المناخ المعتدل

اقرأ في هذا المقال


ما هو المناخ المعتدل؟

إن هذا المناخ بأنواعه المختلفة يشغل نطاقات كبيرة تمتد في عروض كثيرة، حيث أن البعض منها يمتد إلى ما هو خلف الدائرة القطبية، كما أنه بالرغم من أن هذا المناخ يوصف بشكل عام بأنه مناخ معتدل إلا أن أكثر أنواعه ليست معتدلة بمعنى الكلمة، حيث يدل على ذلك ارتفاع المدى الحراري بها، يُستثنى من ذلك المناخ المعتدل الذي يكون صيفه دافئ؛ يعود السبب في ذلك بأن هذا النوع الوحيد يكون ذو مدى حراري سنوي صغير.
وفي جميع أنواع المناخ المعتدل يجب على المعدل الحراري أن لا ينخفض في أي شهر من شهور العام عن 30 درجة مئوية، لكن يوجد هناك اختلاف ظاهر بين الأنواع التي يضمها هذا المناخ سواء كان في المعدلات الحرارية أو في المدى السنوي للحرارة ومن أهم الأنواع التي تنتمي إلى هذا المناخ كما يلي:

  • المناخ المعتدل الممطر طول العام: إن هذا المناخ له عدة أنواع وأهمها ما يلي:
    • النوع الحار صيفاً: أهم مناطق هذا المناخ تتواجد على هيئة نطاقات ساحلية ويقع امتدادها بين الشمال والجنوب وتكون بين كل من المدارين وخط عرض 40 درجة شمالاً أو جنوباً، حيث أن أكبر نطاقاته توجد في الولايات المتحدة ويشغل تقريباً ثلث المساحة الكاملة للبلاد التي تكون بين الساحل الشرقي وايضاً خط طول 102 غرباً.
      ويوجد منه في أمريكا الجنوبية في شرق القارة نطاق كبير يجمع مساحات كبيرة من جنوب شرق البرازيل ومن الأرجنتين والأرجواي، كما تنتمي إليه في العالم القديم أغلب مناطق الصين الجنوبية وأقسام كبيرة جداً من جزر اليابان التي توجد في آسيا وإقليم ناتال تقع في جنوب شرق أفريقيا إضافة إلى حوض نهر اليو والجز الأدنى من حوض الدانوب الموجود في أوروبا، لكن ينتمي معظم إقليم المرتفعات باتجاه الجنوب من مدار الجدي في أوروبا.
      ويعتبر هذا الدرجة نوع ذو حرارة شديدة أثناء الصيف كما أن معدلات أكثر الشهور حرارة تتراوح بين 24 و 27 درجة مئوية لكن في فصل الشتاء تكون معتدلة وتكون ذات معدلات تتراوح بين 3 درجات و 12 درجة مئوية، ونظراً لأن امتداد النطاقات العام خلال هذا المناخ يتجه من الشمال إلى الجنوب في كثير من العروض، فلذلك نجد فروقاً حرارية كبيرة جداً بين الاتجاهات الشمالية والاتجاهات الجنوبية المختصة في نطاق واحد.
      وفي هذا المناخ التأثير البحري يكون واضح بسبب مكان نطاقاته الواقعه على طول الساحل، لذلك فإن المدى الحراري (اليومي والسنوي) يكونان ذات درجة منخفضة في كل سواحله، حيث تتراوح معدلات المطر السنوية بين 75 و 150 سم، فتكون موزعه على كُل الأشهر، لكنها تزداد في فصل الصيف بسبب حركة الرياح التجارية أو الموسمية التي تأتي من جهة البحر.
    • المناخ الدافئ صيفاً: يوجد هذا النوع بجانب النوع الحار من جهة القطب وعلى المنحدرات الأكثر ارتفاعاً، حيث يشغل نطاقاً واسعاً في أوروبا يمتد من خط عرض 40 درجة حتى خط عرض 63 درجة، فمن السواحل الغربية لأيرلندا باتجاه الشرق حتى خط طول 28 درجة شرقاً، حيث تقدر مساحته تقريباً 30% من المساحة الكاملة لهذه القارة.
      وكما أن هذا النوع تكون حرارته معتدلة بشكل عام، حيث أن معدلاته الحرارية السنوية تتراوح بين 5 درجات و 12 درجة مئوية، كما أن صيفه يميل للحرارة، لكن معدلاته في الغالب لا تزيد عن 22 درجة مئوية في أي شهر من الشهور، فمن الممكن أن تحدث في هذا الفصل موجات حرارية ترتفع خلالها النهايات العظمى إلى 40 درجة تقريباً، وهذا لا يحدث إلا في حالات قليلة عند وصول هواء مداري قاري حار.
      وأمطار هذا المناخ كثيرة وتكون موزعة على كل الأشهر، حيث تبلغ قمتها شتاء في غرب القارات حيث يعود السبب في ذلك إلى التزايد في حركة المنخفضات، والحياة النباتية في هذا المناخ غنية وأغلبها هي عبارة عن غابات نفضية أو صنوبرية على المرتفعات.
    • النوع المائل للبرودة صيفاً: حيث أن هذا النوع يوضح المدى الشمالي للنوع الدافئ، كما يكون ظهوره على ساحل النرويج ما بين خطي عرض 63 درجة و 70 درجة مئوية، أيضاً في جنوب أيسلندة وجزر فاروس، على سواحل ألاسكا وفي جزء صغير من الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية، لذلك فإن المدى الحراري يكون صغير بها، كما أن أمطاره تكون موزعة على جميع الأشهر، حيث يهطل أغلبها خلال نصف السنة الشتوي؛ ويعود ذلك إلى نشاط المنخفضات الجوية، والحياة النباتية أكثرها عباره عن حشائش تختلط بها في بعض المواضيع بعض الغابات الصنوبرية.”

شارك المقالة: