بحيرة تريتونيس

اقرأ في هذا المقال


ما هي بحيرة تريتونيس؟

بحيرة تريتونيس تعني (باليونانية: Τριτωνίδα λίμνην)، حيث‏ كانت بحيرة كبيرة من المياه الصافية في شمال أفريقيا تم الحديث عنها في العديد من الكتب القديمة، كما وضع الكُتاب اليونانيون خلال العصر الكلاسيكي البحيرة في ما يعرف اليوم بجنوب تونس، يرد اسمها كبحيرة أسطورية في الميثولوجيا الإغريقية ينسب اسمها إلى تريتون وهو المعبود البحري الذي عبده سكان السواحل والجزر اليونانية قبل بوسيدون. 
وفقاً لهيرودوت، كانت تضم جزيرتين، وعندما اشتهر بوسيدون قلت مكانت تريتون عندهم فجعلوه في الميثولوجيا الإغريقية ولداً لبوسيدون من أنفتريت زوجته، كما تعرف بأنها ملكة البحر، وجعلوه يعيش معهما في قصرهما الذهبي داخل أعماق البحار.

موقع البحيرة الجغرافي لدى الإغريق:

كما أن موقع البحيرة ليس واضح، حيث قال هيرودوت أن البحيرة ذكرت على أنها موجودة في ليبيا، حيث اعتقد الإغريق القدماء أنها أرض محاطه بعالمهم، ويقوم البحر بغسلها من كل جهة، باستثناء المنطقة التي كانت ملحقة بآسيا في علمهم، امتدت ليبيا من مصر القديمة ووادي النيل وحوضه والجزائر ومحاذاة جنوب مصر القديمة.
قام كل من هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد وديودور الصقلي في القرن الأول الميلادي بوصف البحيرة، وأعطاها هيرودوت مساحة قدرها بحوالي 2300 كيلومتر مربع (900  ميل مربع)، أو نصف حجم ولاية رود آيلاند الأمريكية المعاصرة، افترض هيرودوت أنه يجب أن يكون هناك نهر كبير يصب فيها، والذي سماه تريتون.
اختلف الجغرافيون من الإغريق أنفسهم في تحديد مكانها من شمال أفريقيا، حيث قام هيرودوت بوضعها قريبة من خليج قابس، ووضعها آخرون في نهاية الغرب عند شواطئ المحيط الأطلسي ووضعها معظم جغرافييهم ومؤرخوهم على مقربة شديدة من مدينة يوهسبيريدس ثم برنيس (بنغازي)، حيث وضع بستان أو حديقة الهسبيريدس، ويجري منها نهر ليثون.
وذكر الجغرافي اليوناني سترابو موقع هذه البحيرة عند كلامه عن موقع مدينة برنيس (بنغازي) فقال عنها: (إنها قامت فوق رأس (أو شبه جزيرة) غير حقيقي (pseudopenias) مع امتداد مستنقع تريتونيس، حيث توجد جزيرة صغيرة في وسط معبد لأفروديت، وبالقرب منها بحيرة الهسبيريدس التي يصب فيها (نهر ليثون) ومستنقع تريتونيس الذي تكلم عنه سترابو.
وذكر أنه يمتد مع امتداد المدينة التي تقع فوق الرأس نستطيع أن نجده في سبخة السلماني التي كانت محاذية لمدينة بنغازي وتقع حالياً داخلها بعد ردمها وتوسع المدينة عليها، أمَّا بطليموس الجغرافي فقال عن بحيرة تريتونيس أنها تمتد من نهر ليثون، حيث يقع قطرها عند درجة 45 و 47 طولاً و 10 و 31 عرضاً.
في فترة غير معروفة، تسبب الزلزال في انهيار السدود أو الهياكل الأرضية، والتي كانت تمنع حدوث الجفاف في البحيرة، ممَّا تسبب في تصريف أغلب المياه العذبة إلى البحر وعلى أقصى تقدير سمح بوجود بحيرة موسمية أو مستنقع، ثم من المحتمل أن تكون مرتبطة بشط الجريد، وهي بحيرة موسمية مستنقعية وذات مياه قليلة، مفصولة الآن بحافة مرتفعة بارتفاع 50 مترًا بعرض عشرة كيلومترات من البحر الأبيض المتوسط.
المواقع الأخرى المقترحة هي السبخات المتباينة على طول خليج سرت والأقسام الساحلية الغربية، والتي أصبحت ممتلئة بسبب تبخر الملح والجبس، وأيضاً الرمال المغسولة أو المنفوخة، تقع هذه المناطق تحت مستوى سطح البحر لمساحات كبيرة، وعادة ما يكون عمقها أقل من 5 أمتار فقط.

المصدر: علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.


شارك المقالة: