بحيرة البيبان

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة البيبان؟

بحيرة البيبان تعرف بأنها بحيرة ساحلية موجودة داخل ولاية مدنين باتجاه الجنوب الشرقي التونسي، حيث أنها تابعة لمدينة جرجيس، على مسافة عشرة كيلومتر شمال مدينة بنقردان، وعشرين كيلومتر جنوب مدينة جرجيس، تصل مساحتها إلى 27 ألف هكتاراً، أكبر بحيرة في حوض البحر الأبيض المتوسّط التي تضم أنواع من الأسماك المختلفة كالوراطة والقاروص والبوري وغيرها، ويصل ارتفاعها ما بين 0 و10 م عن سطح البحر.
وهي بحيرة كبيرة، إذ يصل طولها 32 كم وأكبر عرض لها يصل إلى 10 كم وعمقها إلى 4 م، حيث أنها تنفصل بشكل جزئي عن البحر الأبيض المتوسط، وتتصل به بعدد من القنوات يبلغ عرض أكبرها 800 م وتدخلها الأسماك، وهي لذلك تعد محمية طبيعية للأسماك التي تدخلها من البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن الطيور التي تقصدها في فصل الشتاء، كالنحام الوردي والغاق والكركي.

الاستعمار الفرنسي لمنطقة البحيرة:

توجد بجانب بحيرة البيبان سبختان وهما بوجمل والمداينة، وهي بحيرة مهمة جداً للأسماك التي تدخل إليها حتى تعيش فيها، وقبل أن يأتي الفرنسيون إلى منطقة البحيرة كان يستغلها البحارة المحليين الذين كانو يروجون إنتاجهم في المدن المجاورة وحتى إلى المدن الليبية مثل زواره وطرابلس.
عمل المستعمرون خلال شهر أيلول عام 1886 على تأجير بحيرة البيبان إلى أشخاص فرنسيين قاموا باستثمارها، كما أن البحارة في ذلك الوقت تحولوا إلى مستأجرين عند الشركة التي تستغل أسماك البحيرة وأخذت منهم مصائدهم البحرية، وبقيى استغلال المستثمر للبحيرة إلى عام 1924 فأصبحت في ذلك الوقت مستغلة من جهة الشركة التونسية للمصايد التي وبالرغم من تمكنها في الرفع من عملية الإنتاج.
إلا أن البحيرة تم تأجيرها من جديد لمستثمر إيطالي من سنة 1945 إلى بداية سنة 1958، وبعد ذلك أخذها الديوان القومي للصيد البحري، وبذلك أصبحت تونسية ، حيث تم التأجير لمستثمرين تونسيين منذ 13 عام إلى الآن وسجلت على امتداد تلك العشرية تجاوزات كثيرة في حق البحارة والبحيرة عن طريق عمليات الصيد بواسطة زوارق بالمحرك وتلك الطريقة محجرة باعتبار مساهمتها في التلوث وفي الصيد الجائر.
عائلات كثيرة عاشت حول البحيرة قبل أن يأتي الاستعمار ليصل عددها حالياً 600 عائلة تقريباً، ورزقها الوحيد البحيرة التي يوجد بها أكبر مصائد الأسماك الثابتة، لا على مستوى البلاد بل حتى على مستوى المتوسط، حيث تم تصنيفها كواحدة من المواقع النموذجية التي تم اختيارها ضمن مشروع حماية الثروات البحرية والساحلية بخليج قابس، والذي يهدف إلى وضع منظومة فعالة ومنسجمة للتصرف التشاركي يشمل من جهة احتياجات المحافظة على التنوع البيولوجي البحري والساحلي للخليج، وعلى تنمية مستديمة لمواطني الجهة بوضع قاعدة صلبة لتركيز إطار مؤسساتي لتحسين إدارة التنوع البيولوجي على المدى الطويل وعلى ضمان تنمية مستدامة للعاملين بقطاع الصيد البحري بهذه البحيرة


شارك المقالة: