“Bazaar of Tabriz” ويعتبر بازار تبريز التاريخي أحد أهم الأماكن الدولية للتبادل التجاري والثقافي، ويرجع ذلك إلى الروابط والطرق التجارية بين الشرق والغرب منذ عدة قرون، وسياسة الأوقاف والإعفاءات الضربيبة الحكيمة.
تاريخ بازار تبريز
يعود تاريخ بازار تبريز إلى القرن الثامن عشر، حيث تم بناء السوق منذ أكثر من ألف عام عندما لم تكن هناك مستوطنات مثل تلك الموجودة اليوم، وكان بازار تبريز التاريخي أحد محاور التجارة في ذلك الوقت وكانت كميةً كبيرة من البضائع تمر عبر هذا الطريق، وذلك نظرا لكونه سوقاً مغطى ولم يكن مركزاً تجارياً فحسب، بل كان أيضاً مثالاً واضحاً لمجتمعٍ شرقي وإسلامي صغير، حيث كانت الحياة اليومية تتدفق.
حيث ويشهد بازار تبريز التاريخي على واحد من أكثر المجمعات الاجتماعية والثقافية والتجارية اكتمالا بين البازارات، حيث يعتبر مجمعاً مادي واقتصادي واجتماعي وسياسي وديني استثنائي يحمل شهادة استثنائية على حضارة ما زالت حية.
وعلى مر القرون، بفضل موقعه الاستراتيجي في مدينة تبريز على طريق الحرير والمرور اليومي لآلاف القوافل من مختلف الدول الآسيوية والأفريقية والأوروبية في الماضي، والسياسات الحكيمة للأوقاف والإعفاءات الضريبية، كما حقق سوق تبريز شهرة وازدهارا كبيرين وتطور سوق تبريز إلى نظام اجتماعي واقتصادي وثقافي يتم فيه دمج الهياكل المعمارية المتخصصة والوظائف والمهن والأشخاص، من ثقافاتٍ مختلفة في بيئة معيشية فريدة.
إضافةً إلى ذلك فقد تم حماية مجمع بازار تبريز التاريخي رسمياً في عام 1975م، ومنذ ذلك الحين تم تغطيته بإجراءات إشراف خاصة، وتم إنشاء ثلاث مناطق حماية مختلفة (منطقة معينة ومنطقة عازلة ومنطقة مناظر طبيعية)، والتي تخضع لأنظمةٍ خاصة، يتم دمجها في أدوات التخطيط، وفي هذه المناطق، حيث يحتاج أي نوع من الأنشطة إلى تصريح من منظمة التراث الثقافي والحرف اليدوية والسياحة الإيرانية “ICHHTO”، وهي الهيئة المؤسسية المسؤولة عن حماية الآثار المحمية.
المعالم التاريخية في بازار تبريز
يعتبر بازار تبريز إحدى أهم الأماكن التاريخية والسياحية في إيران، حيث يعد أكبر سوق داخلي تقليدي في العالم، وتم تسجيله كأول سوق عالمي في قائمة التراث العالمي لليونسكو في 2010م، حيث تم الحفاظ على سلامته بشكلٍ جيد، كما أن هندسته المعمارية تحافظ على مجموعةٍ غنية من المباني التجارية.
حيث تشهد المصادر التاريخية الغنية بمصداقية على أهمية بازار تبريز على التاريخ وعلى ديمومة تصميمه، ولا يزال نسيج البازار يعرض التصميم والتصنيع والمواد الخاصة بالفترة التي تم تشييدها بعد زلزال عام 1780م، ولا يزال البازار مكاناً حيوياً ونشطاً اقتصاديا، مما يشهد على التبادلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الغنية وطويلة الأمد.
هذا وقد يتميز البازار بأسلوب الهندسة المعمارية الفريد، وتصميمات المتاجر وعدد الممرات والقوافل والممرات، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المهن، التي تضم عدداً كبيراً من المدارس التاريخية والمساجد في الداخل، والتي جعلت من سوق تبريز التاريخي مثالاً ممتازاً للتجارة الشرقية وأسلوب الحياة التجارية، حيث يقتصر البازار على المسجد الكبير في الغرب وعلي قابو في الشرق، كما يتكون مخطط بازار تبريز من صفين مغطيين، شمال جنوب وشرق غرب، حيث تربط الصفوف الفرعية الصفوف المركزية، وفي الفراغات الواقعة بينها، تم بناء المكونات الرئيسية للبازار؛ مثل ممرات “Timcheh” وممرات “Sarai”.
إلى جانب ذلك فإنه ومثل كل البازارات الفارسية، فقد يحتوي بازار تبريز القديم على عددٍ كبير من الغرف تسمى “حجيرة”، كما أنه يضم حوالي 6500 حجيرة فيه، حيث يمكن للزائر العثور على 35 بيت متنقل معروف باسم “ساراي” في مجمع بازار تبريز التاريخي، حيث تم استخدامها كأماكن إقامة للتجار الضيوف الذين جلبوا البضائع القابلة للبيع في الماضي، كما يحتوي البازار على 25 قسماً مغلقاً تسمى تمشة، تستخدم كغرفة لبيع البضائع وهما؛ المظفرية تمشة وأمير تمشة، الحاج محمد غولي تمشة وغند فروشان تيمشة.
أما أمير تمشة فهو واحداً من أشهر الأقسام في بازار تبريز القديم، كونه قديم قدم سلالة قاجار، حيث يتم تبادل الذهب والمجوهرات في هذا التمشي، فهو يعتبر مذهل للغاية وملفتاً للنظر، ويوجد فيه أكبر قبة من الطوب في البازار، أما المظفرية تمشة فهو سوق سجاد تبريز، حيث يتم بيع السجاد المنسوج يدوياً والذي يلعب دوراً رئيسياً في تجارة تبريز، ويضفي هذا السجاد بألوانه الأنيقة، بريقاً رائعاً على البازار.