بوابة مينين الأثرية في مدينة إيبرس

اقرأ في هذا المقال


“The Menin Gate in Ypres” وهي أشهر نصب تذكارية للمفقودين في رعاية لجنة الكومنولث لمقابر الحرب، وهو المكان الذي يقام فيه “Last Post”، والحفل اليومي الوحيد في العالم لإحياء ذكرى قتلى الحرب العالمية الأولى.

بوابة مينين

تقع بوابة مينين في منطقة ساحة المعركة في إيبرس سالينت في فلاندرز البلجيكية، وتاريخياً، كانت بوابة مينين في إيبرس مجرد نقطة عبور فوق الخندق المائي وعبر أسوار تحصينات البلدة القديمة، على الطريق المؤدي إلى بلدة مينين القريبة، وكان لها أهمية خاصة بالنسبة للقوات: من هذا المكان انطلق الآلاف من الجنود إلى الجزء من الجبهة المسمى “Ypres Salient”، وكثيرون كان مقدر لهم عدم العودة أبداً.

وصف بوابة مينين

بوابة مينين هي من بنات أفكار المهندس المعماري السير ريجينالد بلومفيلد (1856-1942)، الذي صمم “قوس النصر” لإيبرس في وقتٍ مبكر من عام 1919، وهو مهندس رئيسي للجنة مقابر الحرب الإمبراطورية، وقد تم اعتماد تصميم بلومفيلد من قبل اللجنة بعد قرر الأخير إحياء ذكرى أولئك الذين ليس لديهم قبر معروف على النصب التذكارية الكبيرة.

نتيجة لذلك، كانت بوابة مينين ولا تزال تعتبر أحياناً غامضة في الشكل وكذلك المعنى؛ شكلها الخارجي عبارةً عن قوس نصر، والداخل والجوانب نصب جنائزي، وعلى الجانب الشرقي، يجلس أسد متيقظ فوق النصب التذكاري وعلى الجانب المواجه لوسط المدينة يوجد تابوت، كما لو كان لتذكير إيبرس بأن جميع هؤلاء الرجال ضحوا بحياتهم من أجل المدينة وسكانها.

تم بناء النصب من الخرسانة المسلحة المواجهة بحجر “Euville” والطوب الأحمر، وقاعة الذاكرة ذات الامتداد الفردي (طولها 36.5 متراً وعرضها 20 متراً)، مغطاة بقوس مجوف نصف بيضاوي الشكل، ويوجد فوق كل من القوسين المركزيين لوحة كبيرة لنقش إهدائي، نفس النقش محفور على كل من اللوحين الغربي والشرقي.

قاعة الذاكرة

سار الجنود على طول هذا الطريق في قاعة الذاكرة من المدينة فوق هذه البقعة، وخرجوا إلى ساحات القتال في إيبرس، ويوجد في طرفي قاعة الذاكرة ممر مقنطر (عرضه 9 أمتار وارتفاعه 14.5 متراً)، كما يوجد على جانبيها عقدان منبسطان (بعرض 3.5 متراً وارتفاع حوالي 7 أمتار)، ويحيط بكل من العقود المسطحة على جانبيها عمود دوري ملتصق ويعلوه طبقة من السطح.

المدخل الغربي لبوابة مينين

يوجد فوق اللوحة التي عليها الكتابة الإهدائية على المدخل الغربي المواجه للبلدة تابوت منحوت عليه علم وإكليل من الزهور، ولمدة أربع سنوات، بين أكتوبر 1914 وسبتمبر 1918، سار الآلاف من القوات البريطانية في هذا الشارع الذي يسمى الآن “مينسيسترات”، ومروا من خلال هذا الموقع كبوابة البلدة القديمة على الطريق المؤدي إلى مينين، وهو الآن موقع قوس النصب التذكاري، وخرجوا إلى ساحات معارك إيبرس البارزة.

المدخل الشرقي لبوابة مينين

فوق اللوحة على الجانب الشرقي من النصب التذكاري يوجد تمثال لأسد مستلقي، وهو ينظر بعيداً عن المدينة ويواجه ساحات القتال في إيبرس، حيث تم تضمين ميزة الأسد للإشارة إلى حقيقة أنه في بداية الحرب في عام 1914، كان “Menenpoort” أو “Porte de Menin” (بوابة مينين بأسمائها الفلمنكية والفرنسية)، يحرسها أسدان منحوتان بالحجر، أحدهما على جانبي بوابة، كما تظهر أشكال لأسود صغيرة جالسة على درابزينات لوجيا على الجانبين الشمالي والجنوبي للنصب التذكاري.

السلالم الشمالية والجنوبية

يوجد في وسط كل من الجانب الشمالي والجنوبي لبوابة مينين درج عريض يؤدي من قاعة الذاكرة إلى الأسوار والممرات، ويؤدي كل من الدرجين إلى اليمين واليسار وإلى الأعلى إلى اللوجيا في المستوى الخارجي العلوي للمبنى، وتستمر لوحات الأسماء على جانبي السلالم.

لوجياس على الأسوار

من سمات العمارة في هذا المبنى أن اثنين من اللوجيا تمتد على طول الجانبين الشمالي والجنوبي للنصب التذكاري في المستوى العلوي؛ لوجيا عبارة عن معرض أو ممر مفتوح على الهواء من جانب ويدعمه أعمدة، ويقع هذا الطابق العلوي على أسوار التحصينات القديمة التي تعود إلى الوقت الذي كانت فيه المدينة محمية بجدران محصنة وخندق مائي.

تستمر الألواح المنقوشة من حجر بورتلاند، التي تحمل أسماء الضحايا المفقودين، في صعود جدران السلالم الشمالية والجنوبية ثم على طول جدران الطابق العلوي من النصب التذكاري.

هناك العديد من المعالم الأثرية والنصب التذكارية في ساحات معارك إيبرس البارزة، وتعتبر بوابة مينين أبرز تلك المعالم التي تحمل أسماء 55000 رجل فقدوا دون أن يتركوا أثراً أثناء الدفاع عن إبريس البارز في الحرب العالمية الأولى، حيث كان النصب التذكاري للمفقودين النتيجة المنطقية لقرار تقدمي واضح اتخذته لجنة مقابر الحرب لإحياء ذكرى جميع الذين فقدوا حياتهم في خدمة بريطانيا على قدم المساواة، وكان قراراً نشأ عن تكوين القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسن، سنة 2008كتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد علي، سنة 2000كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتي، سنة 2012كتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق، سنة 2008


شارك المقالة: