خصائص الأعمدة الإسلامية في دمشق

اقرأ في هذا المقال


تطور الأعمدة في العمارة الإسلامية بدمشق:

لم يحدث تطور يذكر على أشكال الأعمدة وتيجانها بعد الفتح الإسلامي لمدينة دمشق، حيث بقيت الأعمدة التي كانت تستخدم في العصور التي تسبق العصر الإسلامي، حيث استخدم الأمويون الأعمدة التي كانت موجودة في العهد البيزنطي والهلنسي والروماني، حيث نجد هذه الأعمدة في الجامع الأموي، كما تتميز أعمدة الجامع الأموي بأنها ذات مقطع اسطواني تنتشر في الأعمدة الحاملة لقبة الخزنة وكذلك أعمدة الأروقة، كما وجدت أعمدة في الجامع الأموي ذات مقطع مربع مزخرف بالحشوات التوريقية والهندسية.
أما في العهد العباسي فلم يحصل أي جديد ولا أي تطوير، وبقيت الأعمدة التي كانت تستخدم في العهد الأموي منتشرة في العهد العباسي، أما في العهد الأيوبي بدأ يحصل تطوير للأعمدة وتيجانها، حيث بدأ ظهور التاج المقرنص في هذا العهد وانتشر في العهود اللاحقة.
وفي العهد المملوكي حدث تطور على الأعمدة التي كانت منتشرة في العهد العباسي، حيث ظهر نقش الأعمدة بالمراسيم الكتابية في أمكنة محدودة كأحد أعمدة رواق الجامع الأموي، كذلك وجد عمود آخر إلى يسار الخارج من بابه الشمالي بينه وبين ضريح صلاح الدين الأيوبي.

سمات الأعمدة في العمارة الإسلامية بدمشق:

تعددت أشكال الأعمدة في العصور الإسلامية في دمشق وغيرها من البلاد العربية، حيث ظهرت أعمدة ذات مقطع اسطواني وحلزوني والمضلع والمربع والمثمن والمستطيل وغيرها، حيث كان بعضها مكسو بالجص أو بالرخام أو المرمر أو القاشاني أو الذهب.
كما أن الأعمدة تتطورت في العهد العثماني حيث تطورت تيجان الأعمدة وبدأت تظهر أشكال جديدة لم تكن معروفة قبل هذا العهد، ومن الأمثلة عليها تيجان مزخرفة بأشكال هندسية مثلية وعينية، لكن جذوع الأعمدة بقيت ملساء ونشاهد ذلك في التكية والمدرسة السليمانية.
أما عمارة دمشق الحديثة فقد أعادت للتاج المقرنص مركزه الذي فقده في العهد العثماني، وأضافت إليه الغنى الزخرفي بالمحاريب والدلايات ولكن جذوع الأعمدة بقيت ملساء، حيث نشاهد ذلك في جامع العثمان بأول شارع ركن الدين وجامع زيد بن ثابت الأنصاري في شارع خالد بن الوليد، كذلك جامع سيدنا الحسن في نفس الشارع وغيرها من المساجد الكبرى، كذلك هناك نوع من الأعمدة والتيجان البسيطة غير المزخرفة في رواق جامع السيدة رقية بحي العمارة الجوانية.


شارك المقالة: