بماذا تشتهر لبنان

اقرأ في هذا المقال


لبنان (رسميًا الجمهورية اللبنانية) بلد يقع على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتتكون من قطاع ضيق من الأراضي وهي واحدة من أصغر دول العالم ذات السيادة، ويحد لبنان من الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب إسرائيل ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، وأما اللغة الرسمية هي اللغة العربية، ولكن من الشائع استخدام اللغة الفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى الأرمينية بشكل كبير.

الموارد الطبيعية في لبنان:

اعتاد الخشب أن يكون موردًا هامًا ولكن الاستغلال المكثف لغابات (الأرز والبلوط) القديمة فضلًا عن الرعي التقليدي للماعز والأغنام أدى إلى إزالة الغابات، وتعد الموارد المعدنية في لبنان قليلة حيث خام الحديد والليجنيت والجير والرمل عالي الجودة المناسب لصناعة الزجاج وهناك أيضا محاجر البناء، كما يوفر نهر الليطاني الكهرباء (مشروع كهرومائية على نهر الليطاني).

خصوبة الأرض في لبنان:

يتكون ثلثا مساحة لبنان الكلية من أراضٍ زراعية نصفها موجود في سهل البقاع مروياً بنهر الليطاني البالغ طوله 145 كيلومتراً، ويقع النصف الآخر من الأراضي الزراعية بشكل رئيسي على الساحل وفي الجبال الشمالية، حيث توفر التربة السطحية المحمرّة ذات المحتوى الطيني العالي أرضًا خصبة للزراعة.

تغطي الأجزاء العليا من الجبال طبقة رقيقة من تربة الحجر الجيري وهي فقيرة نسبيًا، وتتم زراعة المنحدرات المنخفضة والمتوسطة بشكل مكثف (التلال المتدرجة)، وينتج لبنان كمية كبيرة من الخضار والفواكه مثل الحمضيات والعنب والطماطم والتفاح والخضروات والبطاطس والزيتون والتبغ، كما ترعى الغنم والماعز.

المحميات الطبيعية في لبنان:

يتوفر في الجمهورية اللبنانية العديد من المحميات ولكن أهم هذه المحميات هي:

1- محمية أرز الشوف.

2- محمية غابة أرز تنورين.

3- محمية حرش إهدن.

4- محمية جزر النخيل الطبيعية.

5- محمية ساحل صور.

التراث والثقافة في لبنان:

سيكون من المستحيل الكتابة عن الموسيقى اللبنانية الشعبية دون ذكر فيروز المطربة التي لُقبت بروح لبنان وسفيرة بلادها إلى النجوم، وبرزت هي وزملاؤها المؤلفان الموسيقيان عاصي الرحباني ومنصور الرحباني في وقت كان لبنان يجد هويته الوطنية بعد انتهاء الحكم الفرنسي في عام 1946.

المراكز الثقافية اللبنانية:

غادر الكثير من المثقفين والفنانين لبنان على مر القرون، وكل فترة من العنف وكل موجة من القمع من قبل القوة المحتلة آنذاك وكل حرب (أهلية) تلتها موجة من الهجرة، ومن ثم تطورت الفنون اللبنانية ليس فقط في لبنان نفسه -حيث ربما تكون بيروت أهم مركز ثقافي- ولكن أيضًا في البلدان التي وجد فيها المهاجرون موطنًا ثانيًا، ومن المراكز الثقافية اللبنانية الثانوية:

1- دمشق.

2- القاهرة.

3- باريس.

4- لندن.

5- نيويورك.

6- ريو دي جانيرو.

وتعد الحرب الأهلية للأعوام من 1975-1990 وما بعدها من المواضيع المتكررة، ويرغب العديد من الفنانين في تذكر وتوثيق هذه الأحداث وما بعدها أو محاربة الانقسامات السياسية والدينية التي أدت إلى الحرب.

التعبير الفني:

علاوة على ذلك فقد أخلفت السنوات من العنف والدمار على اللبنانيين في حالة فقر وحاجة عميقة للتذوق الجمالي والإبداعي والعديد من الطرق التعبيرية الفنية، ولكن منذ تسعينيات القرن الماضي شهد لبنان موجة من التعبير الفني، حيث تأسس العديد من المهرجانات مثل:

1- (Salon du Livre).

2- مهرجان بيروت السينمائي الدولي.

3- مهرجان البستان (الموسيقى).

الاقتصاد في لبنان:

يتمتع لبنان باقتصاد السوق الحر وتقاليد تجارية قوية في سياسة عدم التدخل، ولا تقيد الحكومة الاستثمار الأجنبي، ومع ذلك يعاني قطاع الاستثمار من بعض المشكلات الإدارية من حيث الروتين والفساد وقرارات الترخيص التعسفية والإجراءات الجمركية المعقدة والضرائب المرتفعة والتعريفات والرسوم والتشريعات القديمة وعدم كفاية حماية حقوق الملكية الفكرية، وذلك وفقًا لكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية، كما تشمل قطاعات النمو الرئيسية البنوك والسياحة.

ألحقت الحرب الأهلية العديد من الأضرار بالبنية التحتية الاقتصادية وأدت إلى خفض الإنتاج الوطني بما يقارب النصف، وحطمت مكانة لبنان كمركز مصرفي في الشرق الأوسط عن مسارها، وبعد انتهاء الحرب الأهلية أعادت لبنان إنشاء الكثير من البنية التحتية المادية والمالية التي دمرتها الحرب وذلك عن طريق الاقتراض بشكل مكثف، والتي كان معظمها من البنوك المحلية مما زاد من حمل الحكومة في مديونية ضخمة.

لم يتم الوفاء بالتعهدات بالإصلاحات الاقتصادية والمالية التي تم التعهد بها في مؤتمرات المانحين الدولية المنفصلة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك التعهدات التي تم التعهد بها خلال مؤتمر باريس الثالث للمانحين في عام 2007 وفي أعقاب حرب تموز 2006، وحشد حدث الاستثمار سيدر الذي استضافته فرنسا في أبريل 2018 المجتمع الدولي مرة أخرى لمساعدة لبنان من خلال التمويل الميسر وبعض المنح لتحسين البنية التحتية الرأسمالية، بشرط الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي طال انتظارها في الإدارة المالية وتعريفات الكهرباء والمشتريات العامة الشفافة من بين عدة آخرين.

قطع الصراع السوري أحد الأسواق الرئيسية في لبنان وممرًا للنقل عبر بلاد الشام، وأدى تدفق ما يقرب من مليون شخص مسجل وما يقدر بنحو 300000 لاجئ سوري غير مسجل إلى زيادة التوترات الاجتماعية وزيادة المنافسة على الوظائف والخدمات العامة منخفضة المهارات، ولا يزال لبنان يواجه العديد من نقاط الضعف الهيكلية طويلة الأمد التي سبقت الأزمة السورية ولا سيما ضعف البنية التحتية وضعف تقديم الخدمات والفساد المؤسسي والتنظيم البيروقراطي المفرط.

البنية التحتية في لبنان:

تاريخيًا كان هناك تفاوت بين إمكانية الوصول إلى المناطق الساحلية -الحضرية بشكل أساسي- وجبالها والتي لا يمكن الوصول إليها إلّا جزئيًا، ومن المفارقات أنّ الجبال السفلية هي الأقل سهولة في الوصول إليها؛ لأنّها شديدة الانحدار، في حين أنّ الجبال الأعلى هي موقع منتجعات الشتاء و / أو العطلات الصيفية.

حتى عام 1975 كان لبنان دولة حديثة ذات بنية تحتية جيدة وواحدة من الأفضل في المنطقة، ونتيجة لذلك كانت البلاد تنافسية للغاية كمزود للخدمات (المالية)، ولكن بسبب الحرب الأهلية فقد أنهت ذلك، وبينما كانت المباني والطرق ومراكز الاتصالات تتعرض للدمار في بيروت ومدن أخرى، فقد كانت دول أخرى -مثل دول الخليج- تعمل على تطوير بنيتها التحتية.

منذ عام 1990 طور لبنان -وبيروت على وجه الخصوص- نشاط بناء محموم فقد تم بناء الطرق والمجمعات السكنية والمكاتب التجارية بوتيرة كبيرة، ولكن لسوء الحظ تتعرض هذه المباني للهجوم في كل مرة يتجدد فيها العنف، ووفقًا لهيئة تنمية الاستثمار اللبنانية يمتلك لبنان 7200 كيلومتر من الطرق المعبدة، ويخدم بيروت إلى حد كبير سيارات الأجرة الخاصة، وتم استئناف خدمات السكك الحديدية المحلية وتم إنشاء هيئة نقل المدينة الجديدة (TCB) في عام 1993.

تم تعليق خدمات الحافلات البلدية في عام 1975 ولكن تمت الدعوة لتقديم العطاءات في أوائل عام 1994 لتزويد 140 حافلة المدينة، وتدير الشركات الخاصة خدمات الحافلات التي تربط جميع المدن والبلدات اللبنانية الرئيسية ببعضها البعض.

السياحة في لبنان:

يفتخر لبنان بمجموعة متنوعة من الأنشطة والمواقع التاريخية أو الطبيعية التي يمكن زيارتها من المنتجعات البحرية إلى ستة منتجعات تزلج، ومن التراث الريفي إلى ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة والرحلات (انظر أيضًا التنمية الإقليمية)، كما يتمتع لبنان بإرث ثقافي ثري موروث من الحضارات السابقة مع خمسة مواقع تراث عالمي لليونسكو.

ومع ذلك فإنّ معظم مواقعها التاريخية المشهورة دوليًا تقع في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، والتي عادة ما تتعرض لضغوط التنمية الحديثة وإعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية، وتتفاقم ضغوط التنمية بسبب افتقار الحكومات المحلية إلى الموارد والآليات اللازمة للحفاظ على هذه المواقع وإدارتها، ونتيجة لذلك تعاني المواقع التاريخية والأثرية من تدهور مادي وبيئي، حيث تجني البلديات المحلية والسكان القليل من الفوائد الاقتصادية التي تأتي مع صناعة السياحة المزدهرة.

قبل الحرب الأهلية كانت شواطئ لبنان ومنتجعاته الجبلية تحظى بشعبية كبيرة بين المسافرين من الخارج وخاصة من الدول العربية الأخرى، عندما انتهت الحرب الأهلية بدأ السائحون في العودة وارتفع عددهم بشكل حاد حتى تفجيرات عام 2006 من قبل إسرائيل والاضطرابات السياسية في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنّ السياحة شهدت انتعاشًا بعد عام 2008 إلّا أنّ ذلك توقف بسبب تصاعد الصراع في سوريا منذ عام 2011 فصاعدًا.

تتطور السياحة في المناطق الريفية وكذلك في المدن (ولكن هنا مرة أخرى بيروت هي الوجهة الرئيسية)، ويتجلى ذلك في نمو قطاع الفنادق وفي بعض المناطق الجبلية الريفية المطورة حديثًا وكذلك في المنتجعات التقليدية، وهناك عدد كبير من الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع، كما شهد جنوب لبنان الذي كان من أفقر مناطق البلاد وعانى الكثير من الاشتباكات -والحروب- بين إسرائيل وحزب الله تحسينات مذهلة في تطوره.


شارك المقالة: