اقرأ في هذا المقال
ما هي أهم الحقائق عن نهر تشارلز؟
نهر تشارلز (يُسمَّى أحياناً نهر تشارلز أو ببساطة تشارلز) هو نهر بطول 80 ميلاً (129 كم) في شرق ولاية ماساتشوستس، فمن منبعه في هوبكينتون يقع مصب النهر شمال شرق منابعه، على الرغم من أنه يتبع طريقاً شديد التعرج، ويتضاعف مرة أخرى على نفسه عدة مرات ويسافر عبر 23 مدينة وبلدة قبل الوصول إلى المحيط الأطلسي في بوسطن، الاسم الأمريكي الأصلي لنهر تشارلز هو (Quinobequin) ويعني “التعرج”.
هيدرولوجية نهر تشارلز:
يتغذى نهر تشارلز بحوالي 80 جدولاً والعديد من طبقات المياه الجوفية الرئيسية، حيث يتدفق 80 ميلاً (129 كم)، بدءاً من طريق تيريزا شمالاً من بحيرة إيكو (42.215 درجة شمالاً 71.514444 درجة غرباً) في هوبكينتون، مروراً عبر 23 مدينة وبلدة في شرق ولاية ماساتشوستس قبل إفراغها في ميناء بوسطن، وثلاثة وثلاثون بحيرة وبركة و 35 بلدية هي جزء كلي أو جزئي من حوض تصريف نهر تشارلز، فعلى الرغم من طول النهر ومنطقة الصرف الكبيرة نسبياً (308 ميلًا مربعاً أي 798 كم 2)، إلا أن مصدره لا يبعد سوى 26 ميلاً (42 كم) عن مصبه، ولا ينخفض النهر إلا 350 قدماً (107 م) من المصدر إلى البحر.
يحتوي مستجمع مياه نهر تشارلز على أكثر من 8000 فدان (32 كم 2) من الأراضي الرطبة المحمية، والتي يشار إليها باسم التخزين الطبيعي للوادي، فهذه المناطق مهمة في منع الفيضانات في اتجاه مجرى النهر وتوفير الموائل الطبيعية للأنواع المحلية، وتقع جامعة هارفارد وجامعة بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على طول نهر تشارلز، فبالقرب من فمها تشكل الحدود بين وسط مدينة بوسطن وكامبردج وتشارلستون، كما يفتح النهر على حوض عريض وتصطف على جانبيه حدائق محمية نهر تشارلز، ويقع (Hatch Shell) على نهر (Charles River Esplanade)، حيث تقام الحفلات الموسيقية في أمسيات الصيف.
يشتهر الحوض بشكل خاص بالاحتفال بعيد الاستقلال، فالقسم الأوسط من النهر بين سد ووترتاون وويليسلي محمي جزئياً بخصائص محمية نهر تشارلز العليا ومتنزهات حكومية أخرى، بما في ذلك محمية هيملوك جورج، متنزه كاتلر، محمية إلم بانك، وتم إنشاء مخطط عمق تفصيلي للحوض السفلي لنهر تشارلز بالقرب من سد ووترتاون إلى سد نهر تشارلز الجديد، من خلال شراكة بين (MIT Sea Grant College Program) و(Charles River Alliance of Boaters CRAB)، حيث تتوفر المخططات عبر الإنترنت والنسخ الورقية كخدمة عامة.
الترفيه على نهر تشارلز:
النهر مزدحم باستثناء أشهر الشتاء ،بالتجديف، والتجديف بالكاياك، ركوب الزوارق والإبحار للترفيه والتنافس، حيث يحدث معظم نشاط المراكب المائية من متحف العلوم إلى وسط ووترتاون فوقها سد، على بعد 17 ميلاً (27 كم) ترى حركة مرور الزوارق البخارية من مرسىين ومنحدر للقوارب بالقرب من ووترتاون، بالإضافة إلى اثنين من الموانئ في اتجاه مجرى النهر وقوارب تدخل من ميناء بوسطن عبر قفل قديم بجوار متحف العلوم، حيث تم افتتاح قارب كانو وزوارق كاياك (ADA) في (Magazine Beach) في كامبريدج في 23 سبتمبر 2019.
يشتهر تشارلز بكونه مكاناً للتجديف والتجديف، مع وجود العديد من المراكب ورأس تشارلز ريجاتا الذي يبلغ طوله ثلاثة أميال، وهو أكبر سباق تجديف للمسافات الطويلة في العالم، والمراكب الرئيسية بدء التدفق بالقرب من ووترتاون هي (Community Rowing ،Inc)، التي تضم برامج تنافسية وترفيهية وتعليمية جنباً إلى جنب مع (Boston College Crew) وجامعة نورث إيسترن هندرسون، ونادي كامبريدج للقوارب نيويل موطن رياضة التجديف للرجال في جامعة هارفارد، ويلد موطن رياضة التجديف النسائية بجامعة هارفارد، نادي القوارب ريفرسايد، جامعة بوسطن دي وولف.
يحتوي الحوض السفلي بين جسري (لونجفيلو هارفارد، ماساتشوستس أفينيو) على أرصفة إبحار للقوارب المجتمعية ومركز الإبحار بجامعة هارفارد وجناح (MIT) للإبحار، حيث تتوفر إيجارات المراكب الشراعية وقوارب الكاياك ولوح التجديف في جناح الإبحار بجامعة بوسطن، ويوجد في (Charles River Canoe) و(Kayak) أربعة مواقع على طول تشارلز لتأجير قوارب الكاياك والزوارق وألواح التجديف.
تدخل قوارب البط بانتظام إلى تشارلز بالقرب من متحف العلوم، وتنطلق رحلات القوارب النهرية من بحيرة بالقرب من المتحف، ففي أوائل يونيو يقام مهرجان قوارب التنين في بوسطن في كامبريدج، بالقرب من جسر المشاة (Weeks)، حيث يمتد مسار دراجات تشارلز ريفر 23 ميلاً (37 كم) على طول ضفاف تشارلز، بدءاً من متحف العلوم ومروراً بحرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وجامعة بوسطن، والمسار شائع بين العدائين وسائقي الدراجات، فيقيس العديد من العدائين المسافة والسرعة من خلال تتبع الأميال بين الجسور على طول الطريق.
بعد عقدين من جهود تحسين جودة المياه التي قادتها وكالة حماية البيئة، في 13 يوليو 2013 تم السماح رسمياً بالسباحة لعامة الناس لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً، والصيد من البنوك أو القوارب الصغيرة أمر شائع على طول تشارلز، مع المصيد من تشارلز من ناتيك إلى بوسطن، يُنصح الجمهور بعدم تناول الكارب، وبالنسبة للبالغين غير الحوامل وغير المرضعات، يجب الحد من استهلاك جهير الفم الكبير بما لا يزيد عن مرتين في الشهر، ويجب على الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات ألا يأكلوا شيئاً من نهر تشارلز، ويرجع كلا التحذير إلى تلوث ثنائي الفينيل متعدد الكلور ومبيدات الآفات، وفي أعلى النهر من ناتيك هناك تحذيرات مماثلة سارية لجميع الأسماك بسبب الزئبق، الكلوردان، الدي دي تي في الأسماك.
تاريخ نهر تشارلز:
قبل وقت طويل من قيام المستوطنين الأوروبيين بتسمية تشارلز وتشكيله جعل الأمريكيون الأصليون الذين يعيشون في نيو إنجلاند النهر جزءاً أساسياً من حياتهم، فكان الاسم الأصلي لنهر تشارلز هو (Quinobequin) أي “التعرج”، حيث قام الكابتن جون سميث باستكشاف ورسم خريطة لساحل نيو إنجلاند، وسمَّي العديد من الميزات، وأطلق على نهر تشارلز في الأصل تسمية نهر ماساتشوستس، الذي اشتق من سكان ماساتشوستس الذين يعيشون في المنطقة، وعندما قدم سميث خريطته للملك تشارلز الأول، اقترح أن يشعر الملك بحرية تغيير أي من (الأسماء البربرية) إلى (الأسماء الإنجليزية)، فقد قام الملك بالعديد من هذه التغييرات، ولكن لم يبق منها اليوم سوى أربعة منها ، أحدها نهر تشارلز الذي أطلق عليه تشارلز لنفسه.
في أجزاء من طوله ينخفض تشارلز ببطء في الارتفاع ولديه تيار قليل نسبياً، على الرغم من ذلك وجد المستوطنون الأوائل في ديدهام بولاية ماساتشوستس طريقة لاستخدام تشارلز لتوليد الكهرباء، ففي عام 1639 حفرت البلدة قناة من نهر تشارلز إلى جدول قريب كان يصب في نهر نيبونسيت، ومن خلال هذا الإجراء تم تحويل جزء من تدفق تشارلز، ممَّا يوفر تياراً كافياً للعديد من المطاحن، حيث تُسمَّى القناة الجديدة والنهر معاً الآن الأم بروك، وتعتبر القناة أول قناة صناعية في أمريكا الشمالية. يظل قيد الاستخدام للتحكم في الفيضانات.
كان والثام موقع أول مصنع منسوجات متكامل تماماً في أمريكا بناه فرانسيس كابوت لويل في عام 1814، وبحلول القرن التاسع عشر كان نهر تشارلز أحد أكثر المناطق الصناعية في الولايات المتحدة، وسرعان ما غذت الطاقة الكهرومائية العديد من المطاحن والمصانع، وبحلول نهاية القرن تم بناء 20 سداً عبر النهر، لتوليد الطاقة للصناعة في الغالب، فسجل تقرير حكومي عام 1875 43 مطحنة على طول 9 1⁄2 ميل (15 كم) من مصب المد والجزر من سد وترتاون إلى ميناء بوسطن.
من عام 1816 إلى عام 1968 قام الجيش الأمريكي بتشغيل مخزن أسلحة وذخيرة ومنشأة إنتاج لاحقاً تُعرف باسم وترتاون أرسنال، في حين أنه كان مفتاحاً للعديد من الجهود الحربية للأمة على مدار عقودها العديدة في التشغيل، وليس أقلها الحرب الأهلية الأمريكية والحرب العالمية الأولى، إلا أن موقعها في ووترتاون بالقرب من تشارلز تسبب في ضرر بيئي كبير، وتم الإعلان عن الترسانة كموقع (Super Fund)، وبعد إغلاقها من قبل الحكومة كان لا بد من تنظيفها بتكلفة كبيرة قبل أن يمكن استخدامها بأمان مرة أخرى لأغراض أخرى، وبالمثل فإن العديد من المصانع والمطاحن على طول ضفاف نهر تشارلز دعمت اقتصاداً مزدهراً في وقتها ولكنها تركت إرثاً من التلوث الهائل.
يعتبر حوض نهر تشارلز الحالي الواقع بين بوسطن وكامبريدج تقريباً عملاً من تصميم الإنسان، حيث تم تعيين أوين أ.جالفين رئيساً للجنة تحسين نهر تشارلز من قبل الحاكم ويليام إي. راسل في عام 1891، وأدى عملهم إلى مبادرات التصميم لمهندسي المناظر الطبيعية المشهورين تشارلز إليوت وآرثر شوركليف، وكلاهما تدرب مع فريدريك لو أولمستيد وجاي لويل، وتشمل هذه المناظر الطبيعية المصممة أكثر من 20 متنزهاً ومنطقة طبيعية على طول 19 ميلاً (31 كم) من الخط الساحلي، من السد الجديد في جسر تشارلزتاون إلى السد بالقرب من ساحة ووترتاون.
تصور إليوت لأول مرة تصميم النهر الحالي في تسعينيات القرن التاسع عشر، وكان نموذجاً مهماً هو تخطيط حوض ألستر في هامبورغ، ولكن لم يبدأ البناء الرئيسي إلا بعد وفاة إليوت بسد مصب النهر في متحف بوسطن للعلوم اليوم، وهو جهد بقيادة جيمس جاكسون ستورو، فاستقر السد الجديد الذي اكتمل في عام 1910 على مستوى المياه من بوسطن إلى ووترتاون، ممَّا أدى إلى القضاء على المسطحات الطينية القائمة، وتم بناء جسر ضيق بين ليفريت سيركل وتشارلزجيت.
بعد وفاة ستورو تبرعت أرملته السيدة جيمس جاكسون ستورو بمبلغ مليون دولار لإنشاء حديقة ذات مناظر طبيعية أكثر سخاءً على طول المتنزه تم تخصيصه في عام 1936 باسم (Storrow Memorial Embankment)، وقد مكن هذا أيضاً من بناء العديد من الأرصفة العامة في حوض نهر تشارلز، ففي الخمسينيات من القرن الماضي، تم بناء طريق سريع (Storrow Drive)، على طول حافة (Esplanade) لربط (Charles Circle) مع (Soldiers Field Road)، وتم توسيع (Esplanade) على الجانب المائي من الطريق السريع الجديد.