اشتهر أحمد باشا _عميد الأسرة القره مانلية التي حكمت في ليبيا_ بأنه كان من رعاة أهل الفكر والثقافة، وممن يشجعون على العناية بالدراسات الدينية، لقد قام سنة 1738 ميلادي الجامع الذي يحمل اسمه، والذي يعتبر من بعض النواحي أكبر إنجاز معماري تفتخر به البلاد الليبية.
خصائص أحمد باشا
إن هذا الجامع عبارة عن عمارة مركبة بحيث جاء بيت الصلاة محاطاً بمرافق أخرى تتمثل في مصلى مكشوف ومدرسة ومدفنين وتربة وصحون وحوانيت، ويحتل هذا المجمع مساحة مستطيلة الشكل قدرها 50×45 متراً، وينحصر بين أربعة شوارع من شوارع المدينة، فعلى الجانب الشرقي وبانحراف نحو القبلة الشرعية يوجد بيت الصلاة بشكله المربع تماماً إذ يبلغ كل من أضلاعه حوالي الثلاة والعشرين متراً.
كما أن جامع القره مانلي كأمثاله من المساجد المقامة في تونس والجزائر إبان العهد العثماني له صحون محيطة ببيت الصلاة من ثلاثة جوانب، كما له مئذنة ثمانية، لما كانت تركيا دولة إسلامية حنيفة المذهب انتهى بعضهم إلى القول أن المذهب الحنفي ينص على تطويق بيت الصلاة بثلاثة صحون وعلى أن تكون المئذنة ثمانية التصميم.
وصف مسجد محمد باشا
إن بيت الصلاة اشتمل على قاعدة معمدة أي يرتكز سقفها على أعمدة، وبعبارة أخرى أنها قاعة جاء تصميمها ذا عناصر في حين أن سقفها عبارة عن قبوات مستطيلة أو قبوات متقاطعة، وتجاوباً مع التصورات المحلية فقد كفى ببناء قبيبات كروية فوق العناصر الموجودة للوصول إلى تصميم جيد، وذلك لتحقيق تصميم مسجد ذا طابع ليبي مستوفي الشرفات الداخلية، وذلك طبقاً للطريقة التركية المتبعة في ليبيا وتونس والجزائر.
ولو افترضنا أن الصحون الثلاثة الواقعة على جوانب بيت الصلاة ليست ناتجة عن ظروف عارضة، ويمكن اعتبارها من أصل تونسي، وفي حالة جامع احمد باشا ينقسم بيت الصلاة إلى خمسة وعشرين عنصراً فضائياً يتوجها عدد مماثل من القباب التي تربطها بالمربع التحتي مثلثات كروية تكسوها النقوش على أشكال هندسية او زهورية مرسومة وفق أسلوب هندسي.
إن القبيبة الأولى والقبيبة الأخيرة من قبيبات البلاطة الوسطى في قد جاءتا مرتفعتين أكثر من سواهما ومضلعتين من الخارج وأن قبتين مماثلتين توجدان في الجامع الكبير في القيروان أيضاً.