ما هي بحيرة بريسبا؟
إن بحيرة بريسبا هي بحيرتان للمياه العذبة توجد في جنوب شرق أوروبا، حيث أن كل من مقدونيا الشمالية وألبانيا واليونان تتقاسمانها من مجمل المساحة السطحية، فإن 176.3 كيلومتر مربع أي (68.07 ميل مربع) يوجد باتجاه شمال مقدونيا، 46.3 كيلومتر مربع أي (17.88 ميل مربع) يوجد في ألبانيا و36.4 كيلومتر مربع (14.05 ميل مربع) يوجد في اليونان، كما تعد أعلى بحيرات تكتونية داخل منطقة البلقان، حيث يصل ارتفاعها إلى 853 متراً أي (2798 قدماً).
تعني بحيرة بريسبا الكبرى بالمقدونية: (Преспанско Езеро)، بريسبانسكو إزيرو، بالألبانية: ليكيني إي بريسوس، باليونانية: (Μεγάλη Πρέσπα، ميجالي بريسبا) تقسمت بين مقدونيا الشمالية، ألبانيا، اليونان، كما تعني بحيرة سمول بيربيسا باليونانية: (Μικρή Πρέσπα ،Mikri Prespa)، بالألبانية: (Prespa e Vogël)، بالمقدونية: (Мало Преспанско Езеро) حيث تتشارك فقط بين اليونان (138 كم 2 (53.28 ميل مربع)، مساحة الصرف 42.5 كم 2 أي (16.21 ميل مربع) ) وألبانيا (51 كم 2) أي (19.69 ميل مربع)، منطقة التصريف 4.3 كم 2 (1.66 ميل مربع) المساحة).
تضم المنطقة 3 حدائق وطنية موجودة في ألبانيا واليونان وشمال مقدونيا بشكل متتالي، كما أن (ريسين) أكبر مدينة داخل مكان وجود بحيرات بريسبا، حيث توجد في الجهة الشمالية لمقدونيا سنة 2014، تم اضافة محمية أوهريد بريسبا التي تعبراللحدود بين ألبانيا ومقدونيا الشمالية إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.
تاريخ بحيرة بريسبا:
في القرن العاشر، قام القيصر صموئيل ببناء قلعة وكنيسة القديس أخيليوس فوق جزيرة، تُسمَّى أجيوس أخيليوس في بحيرة بريسبا الصغيرة، وعلى جهة اليونان من الحدود، توجد أكبر جزيرة في بحيرة بريسبا الكبرى، على الجهة الشمالية لمقدونيا، توجد غوليم جارد (المدينة الكبيرة، وجزيرة سنيك (زيمسكي ستروف)، الجزيرة الثانية مال جراد (المدينة الصغيرة داخل ألبانيا) هي مكان دير مدمر من القرن الرابع عشر، تم تخصيصه للقديس بطرس، اليوم كلتا الجزر غير مأهولة.
ولأن بحيرة بريسبا الكبيرة موجودة على ارتفاع 150 متراً تقريباً فوق بحيرة أوهايرد، التي توجد على بعد 10 كم تقريباً أي (6.21 ميل) (6 أميال) فقط إلى الجهة الغربية، فإن مياهها تمر من خلال قنوات تحت الأرض في الكارست وتخرج من ينابيع تغذي مجاري المياه في بحيرة أوهايرد.
لسنوات كثيرة، كان الجزء اليوناني من منطقة بحيرات بريسبا، حيث أنها منطقة يوجد بها كثافة سكانية عسكرية حساسة، كما أن الغرباء يحتاجون إذناً خاصاً من أجل زيارتها، لقد شهد قتالاً عنيفاً خلال الحرب الأهلية اليونانية وهاجر كثير من السكان المحليين بعد ذلك هرباً من الفقر الشديد والنزاع السياسي، بقيت المنطقة متطورة قليلاً لغاية السبعينيات، عندما بدأت ترقيتها كوجهة سياحية.
مع وفرة من الحيوانات والنباتات النادرة، تم إعلان المنطقة كحديقة في عام200، وفي عام 1999 حصلت جمعية حماية بريسبا على جائزة رامسر، من أجل المحافظة على الأراضي الرطبة لجهودها في الحفاظ على موقع بحيرة بريسبا رامسر، وتم إدراجها في النهاية في 3 يوليو 2013.
في عام 2018 تم الإعداد لتوقيع اتفاقية بريسبا، حيث أن الهدف منها هو حل المشكلات حول تسمية مقدونيا، من خلال إعادة تسمية جمهورية مقدونيا إلى شمال مقدونيا، تم التوقيع على الاتفاقية في 17 يونيو سنة 2018 في حفل رفيع المستوى داخل قرية بساراديس اليونانية على البحيرة، من قبل وزيري الخارجية نيكولا ديميتروف (من جمهورية مقدونيا) ونيكوس كوتزياس (من اليونان)، حيث حضر رؤساء الوزراء المعنيين، زوران زئيف وأليكسيس تسيبراس.
بعد الحفل، قام تسيبراس وزايف عبور الحدود إلى جانب مقدونيا الشمالية من البحيرة، من أجل تناول طعام الغداء في قرية أوتشيفو، في خطوة رمزية كانت المرة الأولى التي دخل فيها رئيس وزراء يوناني جمهورية مقدونيا منذ إعلان الاستقلال في عام 1991.
السياح في بحيرة بريسبا:
بحيرة بريسبا في الجهة الشمالية لمقدونيا لم تأتي إليها أعداداً كبيرة من السياح في الماضي، حيث تتركز أكثر السياحة الخارجية حول بحيرة أوهريد، وذلك بسبب وجود أماكن إقامة متوفرة بين عشية وضحاها ومطاعم ومركز مدينة مليئ بالحياة في أشهر الصيف، بقيت بحيرة بريسبا في وقت لاحق معزولة إلى حد ما والرعوية، وبذلك جاذبيتها الخاصة في العصر الحالي.
إن المنطقة البكربقيت دون صخب المدينة السياحية، ونقص واضح في الخرسانة والتلوث الذي يأتي في العادة مع تنمية السياحة، ومع ذلك فإن التطورات المطلة على الواجهة البحرية مع المقاهي المتطورة التي تقدم الطعام والمشروبات (Connect Beach) داخل قرية (Slivnica)، تقدم للزوار وسيلة للراحة من أجل قضاء يومهم على البحيرة، دون التأثير على البيئة، تقود شركات مثل بريسبا بانوراما ومقرها في شمال مقدونيا، تطوير أماكن الإقامة الليلية في المنطقة من خلال مفهوم التأثير البيئي المنخفض والإقامات ذات الحجم المنخفض في المنطقة.
بدأت بلدية ريزن بناء طريق للمشي وركوب الدراجات مرصوف يعمل على ربط القرى الفردية التي توفر الوصول إلى جولة المشي أو ركوب الدراجات في العديد من القرى المنتشرة حول البحيرة، سيسمح المفهوم المكتمل للأفراد باستكشاف الجزء الجنوبي الغربي كاملاً في شمال مقدونيا، بما في ذلك (Pelister و Galicica)، وهما من أجمل قمم الجبال في المنطقة سيراً على الأقدام أو بالدراجة.
ينحدر من غاليسيكا على الجزء الغربي المتجول إلى الجزء الأكثر من المناظر الطبيعية لبحيرة أوهريد، والتي تفصلها عن بحيرة بريسبا صخور كبيرة، بمجرد الوصول إلى جانب بحيرة أوهريد، يمكن الاستمتاع بالينابيع التي تخرج منها مياه بحيرة بريسبا من أسفل الجبل وتصرف إلى بحيرة أوهريد.