تشيد الجدران في المباني اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


طرق تشيد الجدران في اليمن القديم:

استخدمت عدة طرق في بناء الجدران في اليمن القديم، واعتمدت كل طريقة على نوعية الجدار والوظيفة التي يقوم بها، وقد أظهر التنوع في بناء الجدران قدرة المعماري اليمني على التعامل مع جميع أنواع الحجارة ومواد البناء وطرق الوصل بين الحجارة والمداميك.
وأقدم نموذج لعمارة الجدران في العصور التاريخية عثر عليه في مدينة (يلا) السبئية، التي تقع عند المجرى العلوي لوادي (ذنه) في منطقة خولان على المنحدرات المتجهة ناحية السهل الشرقي، وتؤرخ بدايتها للفترة بين القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد، من خلال سور المدينة الذي بني بحجارة جرانيتية خشنة قطعت لتحديد الشكل الخارجي للحجر بدون تشذيب أو صقل ووضعت فوق بعضها بدون استخدام المونة، وأهم ما يميزها أنها ذات أشكال وأحجام مختلفة وضعت فوق بعضها دون وجود نظام ثابت لسمك المدماك الذي اختلف من صف لآخر.
وظهر نفس الأسلوب في المداميك السفلية للمرحلة الأولى لمعبد عثتر في مدينة تمنع، ومن مميزات هذه المرحلة أن المداميك كانت توضع على الأرض مباشرة دون حفر أساسات سواء كان البناء في المناطق الجبلية الصخرية أو السهلية الطينية، لأن حجارة المداميك السفلية في الغالب ما تكون ضخمة من الحجم الكبير بينما المداميك العليا صغيرة، وبتالي تستطيع تحملها كما في جدران معبد ود، حيث بنيت المداميك السفلية من حجارة ضخمة مربعة الشكل، ويلاحظ أن أركان الجدران والبوابة بنيت من حجارة جيرية بيضاء مختلفة عن تلك التي استخدمت في بناء الجدران.

خصائص تشيد الجدران في اليمن القديم:

ظهرت الدقة في بناء المداميك في المباني المبكرة في مملكة سبأ والممالك اليمنية القديمة الأخرى في بداية الألف الأول قبل الميلاد، وذكر اسم المدماك في اللغة اليمنية باسم (سطرن) من الجذر سطر، أي مدماك أو صف من الحجارة.
وفي الغالب يبنى المدماك من الخارج من الحجارة المشذبة والمصقولة، وصف آخر داخلي من حجارة الدبش أو الحجارة غير المشذبة كداعم للصف الخارجي، ويتم وصلها باستخدام الملاط أو المونة، وتنصب العناية والاهتمام على الصف الخارجي من الجدار باعتباره الواجهة للمبنى، بينما يكون الصف الداخلي غير ظاهر.
وتمثل ذلك الاهتمام بتشذيب وصقل حجارة الصف الخارجي بشكل دقيق وخاصة الحواف، حيث كانت توضع بجانب بعضها، وكل مدماك فوق الآخر دون استخدام أي مواد للوصل مثل الملاط، ويعتمد تماسك الحجارة على قوة التصاقها ببعضها.


شارك المقالة: