ما هي أهم الحقائق عن نهر يارا؟
كان نهر يارا مورداً هاماً لشعب (Wurundjeri) لما يقرب من 40.000 عام، حيث تم استخدام موارد النهر بشكل مستدام من قبل (Wurundjeri) حتى الاستيطان الأوروبي في أوائل منتصف القرن التاسع عشر، كما ساهمت الصناعة المبكرة الواقعة على طول النهر في كميات كبيرة من التلوث مثل المواد الكيميائية الخطرة والشحوم والنفط والمعادن الثقيلة، فخلال منتصف القرن العشرين تم نقل الصناعة ببطء بعيداً عن النهر، ومنذ ذلك الحين جاءت الملوثات الرئيسية من جريان مياه الأمطار والصرف الصحي والآثار الدائمة للتلوث السابق، فقد أدى تعدين الذهب إلى تطهير مساحات صغيرة من الأراضي من الغطاء النباتي ولفترات زمنية أدى إلى تجفيف أجزاء من النهر، ولكن عند مقارنتها بإزالة الأراضي والملوثات الصناعية كانت تأثيرات تعدين الذهب على النهر منخفضة للغاية.
استقرت المعادن الثقيلة التي ترسبت في النهر خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في قاع قاع النهر، لا سيما في الروافد السفلية عبر المدينة وميناء ملبورن، وبسبب زيادة العمق الاصطناعي للنهر من هنا، فإن المعادن الثقيلة لم يتم إجراء المزيد على الرغم من إيداع البعض في (Port Phillip)، حيث تبقى الزيوت والشحوم اليوم في عدة روافد في الروافد الدنيا مثل (Merri Creek ،Moonee Ponds Creek).
تشكل مستويات البكتيريا وخاصة الإشريكية القولونية والمواد مثل الشحوم والزيوت والمعادن الثقيلة في نهر يارا وروافده مشكلة كبيرة، فالمستويات العالية من الإشريكية القولونية التي تصل إلى 200 ضعف الحد الآمن في روافدها ناتجة بشكل أساسي عن أنظمة الصرف الصحي السيئة الصيانة، ويدخل ما يصل إلى 350.000 من أعقاب السجائر إلى جريان مياه الأمطار في مستجمعات يارا كل يوم، وهي بمثابة تمثيل صغير للقمامة والقمامة التي يتم التخلص منها في مناطق جريان مياه الأمطار التي تشق طريقها في النهاية إلى النهر ومن النهر يشق طريقه إلى البحر.
تواصل بعض الشركات الصناعية استخدام نهر يارا كأرض نفايات، وعلى سبيل المثال في السنوات الأخيرة تم تغريم شركة الورق (Amcor) عدة مرات من قبل وكالة حماية البيئة فيكتوريا لتلويثها يارا والمناطق المحيطة بها، ففي عام 2007 تم تغريمها 5000 دولار أسترالي لتفريغها لب الورق في (Yarra) من مصنع (Alphington)، وفي عام 2008 أدينت الشركة بإطلاق النفط في نهر (Yarra) من مصنع (Alphington) وغرامة 80.000 دولار أسترالي.
يتم تنفيذ العديد من البرامج لتقليل تلوث الشاطئ والنهر، ويتم تنظيمها في الغالب من قبل مجموعات المجتمع وكالة حماية البيئة فيكتوريا والمجالس المحلية، في عام 2015 قامت منشأة لغسل السيارات وحاويات المواد الكيميائية بتسريب مواد كيميائية سامة ومبيدات أعشاب إلى نهر يارا، ممَّا أدى إلى مقتل الأشجار وتعريض السلامة العامة للخطر، فكانت المنشأة تقع داخل (Warrandyte State PArk)، حيث تدفق الامتداد حتى يونيو 2015 في النهر وأسفل النهر باتجاه ملبورن.
بسبب بناء السدود ونقص الفيضانات الطبيعية، فإن الكثير من النباتات المحيطة تفتقر إلى رواسب الطمي والتربة التي كانت ستوفرها الفيضانات، حيث أدى إنشاء خزان يارا العلوي في عام 1957 إلى خفض تدفق النهر بنحو 50٪، وقد أدى هذا في نهاية المطاف إلى نقص في النباتات والشتلات الصحية، أو نقص الشتلات تماماً، ممَّا يساهم في مشاكل مثل انخفاض الموائل والتآكل والملوحة، وهي قضايا تؤثر بشكل مثير للسخرية على الزراعة المحيطة.
يُعرف نهر يارا بالعامية باسم (النهر المقلوب) بسبب لونه الذهبي، فاللون البني الموحل ناتج عن تآكل التربة الطينية بسهولة في منطقة تجمعها، وكانت المياه صافية في وقت المستوطنات الأوروبية الأولى، لكن التطهير المكثف للأرض وتطويرها منذ منتصف القرن التاسع عشر أدى إلى وجود جزيئات طينية مجهرية، حيث يتم تعليق الجزيئات بسبب الاضطرابات في بعض أجزاء من المقاطع الوسطى والسفلى من النهر، فعندما تتحد مياه النهر مع الأملاح البحرية عند دخولها بورت فيليب، تتجمع الجسيمات المعلقة معاً وتغرق، وإن وجود جزيئات الطين ليس عاملاً رئيسياً في تلوث النهر.
جمعية (Yarra Riverkeeper) هي أكبر مجموعة مناصرة مكرسة لحماية نهر يارا وضواحيه للأجيال الحالية والمقبلة، وإنهم جزء من حركة تحالف (Waterkeeper) العالمية وقد شاركوا في المنتديات والمناقشات التي تدفع من أجل السياسات لضمان سماع “صوت” النهر، وجمعية (Yarra Riverkeeper Association) أو (YRKA) لعرض قصير لنهر (Yarra) باعتباره أعظم الأصول الطبيعية في ملبورن، وتعلم أن الحفاظ عليها وترميمها أمر حيوي في مساعدة ملبورن لتصبح مدينة مستدامة.
منذ تأسيسها في عام 2004 قدمت جمعية (YRKA) مئات العروض التقديمية والمحاضرات، وشاركت في أكثر من 200 ظهور إعلامي وقدمت جولات تفتيشية على المياه لأكثر من 200 من قادة المجتمع وقادة الأعمال والسياسيين، وكان لديها حملات ناجحة في الدفع من أجل تدفقات بيئية كبيرة وفي عام 2010 مُنح حارس النهر إيان بنروز جائزة ملبورن 2010 لمساهمته في البيئة.
جيولوجية نهر يارا:
نهر يارا له تاريخ جيولوجي مفصل ومعقد، حيث تم استخدامه وإدارته بشكل مستدام من قبل (Wurundjeri) لحوالي 40000 عام، ولكن منذ الاستيطان الأوروبي واستخدام النهر في منتصف القرن التاسع عشر تغيرت جغرافيته بشكل كبير، ممَّا يعكس الاستخدام غير المستدام للنهر والموارد المحيطة، ويتغذى النهر من خلال عدد من الجداول والجداول الصغيرة غير المسماة في سلسلة جبال يارا بالإضافة إلى 49 من روافد المسماة معظمها من الجداول.
يسافر الروافد الدنيا للنهر عبر وسط ملبورن، حيث يبلغ طوله حوالي 242 كيلومتراً (150 ميلاً) بمتوسط تدفق سنوي يبلغ 718 جيجا لتر (2.54 × 1010 قدم مكعب)، وهو ما يقرب من 50 ٪ من تدفقه الأصلي قبل السد، وإنه أكثر الأنهار التي تتغذى عليها الثلوج في الغرب في أستراليا، كما تبلغ مساحة مستجمعات المياه الإجمالية حوالي 4000 كيلومتر مربع (1500 ميل مربع).
يستضيف النهر العديد من الميزات الجغرافية مثل المنحنيات والمنحدراتوالبحيرات والجزر والسهول الفيضية والبيلابونج والأراضي الرطبة، حيث تمت تسمية معظم الميزات على اسم عبارات (Wurundjeri) المترجمة أو من أصول أوروبية وخاصة بريطانية، وتشمل بعض السمات البارزة للنهر جزيرة كوود وفيشرمانز بيند وميناء فيكتوريا وجزيرة هيرينج ويارا بيند وشلالات (Dights) وسد وخزان يارا العلوي والعديد من المسطحات النهرية والبيلابونج.
الحياة في نهر يارا:
النهر موطن لعدة أنواع من الأسماك، في الروافد السفلية من نهر يارا بشكل رئيسي الدنيس الأسود الجنوبي وقنديل البحر وفي المناطق العليا توجد كميات أصغر من الفرخ الأوروبي (الزعنفة الحمراء) وماكواري بيرش والسلمون المرقط البني وسمك موراي وسمك السلور في المياه العذبة، ومع ذلك فإن جميع الأسماك تقريباً ملوثة بالمعادن الثقيلة بما في ذلك الزرنيخ وغير صالحة للاستهلاك البشري، فقد عُرفت الدلافين بأنها تغامر بالمنابع حتى جنوب يارا، وتعمل كمثال على زيادة ملوحة الروافد المنخفضة للنهر، ونادراً ما يُنظر إلى خلد الماء في اتجاه مجرى النهر مثل فيرفيلد.
ممر نهر يارا:
مصدر النهر عبارة عن سلسلة من المستنقعات في الروافد العليا لمتنزه (Yarra Ranges) الوطني مباشرة إلى الغرب من هضبة (Mount Baw Baw)، وهي حديقة فرعية كثيفة الغابات، وهي مغلقة تماماً أمام الجميع باستثناء موظفي (Melbourne Water)، حيث تتميز الحديقة بمدرجات شاسعة من رماد الجبل وأوكالبت طويلة جداً، سراخس الأشجار فضلاً عن بقع من الغابات المطيرة المتبقية.
يعد سد يارا العلوي أحد السدود في مستجم يارا الذي يوفر جزءاً كبيراً من مياه ملبورن، فأبعد نقطة في المنبع على النهر مرئية لعامة الناس (على الرغم من إغلاق السد نفسه)، وأول مستوطنة يمر بها النهر الذي لا يزال شاباً هي بلدة ريفتون الصغيرة، ولكن معظم النهر محاط بالتلال المغطاة بالغابات المعتدلة حتى مدينة الأخشاب ومنتجع واربورتون، حيث يتبع طريق وودز بوينت النهر من خلال هذا القسم.
في اتجاه مجرى واربورتون يفتح وادي يارا تدريجياً وتبدأ المزارع في الظهور، بما في ذلك مزارع لحوم البقر والألبان وبجوار بلدة ووري يالوك واتجاه النهر شمالاً تغطي مزارع الكروم مساحات كبيرة بشكل متزايد وتشكل منطقة نبيذ وادي يارا، وفي (Healesville) يتحول النهر إلى الغرب مرة أخرى ويصبح قاع المجرى طرياً بشكل متزايد، ممَّا يقلل من وضوح المياه، وبواسطة بلدة (Yarra Glen) يبدأ النهر في الحصول على اللون البني الذي تشتهر به الروافد الدنيا.
يدخل النهر ضواحي ملبورن المناسبة في (Chirnside Park)، ولكن تقريباً كل طول النهر محاط بالحدائق ويحتفظ كثيراً (أو أعيد زرعه) بالنباتات المحلية الواسعة، كما يبدأ مسار الدراجات والمشي المعروف باسم (Main Yarra Trail) في (Warrandyte) ويصبح مسار (Yarra River Trail)، وفي الروافد السفلية مسار العاصمة، حيث يستخدم النهر على نطاق واسع للتجديف بالكاياك في تمبلستو، وغالباً ما يمكن رؤية الزوارق في جميع أنحاء قسم الضواحي.
في حين أن المياه غير واضحة بشكل خاص، فإن جودتها كافية للأسماك الصالحة للأكل للسباحة بداخلها، حيث تقع بعض مزارع الهوايات الصغيرة في منطقة السهول الفيضية للنهر، وهي قريبة بشكل مدهش من وسط ملبورن ومحاطة بالكامل تقريباً بالضواحي، وأسفل شلالات (Dights) في (Yarra Bend Park) في ملبورن الداخلية يصبح النهر مصباً بشكل متزايد؛ لأنه يمر على طول الجانب الجنوبي من منطقة الأعمال المركزية.