أهم الحقائق عن نهر شيكاغو

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهم الحقائق عن نهر شيكاغو؟

يعتبر نهر شيكاغو تيار قابل للملاحة تدفق في الأصل إلى بحيرة ميشيغان بعد أن تشكل من الفروع الشمالية والجنوبية على بعد حوالي ميل واحد (1.6 كم) غرب البحيرة في شيكاغو شمال شرق إلينوي في الولايات المتحدة، حيث يتدفق نظام نهر شيكاغو 156 ميلاً (251 كم) من بارك سيتي (شمال) إلى لوكبورت (جنوب) وحوالي 45 جسراً تمتد على النهر.

تاريخ النهر:

اشتق اسم شيكاغو من ترجمة فرنسية تعود إلى القرن السابع عشر لمصطلح أمريكي أصلي لمنحدرات (Allium tricoccum)، وهو نوع من الكراث البري الصالح للأكل والذي نما بكثرة بالقرب من النهر، حيث تمت تسمية النهر ومنطقته بهذا الاسم، وإن لويس جولييت وجاك ماركيت على الرغم من أنه من المحتمل ألا يكونا أول أوروبيين يزوران المنطقة، إلا أنهما أول من قام بزيارة نهر شيكاغو عام 1673 عندما كتبوا عن اكتشافهم لمركب شيكاغو الحيوي، فقد عاد ماركيت عام 1674 وأقام معسكراً لبضعة أيام بالقرب من مصب النهر، ثم انتقل إلى نهر شيكاغو – نهر ديس بلاينز، حيث مكث خلال شتاء 1674-1675.

أغلقت حروب فوكس فعلياً منطقة شيكاغو أمام الأوروبيين في الجزء الأول من القرن الثامن عشر، وربما كان أول شخص غير أصلي استقر في المنطقة تاجراً يُدعى (Guillory) والذي ربما كان لديه مركز تجاري بالقرب من (Wolf Point) على نهر شيكاغو في حوالي عام 1778، وفي عام 1823 استخدمت بعثة حكومية اسم نهر جاري (تهجئة صوتية لغيلوري) للإشارة إلى الفرع الشمالي لنهر شيكاغو، حيث يعتبر جان بابتيست بوينت دو سابل على نطاق واسع أول مقيم دائم في شيكاغو، فقد قام ببناء مزرعة على الضفة الشمالية عند مصب النهر في ثمانينيات القرن الثامن عشر، وإن أقدم سجل معروف لعيش بوانت دو سابل في شيكاغو هو يوميات هيو هيوارد الذي قام برحلة عبر إلينوي في ربيع عام 1790، وادعى أنطوان أويلميت أنه وصل إلى شيكاغو بعد ذلك بوقت قصير في يوليو 1790.

بين عامي 1816 و1828 قام جنود من فورت ديربورن بقطع القنوات عبر الشريط الرملي عند مصب النهر للسماح لل (yawls) بجلب المؤن إلى الحصن، حيث تُسد هذه القنوات بسرعة بالرمل ممَّا يتطلب قطع قناة جديدة، وفي 2 مارس 1833 خصص الكونغرس 25000 دولار لأعمال الموانئ وبدأ العمل في يونيو من ذلك العام تحت إشراف الرائد جورج بندر القائد في فورت ديربورن، وفي يناير 1834 تولى جيمس ألين الإشراف على هذا العمل، وبمساعدة عاصفة فبراير التي اخترقت الحاجز الرملي، وفي 12 يوليو 1834 تقدمت أعمال المرفأ بما يكفي للسماح بوزن 100 طن قصير (91 طناً) المركب الشراعي للإبحار فوق النهر إلى وولف بوينت والرسو في رصيف نيوبيري ودول.

كان المدخل الأولي من خلال الشريط الرملي بعرض 200 قدم (61 م) وعمق 3 إلى 7 أقدام (0.91 إلى 2.13 م) محاطاً بأرصفة بطول 200 قدم (61 م) على الجدار الجنوبي وطول 700 قدم (210 م) إلى الشمال استمر عمل ألين، وبحلول أكتوبر 1837 تم تمديد الأرصفة غير المكتملة إلى 1850 و1200 قدم (560 و370 م) على التوالي، وفي عام 1848 ربطت قناة إلينوي وميتشيغان النهر بنهر إلينوي ووادي المسيسيبي عبر ميناء شيكاغو، حيث كانت هذه القناة هي الأبعد غرباً والأخير من سلسلة قنوات منح الأراضي التابعة لحكومة الولايات المتحدة، فوفرت الطريق المائي الوحيد من مدينة نيويورك إلى نيو أورلينز عبر المناطق الداخلية للبلاد وشيكاغو.

خلال العصر الجليدي الأخير كانت المنطقة التي أصبحت شيكاغو مغطاة ببحيرة شيكاغو، والتي استنزفت جنوباً في وادي المسيسيبي، ومع تراجع الجليد والماء تعرضت سلسلة من التلال التي يتراوح ارتفاعها بين 12 و 14 قدماً (3.7 إلى 4.3 متراً) إلى حوالي ميل داخلي وهو ما يفصل عموماً مستجمعات المياه في البحيرات الكبرى عن وادي المسيسيبي باستثناء أوقات هطول الأمطار الغزيرة أو عندما منع تدفق الجليد الشتوي تصريف المياه، وبحلول الوقت الذي وصل فيه الأوروبيون كان نهر شيكاغو يتدفق ببطء إلى بحيرة ميشيغان من سهل شيكاغو المنبسط.

مع نمو شيكاغو سمح ذلك بمياه الصرف الصحي وغيرها من التلوث في مصدر المياه النظيفة للمدينة، ممَّا ساهم في العديد من مشاكل الصحة العامة مثل حمى التيفود، وبدءًا من عام 1848 تم تحويل جزء كبير من تدفق نهر شيكاغو عبر ميناء شيكاغو إلى إلينوي وقناة ميشيغان، وفي عام 1871 تم تعميق القناة القديمة في محاولة لعكس اتجاه تدفق النهر تماماً، لكن انعكاس مجرى النهر استمر لمدة موسم واحد فقط، وأخيراً في عام 1900 عكست المنطقة الصحية في شيكاغو وبرئاسة ويليام بولدينويك تماماً تدفق الجذع الرئيسي والفرع الجنوبي للنهر باستخدام سلسلة من أقفال القناة، ممَّا أدى إلى زيادة تدفق النهر من بحيرة ميشيغان وتسبب في إفراغه في قناة شيكاغو الصحية والسفن المكتملة حديثاً.

وفي عام 1999 تم تسمية هذا النظام (بنصب الألفية للهندسة المدنية) من قبل الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين (ASCE)، وقبل هذا الوقت كان نهر شيكاغو معروفاً من قبل العديد من السكان المحليين في شيكاغو بأنه (النهر النتن)؛ بسبب الكميات الهائلة من مياه الصرف الصحي والتلوث الذي تدفق في النهر من الاقتصاد الصناعي المزدهر في شيكاغو، وخلال الثمانينيات كان النهر متسخاً جداً وغالباً ما يكون مليئاً بالقمامة، ومع ذلك خلال التسعينيات خضع لعملية تنظيف مكثفة كجزء من جهود التجميل من قبل عمدة شيكاغو ريتشارد إم دالي، كما يتم تنظيم جميع التدفقات الخارجة من حوض البحيرات العظمى من قبل لجنة البحيرات العظمى المشتركة بين الولايات المتحدة وكندا، ويتم تحديد التدفق الخارجي عبر نهر شيكاغو بموجب قرار المحكمة العليا الأمريكية (1967، المعدل 1980 و 1997).

يُسمح لمدينة شيكاغو بإزالة 3200 قدم مكعب في الثانية (91 متر مكعب/ ثانية) من المياه من نظام البحيرات العظمى حوالي نصف هذا و1 مليار جالون أمريكي في اليوم (44 م 3/ ث) يتم إرساله إلى أسفل نهر شيكاغو، بينما يستخدم الباقي لمياه الشرب، وفي أواخر عام 2005 اقترح تحالف البحيرات العظمى ومقره شيكاغو إعادة فصل حوضي البحيرات العظمى ونهر المسيسيبي لمعالجة مخاوف بيئية مثل انتشار الأنواع الغازية، وفي عام 1915 انقلبت سفينة (SS Eastland) وهي قارب نزهة رست على جسر شارع كلارك، ممَّا أسفر عن مقتل 844 راكباً، فقد حوصر العديد من الركاب بسبب الأجسام المتحركة مثل البيانو والطاولات، والموقع الآن هو موقع نصب تذكاري مكرس في عام 1989، وقد سُرقت العلامة في عام 2000 واستُبدلت في عام 2003، وهناك خطط لبناء معرض خارجي في الموقع أيضاً.

في 13 أبريل 1992 حدث فيضان عندما تسببت كومة دفعت في قاع النهر في حدوث كسور إجهاد في جدار نفق مهجور منذ فترة طويلة لشركة نفق شيكاغو بالقرب من جسر سكة حديد شارع كينزي، وغمرت المياه معظم شبكة خطوط السكك الحديدية للشحن تحت الأرض التي يبلغ طولها 60 ميلاً (97 كم)، والتي تشمل الكثير من وسط المدينة إلى جانب المستويات المنخفضة من المباني التي كانت تخدمها ذات مرة وربطت متاجر تحت الأرض وطرق للمشاة، وتم بناء أول جسر عبر نهر شيكاغو فوق الفرع الشمالي بالقرب من شارع كينزي الحالي في عام 1832، حيث تمت إضافة جسر ثان فوق الفرع الجنوبي بالقرب من شارع راندولف، وفي عام 1833 تم بناء أول جسر متحرك عبر الجذع الرئيسي في شارع ديربورن في عام 1834، واليوم يمتد نهر شيكاغو 38 جسراً متحركاً نزولاً من قمة 52 جسراً، وهذه الجسور من عدة أنواع مختلفة بما في ذلك قاعدة مرتكز الدوران، ومصعد شيرزر المتداول والجسور المتأرجحة وجسور الرفع العمودية.

تلوث مياه النهر:

تأثر نهر شيكاغو بشكل كبير بالتنمية الصناعية والسكنية مع التغييرات المصاحبة لنوعية المياه وضفاف الأنهار، فمن المعروف أن العديد من أنواع أسماك المياه العذبة تعيش في النهر بما في ذلك ارجموث وسمولوث باس، روك باس، الكرابي، البلوغيل، سمك السلور والكارب، حيث يحتوي النهر أيضاً على عدد كبير من جراد البحر، وكان فرع ساوث فورك للفرع الرئيسي (الجنوبي) الذي كان الصرف الصحي الرئيسي لشركة يونيون ستوك ياردز وصناعة تعبئة اللحوم ملوثاً جداً لدرجة أنه أصبح يُعرف باسم بابلي كريك، كما أصدرت إلينوي تحذيرات بشأن تناول الأسماك من النهر؛ بسبب تلوث ثنائي الفينيل متعدد الكلور والزئبق بما في ذلك تحذير (لا تأكل) للكارب الذي يزيد طوله عن 12 بوصة.

وهناك مخاوف من أن الكارب الفضي والمبروك كبير الرأس وهما الآن من الأنواع الغازية في نهري المسيسيبي وإلينوي قد يصلان إلى البحيرات العظمى عبر نهر شيكاغو، وعلى الرغم من مخاوف التلوث لا يزال نهر شيكاغو هدفاً شائعاً للغاية للصيد الترفيهي في المياه العذبة، وفي عام 2006 بدأت مقاطعة شيكاغو بارك (مهرجان شيكاغو لصيد الأسماك على نهر شيكاغو) السنوي والذي ازداد شعبيته كل عام، ويسعى برنامج على القناة الشمالية بجوار جزيرة غوس إلى زيادة موائل الحياة البرية من خلال استخدام جزر النباتات العائمة، حيث تتم إدارة البرنامج من قبل مجموعة الحفظ غير الربحية (Urban Rivers) بمساعدة (Shedd Aquarium) وبين عامي 2013 و 2016 افتتحت منطقة حديقة شيكاغو أربعة منازل للقوارب واثنان في الفرع الجنوبي واثنان في الشمال للاستجمام في النهر.


شارك المقالة: