المقصورتان في الجامع الأزهر
كان بالجامع الأزهر مقصورة أنشئت مع إنشاء الجامع، وهذه المقصورة كانت تتقدم المحراب في الغالب، وقد وردت الإشارة إليها عند ذكر احتفال ليلة النصف من شعبان أنه كان للناس جمع عظيم بجامع القاهرة من الفقهاء والفقراء، وحضر القاضي محمد بن النعمان في جميع شهوره ووجوده البلد وأوقدت التنانير والمصابيح على سطح الجامع ودور صحنه ووضع الشمع على المقصورة وفي مجالس العلماء وحمل إليهم العزيز بالله الأطعمة والحلوى والبخور فكان جمعاً عظيماً.
أنشأ لدين الله مقصورة أخرى وصفها المقريزي وحدد موضعها، حيث كانت هذه المقصورة مجاورة للباب الغربي الذي في مقدمة الجامع بداخل الرواقات عرفت بمقصورة فاطمة من أجل أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها رؤية بها في المنام.
منارة الجامع
أشار المقريزي إلى منارة واحد كانت للجامع هدمت عام 800 هجري، وكان سبب هدمها انها كانت قصيرة وعمرت أطول منها، لم يحدد المقريزي موضعها ولما لم ترد أي إشارة إلى تعيينه خمسة عشر مؤذناً بالجامع، وهو عدد كبير ربما كان يناظره أكثر من مئذنة حتى يقوم هؤلاء المؤذنون بالآذان عليها، كما أن وجود مئذنتين بجامع الحاكم وأخريين بجامع المهدية يجعل من الممكن أن يكون بالأزهر أكثر من مئذنة أيضاً.
وفي إطار هذه الدراسة لما بقي من عناصر الجامع الأزهر في العصر الفاطمي وما ورد عن عناصره الأخرى التي فقدت يتضح أن الجامع الأزهر كانت به بعض المصاعب المعمارية، ربما كانت الدافع إلى إنشاء الخليفة العزيز لجامع خارج أسوار القاهرة وهو الجامع الذي أكمله ابنه الحاكم بأمر الله ومن هذه المصاعب ما يلي:
ضيق مساحة الجامع وخاصة أروقة الصلاة التي بلغت 3250 متراً مربعاً تكفي حوالي 5000 مصلى، وقد تطلبت الحاجة زيادة هذه المساحة وهي الزيادة التي حدثت باقتطاع الحافظ لدين الله جزءاً من الصحن أدار عليه رواقاً من جوانب الأربعة، إذا ما قورنت هذه المساحة بمساحة جامع الحاكم يتضح أحد الأسباب التي دفعت العزيز إلى بناء جامعه وهو الجامع الذي اضطر إلى إنشائه خارج أسوار القاهرة لتوفر المساحة المطلوبة، وبخاصة زيادة أعداد سكان القاهرة.