وصف منبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
لقى المنبر الذي اتخذه الرسول عليه السلام في مسجده بعد الزيادة الأخيرة في السنة السابعة من الهجرة اهتماماً كبيراً من قبل بعض المستشرقين الذين قاموا بالبحث عن كل عنصر معماري يستحدثه المسلمون، وذلك للرجوع بأصله إلى غير العرب، ومهما يكن فإن صانع المختلف فيه غير هام بالنسبة لنا وإن ما يعنينا هو الزمان والمكان الذي استحدث فيه هذا العنصر المعماري الهام، فكان لوجوده في السنة السابعة للهجرة في المسجد النبوي الشريف أسباب منها:
- لم يكن عدد المسلمين في المدينة قبل هاتين السنتين من الكثرة بحيث كانت تستوجب استخدام المنبر، بل كانت تكفى لإسماعهم خطب الرسول وأقواله مصطبة من اللبن في مقدم المسجد، وقيل أنه كان يستند إلى جذع نخل عندما يخطب الناس، فلعله كان يقف على هذه المصطبة مسنداً ظهره إلى جذع النخل المذكور في رواية ابن سعد.
- قلة عمق ظلة المسجد وانخفاض سقفها كان يساعد على سماع المسلمين لصوت النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلك تكن هناك حاجة إلى منبر يعتليه الرسول.
- كانت بداية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكبر سنة، مما بدأت علاماته تظهر في غزوة بدر من الدوافع الرئيسية لصناعة المنبر، فقد روى محمد بن سعد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد قائماً فقال: ( أن القيام قد شق علي) فقال له تميم الداري: ألا أعمل لك منبراً كما رأيت يصنع بالشام.
خصائص منبر الرسول صلى الله عليه وسلم:
اتخذ الرسول عليه السلام المنبر لكثرة الناس وحاجتهم إلى رؤيته وسماعه وهو يخطب، ومن هنا تبين له ضرورة اتخاذ المنبر لأبلاغ صوته إلى الجموع المحتشدة داخل المسجد بأبعاده المربعة التي تبلغ طول كل ضلع منها مائة ذراع في وقت لم تعرف فيه الوسائل الحديثة لتكبير الصوت، وقد أصبح استخدامها من الضروريات في الوقت الحاضر في مساجد لا تبلغ ربع مساحة المسجد النبوي الشريف.
أما وصف هذا المنبر ونوع خشبه فقد قيل أنه من خشب الطرفاء وقيل أن الطرفاء هي العرعر، كما قيل أنه من خشب الأثل على الصحيح في عشرة أقوال، والأثل الصحيح لوجوده بكثرة في المدينة ونواحيها.