الطرق التجريبية لتقدير القيمة الفعلية لدرجة الحرارة من أجل نمو النباتات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الطرق التجريبية لتقدير القيمة الفعلية لدرجة الحرارة من أجل نمو النباتات؟

إن القانون الذي وضعه فانهوف في عام 1882 يعتبر من أهم القوانين الكيميائية التي قام الباحثون بالاستفادة منها في العلاقة بين حياة النبات والبيئة الطبيعية، حتى أنه لا يزال رغم ما قدمه من الأسس التي يعتمد عليها هؤلاء الباحثون في دراساتهم، وملخص هذا القانون يوضح بأن التفاعلات الكيميائية في النبات يزداد نشاطها كلما ارتفعت درجة الحرارة، ويتبع ذلك زيادة في سرعة نمو النبات بحيث تتزايد هذه السرعة كلما زاد متوسط درجة الحرارة بمقدار 10 درجات مئوية.
فإذا افترضنا أن سرعة نمو نبات معين يكون قد بدأ نموه في درجة حرارة 6 درجات مئوية هي 1 درجة مثلاً فإنها تصبح 2 في درجة حرارة 16 درجة مئوية و4 في 26 درجة مئوية، وهكذا حتى يصل إلى أعلاها في درجة حرارة معينة هي التي يمكن اعتبارها أنسب درجة لنمو النبات، فإذا قامت درجة الحرارة بالارتفاع أكثر من ذلك أخذت سرعة النمو في التناقص من جديد.
وبناء على هذا القانون نستطيع أن نحسب لأي متوسط يومي لدرجة الحرارة قيمته الفعلية، والتي تكون يبن 6 درجات مئوية وهي الدرجة التي يبدأ عندها النمو في رأي فانهوف من ناحية، والدرجة التي تصل عندها سرعة هذا النمو إلى أعلاها من جهة أخرى بالمعادلة الآتية: وذلك بأن نعتبر (ق) هي قيمة درجة الحرارة الفعلية و(ح) هي المتوسط اليومي بالدرجات المئوية.
وكما قام بعض الباحثين في علم المناخ بالاستعانة بهذا القانون حديثاً في بعض أبحاثهم، فقد استخدمه ثورنثويت مثلاً في عام 1948 من أجل أن يتم تقسيم الولايات المتحدة إلى أقاليم حرارية على أساس القيمة الفعلية لدرجة الحرارة، ويلاحظ أن درجة الحرارة التي تكون عندها سرعة النمو أقصى ما يكمن فلا تكون واحدة بالنسبة لجميع النباتات، ولكن أغلب التجارب التي أجريت على نباتات المنطقة المعتدلة قد دلت على أن هذه الدرجة تكون ما بين 15 درجة مئوية و32 درجة مئوية، فهي بالنسبة لزراعة القمح 31 درجة مئوية، وبالنسبة لزراعة الذرة تكون ما بين 29 درجة مئوية و32 درجة مئوية، أمَّا نباتات المنطقة الحارة فيغلب أن يسرع نموها في درجات حرارة أعلى من 32 درجة مئوية.
ومن المهم أن نشير أيضاً إلى أن التجارب القليلة التي أجريت فعلاً لتحديد القيمة درجات الحرارة الفعلية المختلفة كانت تقتصر على أنواع قليلة جداً من النباتات، ولذلك فقد يكون من الخطأ تطبيق نتائجها على الحياة النباتية بشكل عام، إذ من المعروف بأن لكل نبات له ظروف واحتياجات خاصة قد تتباين تبايناً كبيراً عن ظروف واحتياجات غيره من النباتات، بل أن الفصائل المتباينة للنبات الواحد يختلف بعضها عن بعض اختلافاً واضحاً كذلك من هذه الناحية.


شارك المقالة: