أهم الحقائق عن نهر هدسون

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهم الحقائق عن نهر هدسون؟

نهر هدسون هو نهر موجود داخل ولاية نيويورك في الولايات المتحدة، حيث يتدفق كله تقريباً داخل الولاية، ويستثنى من ذلك الجزء الأخير منه، حيث يرسم الحدود بين نيويورك ونيوجيرسي لمسافة 21 ميلاً (34 كم)، وينشأ نهر هدسون في العديد من بحيرات ما بعد العصر الجليدي الصغيرة في جبال آديرونداك بالقرب من جبل مارسي (5344 قدماً (1629 متراً)، وهي أعلى نقطة في نيويورك ويتدفق حوالي 315 ميلاً (507 كيلومترات) عبر الجزء الشرقي من الولاية، وتعتبر بحيرة تمزق الغيوم مصدر تيارها الرئيسي وهو نهر أوبالسينت.

جغرافية النهر:

يعد نهر هدسون السفلي في الواقع مصباً للمد والجزر، حيث يمتد تأثير المد والجزر حتى السد الفيدرالي في تروي، ويوجد هناك مد وجزر مرتفعان ومد وجذران منخفضان في اليوم، فمع ارتفاع المد يتحرك تيار المد والجزر شمالاً، ممَّا يستغرق وقتاً كافياً في أن يكون جزء من النهر عند ارتفاع المد، بينما يمكن أن يكون جزء آخر في قاع المد المنخفض، حيث تجعل المد والجزر القوية التنقل في أجزاء من ميناء نيويورك أمراً صعباً وخطيراً، فخلال فصل الشتاء قد ينجرف الجليد الطافي جنوباً أو شمالاً اعتماداً على المد والجزر.

يمثل الاسم الماهيكي للنهر طبيعته المصب جزئياً موه-هي-كون-ن ​​توك يعني (النهر الذي يتدفق في كلا الاتجاهين)، وبسبب تأثير المد والجزر من المحيط الممتد إلى تروي ونيويورك يبلغ معدل تصريف المياه العذبة حوالي 17400 قدم مكعب (490 متر مكعب) في الثانية في المتوسط، ويبلغ متوسط ​​تصريف المياه العذبة عند مصب النهر في نيويورك حوالي 21900 قدم مكعب (620 متر مكعب) في الثانية، ويبلغ طول نهر هدسون 315 ميلاً (507 كم) وأعماق تصل إلى 30 قدماً (9.1 م) للامتداد جنوب السد الفيدرالي، وتم تجريفه للحفاظ على النهر كطريق للشحن، كما يبلغ عمق بعض الأقسام حوالي 160 قدماً ويبلغ عمق الجزء الأعمق من هدسون والمعروف باسم (نهاية العالم) (بين الأكاديمية العسكرية الأمريكية وجزيرة الدستور) 202 قدماً (62 متراً).

يستنزف نهر هدسون وروافده ولا سيما نهر الموهوك مساحة 13000 ميل مربع (34000 كم 2) مستجمعات المياه في نهر هدسون، حيث يغطي الكثير من نيويورك وكذلك أجزاء من كونيتيكت وماساتشوستس ونيوجيرسي وفيرمونت، كما تشكل أجزاء من نهر هدسون خلجان صغيرة مثل ويهاوكين كوف في بلدتي هوبوكين وويهاوكين في نيو جيرسي، وميناء نيويورك بين (Narrows) وجسر جورج واشنطن لديه مزيج من مياه المحيط العذبة مختلطة بالرياح والمد والجزر لخلق تدرج متزايد للملوحة من أعلى النهر إلى قاعه.

يختلف هذا باختلاف الموسم والطقس وتنوع دوران المياه وعوامل أخرى، حيث يؤدي ذوبان الجليد في نهاية الشتاء إلى زيادة تدفق المياه العذبة في اتجاه مجرى النهر، ويختلف خط الملح للنهر من الشمال في بوكيبسي إلى الجنوب في باتيري بارك في مدينة نيويورك على الرغم من أنه يقع بالقرب من نيوبورج، ويطلق على نهر هدسون أحياناً من الناحية الجيولوجية اسم نهر غارق، وأدى ارتفاع مستويات سطح البحر بعد تراجع التجلد في ويسكونسن، وهو أحدث عصر جليدي إلى توغل بحري أدى إلى إغراق السهل الساحلي وجلب المياه المالحة فوق مصب النهر.

يعتبر قاع النهر القديم المتآكل بشدة وراء الخط الساحلي الحالي (Hudson Canyon) ومنطقة صيد غنية، فمن الواضح أن مجرى النهر السابق محدد تحت مياه المحيط الأطلسي، ويمتد إلى حافة الجرف القاري، فنتيجة للتجلد وارتفاع مستويات سطح البحر أصبح النصف السفلي من النهر الآن مصباً للمد والجزر يحتل مضيق هدسون، ويُقدر أن المضيق البحري قد تشكل منذ ما بين 26000 و13300 سنة، وعلى طول النهر تكون الحواجز من البازلت المتحولة أو دياباس والمرتفعات عبارة عن جرانيت وجنيس بشكل أساسي مع التدخلات، ومن منارة إلى ألباني والصخر الزيتي والحجر الجيري أو الصخور الرسوبية بشكل أساسي.

تم تشكيل المضيق على الأرجح منذ حوالي 6000 عام في نهاية العصر الجليدي الأخير، وفي السابق تم ربط جزيرة ستاتن ولونغ آيلاند، ممَّا منع نهر هدسون من الانتهاء عبر المضيق، وفي ذلك الوقت تم إفراغ نهر هدسون في المحيط الأطلسي من خلال مسار غربي أكثر عبر أجزاء من شمال نيوجيرسي الحالية على طول الجانب الشرقي من جبال واتشونج إلى باوند بروك ونيو جيرسي ثم إلى المحيط الأطلسي عبر راريتان خليج، وفي نهاية المطاف سمح تراكم المياه في خليج نيويورك العلوي لنهر هدسون باختراق الكتلة الأرضية السابقة التي كانت تربط جزيرة ستاتن وبروكلين لتشكيل المضيق كما هو موجود اليوم.

سمح ذلك لنهر هدسون بإيجاد طريق أقصر إلى المحيط الأطلسي عبر مساره الحالي بين نيو جيرسي ومدينة نيويورك، ويمكن العثور على الرواسب المعلقة التي تتكون أساساً من الطين المتآكل من الرواسب الجليدية والجزيئات العضوية بوفرة في النهر، ويمتلك (Hudson) تاريخاً قصيراً نسبياً من التآكل، لذلك لا يوجد به سهل ترسيبي كبير بالقرب من فمه، وهذا النقص في الرواسب الهامة بالقرب من مصب النهر يختلف عن معظم مصبات الأنهار الأمريكية الأخرى، وحول ميناء نيويورك تتدفق الرواسب أيضاً إلى المصب من المحيط عندما يتدفق التيار شمالاً.

تسمية النهر:

تم تسمية النهر باسم (Ca-ho-ha-ta-te-a) (النهر) من قبل الإيروكوا وكان يُعرف باسم (Muh-he-kun-ne-tuk) (النهر الذي يتدفق في اتجاهين) أو (المياه التي لا تزال أبداً) من قبيلة موهيكان الذين سكنوا سابقاً ضفتي الجزء السفلي من النهر، ويأتي معنى اسم موهيكان من مدى المد الطويل للنهر، حيث تعتبر قبيلة الهنود في ديلاوير (بارتلسفيل، أوكلاهوما) الموهيكيين المرتبطين ارتباطاً وثيقاً جزءاً من شعب لينابي، ولذا فإن لينابي تدعي أيضاً أن هدسون جزء من أراضي أجدادهم ويطلقون عليها أيضاً اسم موهيكانتوك.

كان أول اسم أوروبي معروف للنهر هو ريو سان أنطونيو، كما سماه المستكشف البرتغالي في توظيف إسبانيا (Estêvão Gomes) الذي استكشف ساحل وسط المحيط الأطلسي في عام 1525، ويوجد اسم آخر مبكر لهودسون استخدمه الهولنديون كان ريو دي مونتين، وفي وقت لاحق أطلقوا عليه اسم (Noortrivier) أو (North River) ونهر (Delaware) يُعرف باسم (Zuidrivier) أو (South River)، ومن بين الأسماء العرضية الأخرى لنهر هدسون: مانهاتس ريفير (نهر مانهاتن)، جروت ريفيير (النهر العظيم)، ودي غروت موريتسي ريفير أو (نهر موريس العظيم) (موريتس هو لقب هولندي).

تم استخدام الاسم المترجم نورث ريفر في منطقة نيويورك الحضرية حتى أوائل القرن العشرين مع استمرار الاستخدام المحدود حتى يومنا هذا، حيث استمر المصطلح في الاتصالات اللاسلكية بين حركة الشحن التجارية خاصةً أسفل تابان زي، ويستمر استخدام المصطلح أيضاً في أسماء المنشآت الموجودة في الجزء الجنوبي من النهر مثل أرصفة نهر الشمال وأنفاق نهر الشمال ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي في نهر الشمال، ويُعتقد أن أول استخدام لاسم نهر هدسون في الخريطة كان في خريطة رسمها رسام الخرائط جون كارويثام في عام 1740، وفي عام 1939 وصفت مجلة الحياة النهر بأنه “الراين الأمريكي” مقارنته بطول 40 ميلاً (64 كم) من نهر الراين في وسط وغرب أوروبا.

الحياة على النهر:

العوالق الحيوانية وفيرة في جميع أنحاء أجزاء المياه العذبة والمالحة من النهر وتوفر مصدراً غذائياً مهماً لليرقات وصغار الأسماك، والمنطقة القاعية بها أنواع قادرة على العيش في موائل القاع اللينة، وفي داخل مناطق المياه العذبة توجد أنواع حيوانية بما في ذلك يرقات الذباب (chironomid) والديدان (oligochaete) ويرقات الذباب المفترس ومزدوجات الأرجل، وفي المناطق المالحة توجد حلقيات وفيرة متعددة الأشواك ومزدوجات الأرجل وبعض الرخويات مثل المحار، وتحفر هذه الأنواع في الرواسب وتسريع تكسير المواد العضوية.

سرطان البحر الأزرق الأطلسي من بين أكبر اللافقاريات في الحد الشمالي من مداها، وكان هدسون بأكمله مأهولاً بالسكان أكثر بكثير مع ذوات الصدفتين الأصلية للتغذية المعلقة، وكان بلح البحر في المياه العذبة شائعاً في المنطقة الخاملة للنهر، لكن السكان يتناقصون منذ عقود ربما من الموائل المتغيرة وبلح البحر الوحشي الغازي، وكانت طبقات المحار منتشرة في جزء المياه المالحة، ولكنها تقل الآن من خلال التلوث والاستغلال، ووفقاً لبرنامج مصب نهر هدسون في (NYSDEC) يوجد حالياً حوالي 220 نوعاً من الأسماك بما في ذلك 173 نوعاً محلياً في نهر هدسون.

كان الصيد التجاري في يوم من الأيام بارزاً في النهر على الرغم من إغلاق معظمه في عام 1976 بسبب التلوث والقليل منها لا تزال على قيد الحياة، كما أن السمك الحاوي على الزعانف هو الوحيد الذي يتم حصاده من أجل الربح وإن كان بأعداد محدودة، وتشمل الأنواع باس مخططة وهي أهم أسماك الطرائد في هدسون، حيث تقدر تعداد سمك القاروس المخطط في منطقة هدسون بما يقرب من 100 مليون سمكة، وتعيش الثعابين الأمريكية أيضاً في النهر قبل بلوغ سن التكاثر، وتُعرف في معظم هذه المرحلة باسم الثعابين الزجاجية بسبب شفافية أجسامها، وإن الأسماك هي النوع الوحيد المتسلسل في مصب نهر هدسون.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.


شارك المقالة: