مدينة الإسكندرية:
تشتهر الإسكندرية بأنها لا تملك إلا القليل لتظهره في تاريخها الحافل، حيث إن موقع المدينة بين البحر الأبيض المتوسط والأراضي النيلية الرطبة خلفها، مما يعني أنها بنيت فعليًا فوق نفسها عدة مرات لتلائم هذا المكان المحدود، أضف إلى ذلك الدمار الذي خلفته الفتوحات والحصارات والقصف المتكرر عبر تاريخها.
قد يكون من الصعب أن تلفت انتباهك إلى أهمية هذه المدينة كمركز للتجارة والثقافة منذ تأسيسها في عام 331 قبل الميلاد، وقد تساعدك زيارة المتحف اليوناني الروماني وكوم الدكة في التغلب على هذه المشكلة.
ما لا تعرفه عن المتحف اليوناني الروماني:
على الرغم من المتحف اليوناني الروماني صغير، إلا أنه يضم قطعًا أثرية من فترة رائعة في التاريخ المصري، تظهر عندما تفاعلت الحضارة اليونانية والرومانية والمصرية القديمة هناك، مما أدى إلى اندماج مثير للاهتمام للتقاليد، وفي هذا المتحف الصغير سوف تكون على اتصال بالعديد من الشخصيات الأسطورية من تاريخ العالم، وجميعهم يعدون أجزاء مهمة في الإسكندرية.
حيث يُمثل المتحف شخصيات مهمة وعريقة؛ أمثال الإسكندر الأكبر يوليوس قيصر ومارك أنتوني وكليوباترا، حيث يمكن للزائر أيضًا مشاهدة النسخة المتماثلة الحالية الوحيدة من منارة فاروس التي استخدمت لتمييز ميناء الإسكندرية، والذي يحتل المرتبة الثانية من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم في مصر، إلى جانب أهرامات الجيزة في القاهرة.
يقع المتحف بالقرب من كوم الدكة، حيث يُترجم الاسم من اللغة العربية على أنه “كومة من الأنقاض”، ولكن يُعد واحد من عدد قليل من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة، حيث اكتشف علماء الآثار جزءًا من المدينة القديمة، كما كشفت الحفريات الجارية هناك عن مدرج روماني محفوظ جيدًا، وهو الوحيد من بين العديد من المدرجات التي من المفترض أن تزين المدينة القديمة، كما كشف الموقع عن حمام روماني وفيلا رومانية لا تزال زخارف الفسيفساء تُزينه ببراعة وجمال.
كما يعد المتحف اليوناني الروماني مكانًا مثيرًا للاهتمام، حيث إنه يحتوي على العديد من المقتنيات التي تستحق التقدير في المتحف بأكمله، إلى جانب وجود العديد من الأعمال الفنية القديمة في روما، كما يقع المتحف اليوناني الروماني في شارع مسافي، على بعد كيلومتر واحد شرق ميدان سعد زغلول في الإسكندرية.
كما أن هذا المتحف مدرج على أنه من المتاحف الأربعة الرئيسية في مصر، إلى جانب المتحف الوطني المصري والمتحف القبطي والمتحف الإسلامي في القاهرة، حيث إنه يُظهر السحر الفريد للحضارة الإسكندرية التي تشكلت من اندماج الحضارة المصرية القديمة والحضارة اليونانية والرومانية.