بلدة كرمة الأثرية في السودان

اقرأ في هذا المقال


“The Town of Kerma” وتعتبر عاصمة المملكة الأولى لشبه الصحراء الإفريقية، والتي تقع في قلب منطقة النوبة السودانية في شمال السودان وجنوب مصر بين الشلال الأول والخامس.

تاريخ بلدة كرمة

تقع منطقة كرمة في وسط النوبة، على بعد بضعة كيلومترات من الجندل الثالث، حيث يسمح هذا الموقع الإستراتيجي بالتحكم في الاتصالات على طول وادي النيل؛  والذي يفتح على أكبر سهل رسوبي في شمال السودان (عرضه من 15 إلى 20 كم بطول 200 كم)، ولعبت هذه الظروف الطبيعية دوراً مهماً في ديناميكيات السكان في المنطقة وشرحت جزئياً ثروتها الأثرية خلال عصور ما قبل التاريخ والفترات التاريخية.

تعرف بلدة كرمة باسم “الحضارة الإفريقية الأولى” وهي ثقافة العصر البرونزي الرئيسية في منطقة النيل الأوسط والتي يعود تاريخها إلى حوالي 2500 قبل الميلاد، حيث تطورت من ثقافات العصر الحجري الحديث المحلية، في نفس الوقت الذي سلكت فيه مصر الطريق إلى الدولة حوالي 3000 قبل الميلاد.

وأصبحت منطقة كرمة الحالية مركز هذه الثقافة، بسبب خصوبة السهل الغريني الواسع وسهولة الوصول إلى المناطق النائية، وتتألف كرمة من هياكلٍ شبيهة بالقصور ومنازل النخبة، بالإضافة إلى ورش متخصصة وسور مدينة محصن، حيث يتميز مركز التكتل بما يسمى ” Western Defuffa”، وهو مبنى ضخم من الطوب اللبن والذي يضم المعبد الرئيسي.

وخلال فترة كرمة، ازدهرت الفنون والحرف اليدوية، حيث تم العثور على أدلة على صب البرونز في منطقة المعبد عند سفح غرب دفوفة، وكما هو الحال في ثقافات العصر البرونزي الأخرى، ذهبت العديد من الموارد إلى المفروشات الفخمة لمقابر النخبة، حيث يُعتقد أن المقبرة الرئيسية في كرمة هي أكبر مقبرة في منطقة النيل الأوسط، والتي تضم أكثر من 30000 مقبرة، وأكبر هياكلها عبارة عن العديد من المدافن التي يصل قطرها إلى 90 متراً والتي احتوت على مدافن الملوك والملكات في فترة كرمة اللاحقة.

وفي عهد الفرعون تحتمس الأول من الأسرة الثامنة عشر في مصر، قام المصريون بضم النوبة حوالي عام 1504 قبل الميلاد ودمروا مدينة كرمة، حيث وضع المصريون نائباً للملك في كوش، أو “ابن الملك كوش”، للحفاظ على النظام على أراضي كرمة السابقة، وإنشاء مستوطنة جديدة شمال كرمة والتي تُعرف اليوم باسم الدقي جل بمعنى “التل الأحمر”.

ثقافة بلدة كرمة

تم التعرف على ثقافة كرمة بأربعة مراحل متميزة تمتد من نهاية الدولة القديمة إلى المرحلة الانتقالية بين الفترة الانتقالية الثانية والمملكة الحديثة، بناءً على طقوس الدفن، وتشكل المقابر وتصنيف الخزف الذي يحدد: كرمة أنسيان (2050-2400 قبل الميلاد)، كرمة موين (1750-2050 قبل الميلاد)، كرمة كلاسيك (1500-1750 قبل الميلاد) وكرمة الأخيرة (1450-1500 قبل الميلاد).

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: