خصائص العمارة المملوكية:
نلاحظ تخطيط مسجد المؤيد شيخ أحد حلقات سلسلة تطور تخطيط المساجد، والذي كانت حلقته الأولى مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة في عام (622) ميلاد، حيث كان تخطيطه بسيطاً في أول مره ويتكون من فناء مربع طول ضلعه سبعون ذراعاً، تحيطه أربعة جدران لا يزيد ارتفاعها عن ثلاثة أمتار ونصف.
كما وضعت القبلة في جدار القبلة، ولم يكن للمسجد في أول أمره ظلات فأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بإقامة ظلة عند جدار القبلة، حيث أقيمت من عوارض مرتكزة على جذوع النخل، كانت قد وصفت على أبعاد متساوية، وكانت الظلة تشتمل على ثلاثة صفوف من السواري الموازية لحائط القبلة، وكان لكل صف ستة سواري ثلاثة إلى يمين المنبر وثلاثة إلى يساره.
وقد أضاف علي بن أبي طالب (35-41 هجري) ثلاثة ظلات مجاورة للقبلة ومقابلة له لوقاية المسلمين من حرارة الشمس، وأصبح للمسجد من ذلك الوقت أربع ظلات أكبرها وأعمقها ظلة القبلة تحيط بالصحن المكشوف.
وصف العمارة المملوكية:
أصبح مسجد الرسول بالمدينة نموذجاً يقتدى به في تخطيط المساجد التي أنشئت بعد الفتوحات الإسلامية، فقد صمم مسجد البصرة (14 هجري) على أساس صحن مربع مكشوف يحيطه حاجز، ثم تطور التخطيط في مسجد الكوفة الذي أسسه سعد بن أبي وقاص (15 هجري)، حيث أصبح صحناً كبيراً مكشوفاً يحيطه أربع ظلات أكبرها وأعمقها ظلة القبلة.
وقد أقيمت الظلات على أعمدة رخامية وبائكات بدلاً من جذوع النخل، وتتابعت سلسلة التطور في مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط (21 هجري)، حيث كان عبارة عن أربعة جدران تحيط بمساحة من الأرض وتوجد ظلة عند القبلة.
وقد استخدم التخطيط الذي يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيطه أربعة إيوانات بالمساجد حتى جامع أحمد بن طولون، وقد استخدم التخطيط في العصر الفاطمي مقبرة وأصبحت جزءاً منه ويظهر ذلك في مشهد الجيوشي بالمقطم.
كما أصبحت المقبرة جزءاً من تخطيط المسجد في العصر المملوكي، ويتمثل ذلك في جامع المارداني 740 هجري وجامع أقسنقر 747 هجري والقبة خلف إيوان القبلة بمسجد السطان حسن، أما النموذج الثاني لتخطيط المدارس والمساجد في عصر المؤيد، فهو التخطيط الذي يتكون من صحن مربع مكشوف يحيطه أربعة إيوانات متعامدة عليه، أكبرها وأعمقها إيوان القبلة، ويظهر هذا التخطيط في مدرسة الأمير عبد الغني الفخري.