ما هي الآثار التضاريسية على مناخ العالم العربي؟
إن التضاريس في العالم العربي تلعب دوراً أساسياً في تنوع المناخ، وهو دور يسهل إدراكه في مقارنة الأنواع المناخية على الجوانب التي تقابل الجبال ومقارنة مناخ الوديان والسهول مع مناخ المرتفعات المجاورة لها، كما يظهر أثر هذا العامل بشكل واضح في جميع العناصر المناخية، ولكنه يبدو واضحاً بشكل خاص بالنسبة لعنصري الحرارة والأمطار.
بالنسبة للحرارة فإن الارتفاع عن سطح البحر يساعد على حدوث أنواع مناخية معتدلة أو باردة نسبياً في وسط المناطق السهلية الحارة أو الدافئة، كما أنه قد يسبب أيضاً رفع درجة حرارة الوديان والسهول التي تقع في حضن الجبال؛ وذلك بسبب هبوط الهواء نحوها من الجبال وارتفاع درجة حرارته بسبب انضغاطه كما يحدث في ظاهرة (الفهن).
حيث أن هذه الظاهرة منسوبة إلى (رياح الفهن)؛ والتي تعرف بأنها رياح محلية دافئة يكون حدوثها على منحدرات الجبال في سويسرا، إذ أنها تكتسب كثيراً من حرارتها نتيجة انضغاطها عند هبوطها من أعلى الجبال إلى الوديان المجاورة، وهي ظاهرة يمكن أن نلاحظها في جبال لبنان وجبال الأطلس وجبال شمال ليبيا؛ وذلك عندما تنجبر الرياح على عبورها والانحدار على أطرافها باتجاه الوديان والسهول المجاورة.
وكما أن التضاريس تلعب أيضاً دوراً أساسياً في توزيع الأمطار التي تهطل أغلبها على المنحدرات المواجهة لهبوب الرياح الرطبة، بينما تقل أو تنعدم على المنحدرات والأماكن التي تقع في الجانب الآخر أي في (ظل المطر)، ولهذا فإن السلاسل الجبلية تعتبر من أهم الحواجز المناخية، وتظهر أهميتها بشكل خاص في الأماكن التي تمتد جبالها بشكل موازي للساحل، والتي تهب رياحها السائدة من جهة البحر في مواجهة الجبال.
كما هو الحال في المنحدرات البحرية الموجودة على كل من جبال أطلس وجبال برقة وجبال لبنان، وهي تعتبر من أكثر أجزاء البلاد العربية هطولاً للمطر، كما توجد في العالم العربي كذلك بعض الأماكن الجبلية التي تكون بعيدة عن البحر المتوسط، ومن أهمها الجبال التي تمتد على جانبي البحر الأحمر ومرتفعات كل من اليمن وعُمان وشمالي العراق وجنوبي السودان وغربيه، ولكل منها ظروفها الخاصة ومناخها الخاص، والتي تمتاز به عن المناطق المنخفضة الموجودة حولها.