خصائص القلاع والأسوار في العمارة الإسلامية:
لقد تطورت العمارة الحربية على يد المسلمين، حيث أبدعوا في بناء الحصون والقلاع والأسوار وتحصينها وتمتينها واختيار المواد المناسبة، لذلك يقول فتحي إن المعمار المسلم كان يقطع الحجر الجبلي من الواجهة البحرية ليضعه في الجهة البحرية من المبنى والقبلي في القبلية.
ولذلك لأن هذا الحجر قد اعتاد البحر وهواءه ورطوبته فلا تؤثر عليه، وكذلك القبلي اعتاد الشمس والجفاف فلا يتأثر بهما، وقد ابتكر المسلمون نظام الأبراج المزدوجة التي تحيط ببوابة القلعة أو الحصن، حيث تحتضنها ويصبح العدو محصوراً بين البوابة والبرجين.
وقد نقل الأوربيون الاستحكامات العسكرية هذه عن المسلمين أثناء الحروب الصليبية في الشام وصقلية والأندلس، وقد تأثروا بنظام المداخل المتعرجة، حيث لا تكون الطرقات داخل القلعة مستقيمة، مما يوفر للمدافع إمكانية المناورة، كما أضيفت مزاغل للرماية وصب الزيت المغلي على الأعداء الذين يحاولون اقتحام البوابة.
وقد أضاف السلاجقة الباب ذي الباشورة والانعطافات، والتي تمثل عوائق خطيرة للمهاجمين، وكذلك الباب المدرج وبرج الحمام الزاجل، وقد حملها الفرنجة معهم، مما كان له الأثر المشهور في تطور العمارة في أوروبا في عصورها الوسطى وعصر النهضة.
وقد كانت القلاع تحاط بخنادق وتشرف على المدينة من أعلى نقطة فيها كقلعة الجبل في القاهرة، وتعد قلعة حلب من احصن القلاع الإسلامية، حيث أحيط مدخلها بزوج من الأبراج الضخمة التي يتصل بعضها ببعض عبر جسر طويل به صف من العقود العالية المدببة، وكانت الأسوار تبنى من اللبن أو من الحجارة المنحوتة، ويعد الحجاج أول من حفر الخنادق حول المدن وذلك في مدينة واسط.
البوابات في العمارة الإسلامية:
حيث يتبعها الشارع المؤدي إليها في سعته وارتفاعه، مما يسيطر على بناء الدروب والحجرات والساباطات (سقوف الشوارع)، فأكد الفقهاء على أن الارتفاع يجب أن يكون على قدر ارتفاع رجل على جمل، وقد كان عرض الشارع سبعة أذرع في الأزقة، وقد جمع التخطيط الإسلامي للمدن بين العمومية المتمثلة بحق الطريق وربط الأحياء بالقلب عبر سعة الشوارع الرئيسية 60 ذراع.
وسميت بالسابلة أو العامة أو طريق المسلمين قبيلة خطتها وترك تخطيط شوراعها حسب خصوصيتها، وسميت بالشوارع غير النافذة وعرض أضيقها 7 أذرع.