، كما نراها في المساجد سيراً على أصول أميرية تم إقرارها في قرطبة وفي مدن أخرى في تواز مع المساجد المتاحف في إفريقية، وهذا ما نجده في مسجد السلبادور أو الكنائس المدجنة المبكرة التي ترجه إلى نهاية القرن الثاني عشر وطوال الثالث عشر، ذلك أن التدهور الذي عاشته العمارة القوطية أخذ يتوراى لتعود للظهور من جديد في المرحلة الانتقالية العربية المسيحية.