القصور هي سكن الخلفاء والسلاطين في العصور الإسلامية، قد اختلفت في تخطيطها عن باقي العمائر بأنها عمارة ذات صحن كبير له أبواب رئيسية، تحيط بهذا الصحن المباني الملحقة بالقصر، والتي تضم الخدمات والإدارات التي يشرف عليها الخليفة، نظراً لكون القصور مكاناً للسكن فقد جمعت كل العناصر الترفيهية والتزيين التي لم توجد في العمائر الدينة مثل المشربيات والسلالم والأواني المعدينة والفخارية والفسقيات وغيرها.
كما تعتبر القصور أقل العمائر الإسلامية الباقية من حيث العدد، نظراً لقلة استخدامها والعناية بها، فقد كان كل خليفة يهتم ببناء قصره أو قصوره الخاصة تاركاً قصور الخلفاء السابقين، ومن أهم القصور الإسلامية ما يلي:
1- قصر بشتك
يقع هذا القصر بشارع المعز لدين الله الفاطمي، كان جزءاً من القصر الكبير الشرقي، قصر الحاكم الفاطمي، حتى ملكه أمير السلاح الأمير (بدر الدين بكتاش الفخري)، وكان موضع القصر عدة مساجد فلما مات الأمير بكتاش اشترى الأمير المملوكي بشتك قطعة أرض من السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، كانت داخل القصر وضم إليه عدداً من المعابد والمساجد وهدمها وبنى القصر مكانها في عام 738 هجري.
كان قصر بشتك من أعظم المباني في عصر المماليك، وكان ارتفاعه أربعين ذراعاً، كان الماء يجري في أعلاه وكانت له شبابيك تشرف على النيل (كان للنيل فرع يصل إلى هناك في ذلك الوقت)، كان أسفل القصر حوانيت لبيع الحلوى، كما كان القصر مزخرف بكل أنواع الزخرفة والرخام.
2- قصر الجوهرة
يرجع القصر لزمن محمد علي باشا والي مصر، وقد شرع في بناء القصر في عام 1812 ميلادي، وتوالى تجديده وتوسعته على مراحل، يتكون القصر من عدة مباني متجاورة تتكون من طابقين، يبدأ القصر بالمدخل الرئيسي تليه ظلة محمولة على أعمدة رخامية ثم عدة مباني مثل سراي العدل وديوان الخاصة، وهي مبان وغرف مخصصة لموظفي القصر.
يؤدي الممر إلى مباني الحراسة والفناء الرئيسي الذي تطل عليه دواوين القصر وبهو الاستقبال، كما يضم الكوشك، وهي قاعة الاستقبالات الخاصة بمحمد علي، ولها إيوان ملحق وقاعتان، بالإضافة لقاعة العرش، وهي أكبر قاعات القصر.
ومن بهو الاستقبال يصل إلى الجناح البحري عن طريق سلم، وهو يحتوي على قسمين وحديقة تعرف بحديقة الأسود، نظراً لوجود عدد من تماثيل الأسود فيها.