بماذا تشتهر النيجر

جمهورية النيجر هي واحدة من الأماكن القليلة التي حافظت على تقاليدها وثقافتها لسنوات عديدة، كما إنّها مزيج من المناظر الخلابة والحيوانات المتنوعة والكنوز التاريخية والكثبان الرملية، وهي سادس أكبر دولة في إفريقيا، كما يشق نهر النيجر ثالث أكبر نهر في إفريقيا وطريقه عبر المناطق المحيطة به، وليست أغنى دولة في البر الرئيسي ولكن هذا لم يكسر حماس مواطنيها لجذب انتباه المسافرين وأنشطتهم ناجحة للغاية.

مدن النيجر القديمة

لقد مرت دولة النيجر بسلسلة مثيرة للإعجاب من الأحداث التاريخية بدءًا من ثقافة كيفيان، واستمرارًا مع السلطنات العربية والاستعمار الفرنسي، ويمكن اعتبار مدينة أغاديز القديمة التي تم بناؤها في القرن الحادي عشر أحد الأصول الرئيسية التي بقيت حتى يومنا هذا، وتحيط بها المنطقة الصحراوية للمدينة فهي مبهرة بجوها الغامض من العزلة عن بقية العالم، وكانت المدينة في يوم من الأيام مركزًا للثقافة الإسلامية، وكانت أيضًا نقطة عبور للقوافل التجارية.

وهناك مدينة أخرى جديرة بالذكر تأسست خلال العصور الوسطى العربية وهي مدينة زندر فهي العاصمة الثقافية للنيجر، ومن بين عوامل الجذب اليوم أنّ هناك العديد من المباني الجميلة المصنوعة من الطين، وحي بيرنين الجذاب وهو عبارة عن شبكة من المتاهات والمسجد الكبير.

المنتزهات الوطنية والمحميات الطبيعية

على الرغم من ضعف وضعها الاقتصادي يمكن لجمهورية النيجر أن تتباهى بمزايا حماية المحيط الحيوي، ففي الإقليم الذي يقع فيه النيجر يوجد عدد غير قليل من المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية، اثنتان منها مدرجتان في البرنامج البيولوجي الدولي لليونسكو (Biological Program of UNESCO-M. A. B) أي برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، ومن بينها وأشهرها:

1- محمية كوري الزرافة: وهي فرصة رائعة للتعرف عن قرب على أطول الحيوانات في العالم، ولا تزال زرافات غرب إفريقيا وإن لم تكن بأعداد كبيرة.

2- الحديقة الوطنية دبليو (Double-Ve): وهي محمية ضخمة انتشرت في أراضي النيجر وبوركينا فاسو وبنين، ومنذ عام 1996 أصبحت الحديقة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وتغطي جزءًا كبيرًا من السافانا السودانية الساحلية النقية، وهذه المحمية هي ملجأ للحياة البرية التي اختفت في أجزاء أخرى من غرب إفريقيا أو تتعرض لتهديد كبير، ومن بينها: الفيلة والأسود والفهود وخراف البحر الأفريقي.

3- محمية اير وتينير الوطنية: هي واحدة من أكبر المناطق المحمية في إفريقيا، وهي مقسمة إلى منطقتين رئيسيتين: سلسلة جبال كالاموس وسهل تنير الصحراوي، وتشتهر هذه المنطقة من النيجر على الخريطة بجبالها الرخامية ذات الأهمية الجمالية الاستثنائية، والمنطقة هي موطن لأنواع الظباء المهددة بالانقراض: غزال دوركس وغزال ليبتوسيرا وظباء أداكس، وأيضًا داخل المحمية يمكن العثور على بعض أنواع ذوات الحوافر وأكثر من 160 نوعًا من الطيور.

بلد المهرجان

من جيل إلى جيل تنتقل الشعائر الاحتفالية ويتم الالتزام بها، والسكان أنفسهم عرضة للانغماس العاطفي ويحبون التنفيس عن كل السلبية من خلال الرقص والطقوس ومن أشهرها:

1- مهرجان جيريول: وهو مثال جيد حيث يعد هذا حدث سنوي لقبيلة ودابي فولاني التي يشتهر رجالها بجاذبيتهم ورغبتهم في إثبات الذات، والهدف الرئيسي هو العثور على زوجة لشاب ووحيد من أفراد القبيلة.

2- مهرجان معالجة الملح: وهو مهرجان آخر مثير للاهتمام يقام في شمال شرق النيجر، ويستمر المهرجان حوالي أسبوع ولكن أهمها يومين، وجوهره كله في العلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعب النيج، ويمكن للأصدقاء القدامى الالتقاء والرجال يبحثون عن زوجات والناس يتحدثون عن آخر الأخبار.

متحف النيجر الوطني

مفهوم ثقافي آخر يمكن أن يكشف عن عاصمة النيجر ويمكن اعتباره المتحف الوطني، ويقع المتحف على أراضي المنتزه حيث يمكن أيضًا العثور على قسم ثقافي وعلمي وحديقة حيوانات وتقام المعارض من وقت لآخر، وكمعارض هنا يمكن العثور على الأشياء الفنية التقليدية والأزياء وعظام الديناصورات وآخر شجرة في الصحراء، بالإضافة إلى ذلك يمكن التعرف على الأعمال الفنية لسكان هذه الأراضي القدامى الفولاني.

قصر السلطان في زيندر

هذا المبنى الذي تم الحفاظ عليه جيدًا بشكل مدهش في القرن الثامن عشر هو أحد المعالم القليلة والشهيرة التي لا تزال محفوظة في العالم، وذلك بعد أن نجا من الغزو الفرنسي وأصبح دليلاً لا جدال فيه على وجود الثقافة في النيجر حتى قبل الاستعمار، ويعكس هذا القصر تمامًا الثقافة والجوهر الذي يعكس أيضًا دولة النيجر ككل فقد كان موطنًا لـ 22 جيلًا من السلاطين لسنوات عديدة، وهو مزين بالكامل بلوحات جدارية أفريقية على جدران ضخمة من الطوب اللبن.

سوق نيامي الكبير

من المعروف منذ زمن طويل أنّ دولة النيجر دعمت الاقتصاد من خلال التجارة لعدة قرون، وساهمت مدن النيجر بناءً على طرق التجار وأسواقهم في التقدم في جميع المجالات فضلاً عن السياحة الحالية، والسوق هو نيامي ويقع في وسط المدينة بالقرب من جراند مارش إلى الجنوب الشرقي من منطقة بلاتو الحكومية.

هضبة عير

يمتد مشهد الجبل هنا على مد البصر وهم من بين الأماكن الأكثر غرابة في النيجر، وتعتبر واحة عيفيران نقطة الانطلاق لأكثر الرحلات الجوية إثارة، وعلى طول الطريق سيُرى أجمل الكثبان الرملية في الصحراء – تيميت وواحة تيميا بين المناظر الطبيعية البركانية، وسوف يثير الجزء الجنوبي الشرقي من كالاموس الإعجاب بتفرده، وفي منطقة مونت دي ادوكال وتاغز عند بوابات تينير التي تضم العديد من الحدائق، كما أنّها غنية أيضًا باللوحات والنقوش الصخرية والتي تعد مكافأة لأولئك الذين يحبون الانغماس في التاريخ أثناء السفر.

القلعة دوسو

كانت مقر مملكة دوسو حتى أواخر القرن التاسع عشر والتي هيمنت على منطقة الزرما بأكملها حتى استعمار النيجر، وتم تشكيل المعقل بجدران دفاعية وقصر محاط بها، كما كان الحاكم التقليدي لهذه الأراضي يسمى يرماكا، وتعني حرفيًا ملك جيرماس، وتقع القلعة في مدينة تحمل نفس الاسم جنوب غرب جمهورية النيجر، ومنذ عام 2006 تمت إضافة قلعة دوسو إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو مما رفع البلاد إلى خطوة في التقدم الثقافي.

واحة تيميا

واحة تيميا هي واحدة من أفضل الأماكن للزيارة في النيجر، وعلى الرغم من أنّ نهر النيجر العظيم يتدفق عبر البلاد بأكملها إلّا أنّ الموارد المائية في النيجر ليست غنية، وتيميا هي بلدة صغيرة في منطقة أغاديز شمال النيجر، والسمة السحرية المميزة للمدينة هي أنّها تقع في واحة، ويمكن مشاهدة الشلال الموسمي لؤلؤة الشمال، والحصن الفرنسي السابق ومدينة أسودي المجاورة المدمرة، والعديد منكما أنّها موطن لأشجار التمر والنخيل والحمضيات، ويطلق على سكان النيجر المحليون اسم الطوارق الودودون للغاية، كما إنّهم مشهورون بمعرفتهم بالطب الشعبي.

نبع تفاديك

تعد الصحراء الكبرى الشاسعة والواحات العديدة الموجودة في الأجزاء الشمالية من الجمهورية في حد ذاتها عامل جذب كبير، ومع ذلك من بين الينابيع العلاجية في منطقة غرب إفريقيا أي في النيجر وتم العثور على الينابيع الساخنة الوحيدة في هذا البلد والمعروفة محليًا بخصائصها العلاجية، ويقع نبع تفاديك الغني بالفلورايد والسيليكا وهو ماء خاص مناسب للاستخدام في العلاج بالمياه المعدنية لعلاج العظام والأمراض الروماتيزمية والعصبية، كما أنّ المصدر مفيد للوقاية من المسالك البولية ومناسب لعلاج هشاشة العظام.