المناخ المداري المطير

اقرأ في هذا المقال


ما هو المناخ المداري المطير؟

إن هذا النوع من المناخ يغطي تقريباً (1/5) مساحة اليابس الكلية، فمن أهم مميزاته بأنه حار طول العام، حيث لا ينخفض المعدل في أي شهر من الشهور عن (18) درجة مئوية، كما أن أمطاره كثيرة ولكنها تختلف في كمياتها وتوزيعها الفصلي ونوعها من مكان إلى آخر، حيث تم تقسيمه إلى ثلاثة أنواع على حسب معدلات مطر السنوية وأيضاً التوزيع الفصلي للمطر، ذلك يكون بحسب ظروف المكان والتضاريس وفيما يلي توضيحها:

  • نوع مداري طول العام (Af): حيث أن هذا النوع يتفق مع المناخ الذي يُعرف باسم (المناخ الاستوائي) أو (مناخ الغابات المدارية كثيرة المطر)، كما أنه يمتد على شكل نطاق يكون غير متصل بين خطي عرض (10 درجات) شمالاً وجنوباً تقريباً، لكنه من الممكن أن يمتد في بعض الجهات إلى وراء هذين الخطين، فإن أكبر مناطقه توجد في أفريقيا، حيث أنها تضُم معظم حوض الكونغو وبعض أجزاء من ساحل غانا والساحل الشرقي للقارة والساحل الشرقي لجزيرة مدغشقر وفي أمريكا الجنوبية تضُم أغلب حوض الأمازون وبعض المناطق الساحلية الموجودة في شمال غرب القارة وفي أمريكا الوسطى، أيضاً تنتمي إليه بعض من جزر أندونيسيا وأجزاء من ماليزيا.
    كما أن هذا النوع يكون حار طوال العام، حيث أن المعدلات الحرارية فيه لا تنخفض عن 25 درجات مئوية في جميع الأشهر، حيث أن المدى الحراري السنوي فيه منخفض فلا يزيد في أغلب المناطق عن درجة واحدة، أمَّا المدى اليومي فهو مرتفع، من الممكن أن يصل إلى (10 درجات)، لذلك فإن بعض من الكُتاب يصفون الليل في المناخ هذا بأنه هو شتاؤه الفعلي.
    وكما أن الأمطار تكون موزعة على كل الشهور لكنها تصل قمتها في فترتي تعامد الشمس خلال فصلي الربيع والخريف، حيث يكون معظمها من أمطار التصعيد، وتتراوح معدلاتها السنوية ما بين (200 و 300 سم)، لكنها من الممكن أن تزيد عن ذلك على المنحدرات التي تواجه هبوب الرياح الممطرة مثل المنحدرات الغربية الموجودة على جبال الكمرون.
    والحياة النباتية أيضاً هي عبارة عن غابات كثيفة أشجارها كبيرة الحجم وتتميز أوراقها بأنها عريضة وتكون أيضاً على طول خضراء تُعرف باسم (الغابات المدارية المطيرة) أو (السلفا) فهي كلمة أصلها ألماني تعني غابة.
  • نوع مداري موسمي (Am): حيث أن من أهم ما يتميز في هذا النوع هو أن احتوائه على فصل كثير المطر وطويلاً يشغل تقريباً ستة أو سبعة شهور وفصلاً قصيراً خلال الشتاء يميل إلى الجفاف، إلا أن كثرة أمطار الشهور المطيرة تعمل على تعوض هذا الجفاف، لكن تبقى التُربة التي تقع في الأسفل محتفظة برطوبتها والغابات تبقى دائمة الخضرة.
    كما أن هذه النوع يجمع الأقاليم الموسمية المدارية كثيفة الأمطار، حيث يضم أيضاً أقاليماً غير موسمية ولكنها كثيفة المطر في أغلب الشهور، حيث أن أهم مناطقه موجودة في جنوب شرق آسيا، خاصة في الهند والصين والفلبين، كما يوجد مناطق كبيرة على ساحل غانا في أفريقيا تنتمي إليه، الحوض الأدنى لنهر الأمزون والسواحل التي تجاورة في أمريكا الجنوبية.
    وكما أن هذا النوع لا تقل حرارته في شدتها عن حرارة النوع (Af) حيث أنها من الممكن أن ترتفع عنها في بعض الحالات، إلا أن فصل الشتاء يكون في أغلب الأوقات أقل حرارة وذلك بسبب جفافه، فلذلك فإن المدى الحراري فيه يكون ارتفاعه أكثر، حيث يتراوح الارتفاع بين (4 و 8) درجات، فمع ذلك فإن المعدلات الحرارية لا تنخفض حتى في أقل الشهور حرارة عن (24) درجة مئوية.
    وكما أن في هذا النوع تكون الأمطار فيه غزيرة في أغلب الشهور لكن يوجد هناك فصلاً يكون جافاً أو أمطاره خفيفة، حيث أن معدلاته السنوية لا تقل عنها في النوع الممطر طول السنة (Af)، حيث أن معدلات أمطار بعض من الشهور تكون مرتفعة بدرجة ليس لها شبيه في أي نوع مناخي آخر، فالمعدل كثيراً ما يزيد لكل من شهر يوليو وأغسطس عن 50 سنتيمتر.
    كما أن الأمطار تكون كثيرة بشكل خاص على المنحدرات التي تهب عليها الرياح الممطرة بشكل عمودي، فهنا تسجل أكثر الأرقام القياسية للأمطار التي تهطُل في اليوم الواحد، كما سجلت في بعض من الحالات كميات تزيد على 20 سنتيمتر خلال اليوم الواحد، كما لا تختلف ايضاً الحياة النباتية عنها في النوع المداري المطير طول العام، إلا أنها من الممكن أن تكون الأمطار كثافتها أقل نوعاً ما، حيث يكون أكثرها غابات ذات أوراق عريضة وتكون دائمة الخضرة.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: