تعتبر قلعة الكرك مدينة وقلعة في جنوبي الأردن، حيث إنها تقع على بعد عشرة أميال إلى الشرق من الطرف الجنوبي للبحر الميت.
خصائص عمارة قلعة الكرك
تقع قلعة الكرك فوق رعن صخر ينحدر من الجانبين بشدة حتى وادي الكرك، والذي يمتد إلى وادي الفرنجة ووادي الست أسفل المدينة الحصينة تماماً، ولقد شيدت القلعة فوق مصطبتين تفصلها عن المدينة قناة عميقة، كذلك كانت المدينة محاطة بسور يحف بها ويتماشى مع حواف الصخور، ولكنها عريت منه في معظم الأماكن في الأزمنة المتأخرة.
ترجع الدفاعات الحربية الموجدة في قلعة الكرك إلى العهدين الفرنجي والعربي، وتختلف المرحلتين عن بعضهما في القلعة في نوع الحجارة المستخدمة، والتي تم جلبها من مقالع مختلفة موجودة بالقرب من القلعة.
تاريخ عمارة قلعة الكرك
في أوائل القرن الثاني عشر كانت الكرك تحتل مكانة هامة لفترة طويلة من الزمن، استولى الفرنجة عليها أثناء حملاتهم الأولى في عهد الملك بلدوين الأول على الأرجح، وربما كانت تحصينات المدينة قد خضعت لتحسين في ذلك الحين، حوصرت القلعة فترة قصيرة من قبل نور الدين صاحب دمشق لتأمين مرور قافلة منطلقة إلى مصر بالقرب منها، وكانت الكرك تحظى بأهمية استراتيجية معتبرة كمخفر متقدم على طريق المواصلات الرئيسي من الشمال إلى الجنوب، حاصرها صلاح الدين مرة أخرى لفترة قصيرة في العام 1173 ميلادي.
أول حصار للكرك كان لحظة وصول الملك بلدوين الرابع، انتهى الحصار الثاني بقيادة صلاح الدين إلى نتيجة مشابهة في العام 1184 بعد سبعة أسابيع، لم تتخذ أية خطوات فورية ضد الكرك بعد هزيمة الفرنجة في حطين في العام 1187 ميلادي، ولكن القلعة طوقت في السنة التي تلت وأجبرت على الاستسلام في تشرين الثاني 118 ميلادي بعد حصار استمر ثمانية أشهر.
كما منح صلاح الدين هذا المعقل الهام إلى أخيه الملك العادي الذي قام بترميمه وتقوية دفاعاته ونظراً للشهرة التي حازتها القلعة؛ بسبب مناعتها فقد استخدمها صلاح الدين مقراً لحفظ خزائنه وأمواله، وبعد وفاة الملك العادل ورث عنه ابنه الملك المعظم محتويات خزينته هذه.
كما تسببت هزة أرضية في أضراراً فادحة تطلب إصلاحها فترة استمرت حتى العام 1309، وخلال هذه الفترة ظلت الكرك تحتفظ بأهمية خاصة كمنفى وقاعدة للانسحاب كان يستخدمها أعضاء الأسر الحاكمة الخارجين عن الطاعة.