قرطاجنة إسبانيا:
تقع هذه البلدة في محافظة ملقة في إسبانيا، ويذكرها الرازي على أنها مدينة موالية، حيث حاربت المرتدين، كما أن سكانها واصلوا سيرتهم في هذا الطريق الجميل، ويشير المؤرخ المذكور إلى أن هذه المدينة أصبحت طللاً، وتوجد ضمن الأماكن المهجورة، أما ابن الخطيب في القرن الرابع عشر يحدثنا عن قرطاجنة إسبانيا، حيث يشير إليها أنها كانت مدينة ذات قيمة رفيعة ومياهها شحيحة.
كما أن ثيان برموديث أورد بقايا من نقوش كتابية رومانية في قرطاجنة ضمن كتابهُ مختصر الآثار، وهي نقوش تؤكد استمرارية السكان في بلدة قرطاجنة.
تخطيط بلدة قرطاجنة:
يوجد رسم لطيف لهذه البلدة يرجع للقرن السادس عشر، حيث نرى فيه أن الحصن يقع على أعلى قمة جبلية، وله سور به ستة أبراج وحظار بقر غير مأهول، بالإضافة إلى كنيسة أو مصلى مسيحي. كما أن المدينة تبدو وقد تجمعت مبانيها خارج الأسوار، أما في الوقت الحاضر فإن الحصن مكون من مخطط مستطيل الشكل، وله خمسة أبراج إحدهما شبه إسطواني، أما في الداخل فهناك جب (بئر) مستطيل الشكل أبعاده (4.37*3.5) متراً له سقف إسطواني، ولا زلنا نرى على حوائطه وفي الأرضية تلك الحيليات المعمارية المقعرة وقد دهنت باللون الأحمر.
ويبلغ ارتفاع الصهريج في الوقت الحاظر 3.10 متراً، وتنطلق من الحصن أسوار تحيط بمساحة أخرى، وهي مساحة ضخمة بسورها خمسة أبراج ثلاثة منها شبه إسطوانية مع بعض الإنحدار، أما المقر الثالث حيث كان يعيش السكان، كان يوجد كنيسة صغيرة وربما كان مسجداً في الأصل قبل ذلك.
وتم بناء وتشييد الأسوار والأبراج من الدبش مع بعض المداميك المصنوعة من الآجر الطيني، كما تبلغ قياسات الآجر (28*14*3.5) متراً، كما لا زالت هنالك نقوش كتابية لبلدة قرطاجنة فوق إحدى البوابات، حيث كان منقوش “بوابة الفتح”، وهي ذات عقد نصف إسطواني ومحاطة ببرجين بارزين متقدمين إسطوانيين الشكل.