اقرأ في هذا المقال
ليس بغريب على بلد الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور، هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها أعمدة الرجاجيل. موقع أثري يعد أقدم موقع أثري في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية، ويقع في ضاحية قارة جنوب سكاكا، ويتكون من “50” مجموعة من الأعمدة الحجرية القائمة تسمى الرجاجيل. لعدد من الأعمدة الحجرية المنحوتة من الحجر الرملي، يتراوح عددها من ثلاثة إلى سبعة، وبعض الأعمدة القائمة يصل ارتفاعها إلى أكثر من ثلاثة أمتار، ويبلغ سمكها حوالي “60 سم”.
تسمية أعمدة الرجاجيل:
سميت رجاجيل لأنها تشبه الرجل في مظهره إذا شوهدت من بعيد.
تاريخ أعمدة الرجاجيل:
يقول بعض المؤرخين أن أعمدة الرجاجيل قد تنتمي إلى معبد بني في الألف الرابع قبل الميلاد، حيث يحتوي الموقع على حوالي “50” مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والكثير من الأعمدة المكسورة والملقاة على الأرض، وتتوزع المجموعات في شكل دائرة كبيرة تطل على سهل رملي عريض، وتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدة يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار تقريبًا، ويقول العلماء إن الافتراضات الأثرية تعتقد أن الموقع يعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، ويحتاج الموقع إلى إجراء حفريات مختلفة من أجل اكتشف أسرارها وألغازها، فهذه الأعمدة تشبه إلى حد بعيد الأحجار الموجودة في بريطانيا والتي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.
قد يكون هذا الموقع عبارة عن معابد مختلفة، كل مجموعة من الأعمدة مرتبطة بشعب أو قبيلة، وبالتالي يُعتقد أن الموقع كان مركزًا دينيًا، أتت إليه مجموعات بشرية من خارج المنطقة لأداء طقوسهم الدينية.
وثيقة متحف دومة الجندل (أعمدة الرجاجيل):
وهي وثيقة وجدت في متحف دومة الجندل تشير إلى أن الشكل الحجري المكون للأعمدة قد يكون مرتبطا بطقوس أيديولوجية في معظم الحالات، أو أنه أحد الأشكال الاستنتاجية مع القواعد وعلم الفلك، كما يشير إلى أنه يبدو أن استمر الوضع الاقتصادي للمناطق الداخلية في شبه الجزيرة العربية، وهي المناطق الواقعة إلى الجنوب من صحراء النفوذ، على حاله حتى حوالي الألفية الثانية قبل الميلاد. وتتمثل في ممارسة رعي الماعز والأبقار والأغنام، بالإضافة إلى الاعتماد على ممارسة الصيد وجمع الغذاء.
وتضيف الوثيقة أنه في حوالي “4000” قبل الميلاد، دخل تأثير حضارة العصر الحجري الحديث (الفخار) إلى شمال شبه الجزيرة العربية، حيث كان يستخدم الفخار ويمارس الزراعة البسيطة والصيد والرعي، وقد نشأت هذه الحضارة في شمال شبه الجزيرة العربية لتشكل جزءًا من حضارة أكثر عمومية امتدت خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد إلى سيناء وشرق الأردن وجنوب سوريا وغرب العراق، وأطلق عليها اسم حضارة العصر الحجري المعدني لاكتشافها طريقة صهر النحاس، وتتميز هذه الحضارة بقرى الدوائر الحجرية التي ربما تم استخدامها للإسكان الموسمي، وتشير الوثيقة إلى موقع الرجاجيل بالقول “هناك مجمع رائع من الحجارة والأنقاض بالقرب من سكاكا، والمعروف باسم أعمدة الرجاجيل، وكان مركزًا مهمًا مع نظائرها في سيناء”.
آثار أركان الرجاجيل:
بفضل جهود الإدارة العامة للآثار والمتاحف، تم اكتشاف العديد من المستشعرات الأثرية، من خلال الحفريات في موقع “أعمدة الرجاجيل” عام “1396 هـ – 1397 هـ”، وكذلك أدوات حجرية من صنع الإنسان مثل: كاشطات، مظلات، شفرات، وبعض القطع الفخارية، وهذه الاكتشافات تشير إلى تاريخ الموقع الذي يعود إلى العصر النحاسي في الألفية الرابعة قبل الميلاد. يوجد في بريطانيا أحجار عملاقة شبيهة بأعمدة الرجاجيل التي يعود تاريخها إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، وهناك تشابه بين أعمدة الرجاجيل في الجوف وأنماط الدوائر الحجرية الموجودة في القصيم والموجودة تحديداً في جنوب شعيب العطشان قرب مركز حنيزال شمال بريدة.