المعاجم الجغرافية العربية

اقرأ في هذا المقال


ما هي المعاجم الجغرافية العربية؟

تناولت بعض الكتب أنماطاً من التصنيف المعجمي الجغرافي مثل كتاب (النضر بن شميل)، وكتاب هشام الكلبي الذي يعروف باسم (كتاب الأقاليم) على أن أهم وأشهر المعاجم الجغرافية (معجم ما استعجم) للبكري في القرن الحادي عشر الميلادي وهو مرتب ترتيباً أبجدياً، ومن المعاجم الجغرافية ذات الشهرة الكبيرة كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي الذي ولد في عام 574هـ (1179م)، وكان قد اشتراه أحد تجار المسلمين وأخذه إلى بغداد وعلمه واعتمد عليه في إدارة أمورة التجارية، ثم أعتقه في عام 1199م.
ويعد كتاب (معجم البلدان) موسوعة جغرافية كبيرة ذكر صفات لما استطاع المؤلف أن يعرف عنه شيئاً من المدن والمواضع المختلفة، كل ذلك كان بحسب ترتيب الأحرف، ويعد معجم ياقوت أفضل مصنف من نوعه لمؤلف مسلم في العصور الوسطى، وهذا المعجم الذي طبع يشمل 3894 صفحة في جميع فروع (الجغرافيا الفلكية والوصفية واللغوية والرحلات أيضاً)، وقد ذكر ياقوت بأكثر من خمسة آلاف بيت شعر.
ويعرف ياقوت بالحموي نسبة إلى التاجر الذي قام بشراءه وهو صغير، حيث كان اسم التاجر عسكر الحموي فنسب إليه ياقوت، وقد رافق ياقوت سيده خلال أسفاره، ممَّا ترك أثراً كبيراً في نفسه، ومن المعاجم الجغرافية الأخرى كتاب اسمه (تقويم البلدان) الذي وضعه أبو الفدا، حيث كانت ولادته في دمشق عام 672هـ (1273م)، ويتميز كتاب أبي الفدا بأنه لم يتبع في تقسيمه دوائر العرض بل أراد التقسيم إلى مناطق جغرافية، وقال المستشرق الفرنسي (رينو): إن العصور الوسطى لم تعرف كتاباً يمكن مقارنته بتقويم البلدان لأبي الفدا.
ويرتبط أبو الفدا بصلة الرحم بصلاح الدين الأيوبي، حيث اشترك في حملات الحروب ضد الصليبيين ومنها الحملة التي قامت باخراج الصليبيين من طرابلس الشام، واعتمد أبو الفدا في كتابه على السماع والآثار المدونة، ولم يقم إلا برحلات قصيرة لدولة فلسطين وبلاد العرب ومصر وشرقي تركيا والعراق، أنهى أبو الفدا مسودة كتابه (تقويم البلدان) في شهر سبتمبر عام 1321م “سنة 721هـ”.
وقام بتقسيم الكتاب إلى قسمين، الأول منهما يشمل معلومات فلكية وأيضاً معلومات عن خط الاستواء والأقاليم السبعة، المعمر من الأرض ومساحتها وتوضيح ماهي البحار والأنهار، أمَّا القسم الثاني فتم تقسيمه إلى ثمانية وعشرين جزءاً تناولت الأقاليم أو المناطق الجغرافية المختلفة مثل: بلاد العرب، السودان، الأندلس، حيث قسم كل جزء من 28 إلى جزأين يعرض في الأول منهما حال المنطقة بشكل عام وطبيعة سكانها، ثم يتناول في الجزء الثاني جداول معبئة بأسماء البلاد والنقاط المأهولة.
وقد احتلت بلاد الشام والبلاد التي تجاورها الأهمية الكبرى عند أبي الفدا، إذ أنه تميز في الكتابة عنها، ويرجع ذلك أن أبا الفدا قد عاش داخل هذه المناطق، فيتضح لنا بأن العرب والمسلمين ساعدو في إثراء الفكر الجغرافي وحفظوا كثيراً من تراث الإغريق والرومان، واهتم هؤلاء العلماء بدراسة الجغرافيا الإقليمية لأقطار العالم الإسلامي.
كما نجح العلماء المسلمون في تحديد المواقع الفلكية لكثير من المدن وقاموا بتصحيح أخطاء بطليموس، واهتم هؤلاء العلماء أيضاً بخطوط الطول أكثر من اهتمامهم بتحديد دوائر العرض؛ وذلك لأن خطوط الطول تاعدهم في معرفة الأوقات التي يعتمدون عليها في شعائرهم الدينية مثل الصلاة والصوم.


شارك المقالة: