ما هي الأقاليم المعتدلة الباردة الموسمية – نوع كوريا وشمال الصين)؟
إن المناخ البحري الذي يتمثل في غرب القارات يقابل نوع آخر من المناخ يظهر في أجزائها الشرقية، حيث أن المناخ الموسمي له صفات تبين فيه بوضوح، فإذا ما قمنا بترك المناطق الممطرة في غرب القارات وذهبنا شرقاً فإننا نصادف أقاليم قارية أو صحراوية تتمثل بشكل خاص في كتلة أوراسيا وفي أمريكا الشمالية، فإذا ما واصلنا السير باتجاه الشرق فإننا ننتقل بشكل تدريجي إلى أقاليم يطُل مطرها خلال فصل الصيف وفي طبيعة الحال فإن المطر يزداد كلما كنا قريبين من البحر.
حيث أن هذه الأقاليم تخضع خلال نصف السنة الصيفي لتأثير الرياح الموسمية الرطبة التي تأتي من المحيطين الهادي والأطلسي باتجاه منطقتي الضغط المنخفض اللتين تتمركزان في هذا الفصل على الأجزاء الداخلية من كتلتي أوراسيا وأمريكا الشمالية، كما أن النظام الموسمي يكون واضحاً بشكل خاص في شرق آسيا، حيث تتجمع أغلب الأمطار في أشهر الصيف بسبب الرياح التي تأتي من جهة البحر.
بينما تشتد البرودة ويحدث الجفاف خلال فصل الشتاء بسبب هبوب الرياح الموسمية الشتوي من داخل اليابس، حيث أن هذه المظاهر تحدث بشكل خاص في كل من شمال الصين وكوريا وجنوبي منشوريا، أمَّا اليابان فبالرغم من أنها تدخل في هذا النوع من المناخ إلا أن الأمطار الشتوية التي تهطُل عليها تكون أكثر منها في المناطق الأخرى؛ وذلك بسبب وجود بحر اليابان إلى الغرب منها.
أمَّا داخل منطقة أمريكا الشمالية فإن النظام الموسمي يكون وضوحه أقل بكثير منه في شرق آسيا، حيث يعود ذلك إلى أن الضغط المنخفض الموجود على كتلة أوراسيا يكون عمقه أكثر وانحداره أشد من الضغط المنخفض الموجود على أمريكا الشمالية، ولهذا السبب فإن أمطار شرق الولايات المتحدة لا تقتصر على فصل الصيف بل أنها تهطُل في فصل الشتاء أيضاً بسبب حدوث الرياح الماطرة التي تأتي من المحيط الأطلسي أمام المنخفضات الجوية التي تعبر البلاد من الغرب إلى الشرق.
كما أن الحياة النباتية في هذا النوع من المناخ لا يختلف عنه في المناخ الذي يقابله على الحافات الغربية، فنرى هنا أن الغابات النفضية هي من أهم أنواع النباتات الطبيعية، بالرغم من أن هذه الغابات تم إزالتها من أماكن كثيرة لكنها ما زالت تُغطي مساحات واسعة في شرق آسيا.
