المسجد الجامع بقرطبة

اقرأ في هذا المقال


الخصوصية الدينية للعمارة الإسلامية:

تنبع خصوصية العمارة الدينية في رأينا من عدة عوامل، الأول: والأهم هو الإسلام، فالإسلام دين شامل كامل يشتمل على أخبار غيبية لما مضى ولما سيأتي، وأحكام للأشياء والأفعال التي تقع من الناس كضبط الحقوق والواجبات وتحض على التفاضل والتراحم بينهم.

فالآخبار الواردة بهلاك الأمم السابقة لبغيها وظلمها وشركها وكفرها تحض المسلم على الإيمان بالله تعالى والخوف من سوء العاقبة، وهذا ينعكس على العمارة بعدم استعمال ما يحرم من نجاسات أو مسروقات أو رفع صلبان أو أوثان على العمائر.

فالمسجد هو المبنى الأول والاهم في الإسلام وحوله تلتف المدينة والقرية والإسلامية بأسواقها وقصورها وبيوتها فهو القلب منها، ومن عمارة المساجد نشأت فنون وعلوم وآداب العمارة الإسلامية كلها والمؤمن بالله تعالى ويوم القيامة هو من يعمرها، والعمارة هنا مادية ومعنوية، فالمادية ببنائها وحفظها والوقف عليها، ومنه تعمير البلاد حولها.

الخصوصية العرقية والإنسانية للعمارة الإسلامية:

فالدين الإسلامي جاء لسعادة البشر جمعاء، فهو ليس قومياً أو عنصرياً، وتنبع هذه الخصوصية من شمولية الخطاب الإسلامي لكل بني آدم، فهو دين رباني حق إنساني شامل، إن كان لصاحب الشرع الحنيف محمد (عليه الصلاة والسلام) الفضل الأعظم بعد الله تعالى في نشره والصبر عليه،.

الخصوصية المكانية البيئية للعمارة الإسلامية:

وهي العامل الثالث من عوامل الخصوصية الإسلامية للعمارة، وهو دين شامل كما قيل لبني آدم، وفي كل مكان وجدوا به الأرض كلها، وهو دين يقوم على الزهد والتقوى والحكمة النابعة من الحق والعدل والإحسان وعليه، فإن العمارة الإسلامية تسعى لتحقيق أهداف بيبئة ثلاث:

  • اقتصاد في النفقة.
  • حاجة في الوظيفة.
  • بساطة وتناسق في الجمال.

فالاقتصاد بالبناء بالمواد المتاحة في البيئة المباحة في الشرع كالتراب والأحجار والصخور والأخشاب وحتى جوز الهند وعدم تكلف نقل مواد من مكان إلى مكان، فهذا أمر مترف يحتاج إلى مال، وهو نوع من الرياء ما لم تكن فيه فريضة شرعية وضرورة واقعية كبناء الحصون والقلاع مثلاً.

والحاجة تضبط الوظيفة في العمارة الإسلامية وتجعلها احترافية فلا مجال لمساحة زائدة بلا نفع ولا ارتفاع بلا حاجة، ومن هنا تجد العمارة الإسلامية متناسبة مع حاجة مالكها أو المنتفع منها.


شارك المقالة: