بيت نصيف التاريخي

اقرأ في هذا المقال


ليس بغريب على بلد معراج الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور،  هذا التاريخ  في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها بيت نصيف، أحد القصور التاريخية التي أُنشأت في مدينة جدة عام 1289 هـ. بناه الشيخ عمر أفندي ناصيف في غضون 4 سنوات، وهو من علامات الطراز المعماري القديم في جدة.

اكتسبت أهمية تاريخية وسياسية حيث كانت قصراً عريقاً للضيافة لمن زار الحجاز، وعاش فيها عدد من الملوك والأمراء بينهم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قرابة 10 سنوات ابتداءً من عام 1344هـ. ولم تتوقف عند بيت نصيف وكأنك لم تزرها. هذه الجملة هي الأكثر شيوعًا بين الزوار من جهة، وبين أهل جدة من جهة أخرى.

يعود تاريخ هذا المنزل الذي يلخص تاريخ جدة إلى عام 1872 م ، حيث يعبر عن حقبة تاريخية من عصور تطور العمارة القديمة في جدة، وهو من أهم المعالم الأثرية فيها.

موقع بيت نصيف:

يقع بيت نصيف في قلب الحي التاريخي في جدة، واستغرق بناؤه قرابة أربع سنوات، وصاحبها الشيخ عمر أفندي ناصيف، أحد أعيان عائلة نصيف الذين يعتبرون من أشهر عائلات الحجاز. في جدة واستقر فيها مئات السنين.


خلفية عن بيت نصيف:


يعتبر بيت نصيف الذي بناه عمر ناصيف معلماً بارزا في جدة، حيث أقام فيه الملوك والأمراء والعلماء والوزراء، حتى كان السلطان العثماني وحيد الدين آخر السلاطين العثمانيين بعد استبعاده من الخلافة وبدعوة من الشريف. كان الملك الحسين بن علي يزور الحجاز، وكان أمراء مكة يذهبون إليه ثم تحولوا إلى قصر مهنا. وكان الملك حسين وابنه علي هو الآخر ينزلان فيه؛ لم يكن هناك فندق أو دار ضيافة في جدة إلا قصر نصيف الذي يعتبر قصر الضيافة لكل من زار الحجاز، وعندما ضم الملك عبد العزيز آل سعود الحجاز إلى سلطنة نجد ونهاية العصر الهاشمي. مركز إقامة الملك وعقد الاجتماعات التي ترتب شؤون الدولة.
وعندما توفي عمر ناصيف اقتصر ميراثه على بناته الست والشيخ محمد ناصيف الذي يعتبر الوريث الأكبر لجده. لذلك جعل أمير جدة العثماني راتب باشا القصر من نصيب محمد ناصيف لأنه الشخص الوحيد القادر على استقبال الضيوف، وبعده اشترى الملك فيصل بن عبد العزيز القصر من ورثة الشيخ محمد ناصيف بالإضافة إلى المكتبة القيمة لجعلها نواة المكتبات العامة في جدة.

أقسام بيت نصيف:


يحتوي الطابق الأرضي من القصر على المكتبة، وغرفة المائدة، وغرف الأطفال والضيوف والأصدقاء، وكان هناك مضيفة ملحقة بالقصر كانت وظيفتها استقبال الضيوف بشكل دائم خاصة في مواسم الحج، وعندما يكون العقار نزل الشيخ محمد ناصيف، عانى من هذه الأزمة التي جعلت عمدة جدة في ذلك الوقت الشيخ إبراهيم بن معمر يكتب للملك عبد العزيز؛ سرعان ما صرف مبالغ سنوية محددة تدفع له كل عام.

ميزات بيت نصيق:


يتميز القصر بعدة خصائص أهمها: – الواجهات الخارجية للمبنى من الخشب المتمثلة بالأبواب والشبابيك والرواشين، وقد تم العمل بها بشكل منسق وزخرفت بالزخارف وكذلك الأقواس المدببة. وغرفة حمام ذات قبة دائرية، والمبنى مشيّد من أحجار مربعة تم إحضارها من البحر، حيث تم تجهيزها بالملاط ليكون معلماً معمارياً قوياً.

ترميم بيت نصيف:

  • بتاريخ 6/10/1411 هـ صدرت توجيهات أمين جدة بموجب قرار معالي الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة رقم نصيف لتكون مركزاً لإدارة المنطقة التاريخية. حماية المنطقة باشرت الدائرة بتولي ترميم المقر واجراء مسح للمنطقة التاريخية وتصويرها بالكامل وبعد استلام المبنى الخاص بها خلف منزل نصيف تم تنظيفه وترميمه واعادة خدمته لها، وتوجيهات أمين جدة كان الدور الكبير تشكيل الهيكل الإداري للإدارة ولقاء المختصين من مختلف الوظائف والمهن الموكلة إليهم بعيداً عن تخصصاتهم في العمارة التقليدية، وبلغ عددهم سبعة : أحمد بخاري وأحمد عشري وحسن محليل ومحمد حسن عيسى وعبدالله سمندر وأحمد مليباري وأحمد عبده قاسم.
  • استلام مبنى الإدارة، تم تجهيزه وتجهيزه بالمكاتب الإدارية والفنية، مع إعداد الخرائط الفنية للمنطقة التاريخية.
  • ترميم المبنى بالكامل لمقر الإدارة وتغيير بعض أجزائه بما يتناسب مع الأعمال المنوطة بالإدارة، مثل تجهيز قاعة محاضرات تتسع لخمسين شخصاً لإلقاء محاضرات خاصة عن المنطقة التاريخية وارتباطها الوثيق بتاريخ المملكة.
  • قامت الإدارة بإعداد وتنظيف الورشة وإصلاح المعدات والأدوات التي تم العثور عليها أثناء عملية المسح التي قامت بها الإدارة مثل الأبواب المنحوتة والرشاشات. كما تمكنت الإدارة من تصنيع وحدات مماثلة للحفاظ على التراث من الزوال.
    ولتسهيل المهام اتخذت الإدارة بعض الخطوات أبرزها ما يلي:
  • جمع وتصليح الأدوات القديمة وعمل أي معدات لم تتمكن الادارة من الحصول عليها.
  • إجراء تجارب على المواد التقليدية التي كانت تستخدم في الماضي.
  • تسجيل وتوثيق طرق ومهن بناء المباني التقليدية من قبل مختصين في كلا البلدين من الإدارة.
  • حصر وتسجيل أسماء الأدوات والمواد المستخدمة وأسماء الحرفيين ودورهم في أعمال البناء التقليدية.
  • إجراء مسح شامل لتعداد المعالم والمواقع الأثرية والبيوت القديمة، وتصنيف المواقع التي بناها معلمو البلدين التابعين لإدارة حماية المنطقة التاريخية للاستفادة منها أثناء عملية الترميم أو إعادة البناء. .

استعان الشيخ عمر أفندي بالعمال المهرة لبناء المنزل، فتميز بطلاته الرائعة، في حين اشتملت مواد بنائه على أحجار تحافظ على المنزل من البرد وتمتص الحرارة والرطوبة، كما استورد أخشابًا خاصة من الهند وأندونيسيا لبناء الأسطح، والرواشن وكذلك استخدام الأخشاب (السفينة الانجليزية) غمرت قبالة سواحل جدة.
مساحة بيت نصيف 900 متر مربع وتضم أربعة طوابق تحتوي على أربعين غرفة مع سقف مرتفع وسماكة جدرانها، ويوجد حمام تركي منزلي، خصص للطابق الاول من استقبال ضيوف، والمركز الثاني دائري لينام الضيوف، والدور الثالث لسكن عائلة بيت نصيف، الدور الرابع كان في السابق مصيفًا، حيث تنتقل الأسرة في الصيف، حيث تم تصميم هذا الدور بأسلوب معماري يساعد على جعل الجو بارد من خلال فتحات خاصة تساعد في دخول الهواء النقي من جميع الاتجاهات.

أهميّة بيت نصيف:


قال رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس والباحث التاريخي سامي نوار لـ “العربية نت” ، إنّ الأهمية العمرانية لبيت نصيف تكمن في كونه أول المنازل التي بنيت في الحجاز على الطراز العثماني، على عكس البيوت القديمة، مثل بيت المتبولي وبيت المتبولي النوار وبيت جمجوم بتصميمات مختلفة. وأوضح أن بيت نصيف تميز بغرفه الواسعة وسقوفه العالية ورواشن والمشربيات الفخمة التي ساهمت في تدفق الضوء والظل والهواء بشكل كبير، بالإضافة إلى أن السلالم تم بناؤها بطريقة تسمح للجمال والخيول للصعود إلى سطح المنزل.

وأشار نوار إلى أن منزل “ناصيف” اكتسب أهمية تاريخية عندما نزل فيه المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، ومنذ ذلك الوقت يعتبر بيت نصيف من أبرز المواقع السياحية التي تشهد زيارة كبار الضيوف السعوديين، ومنها: السياسيون ورجال الأعمال، لما يحويه بين جدرانه من التاريخ القديم والمقتنيات، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية، حيث حرص العديد من وزراء الخارجية خلال زيارتهم إلى جدة على المرور ببيت “ناصيف”.

تاريخ بيت نصيف:


أشار المؤرخون إلى أن بيت “نصيف” شهد العديد من الاتفاقيات التي وقعها الملك عبد العزيز مع سفراء ووفود من مختلف الدول، حيث قام الملك عبدالعزيز بمبايعة العلماء ووجهاء أهل الحجاز، كما كان يسكنها الملك عبد العزيز. البيت كلما جاء إلى جدة. وكانت إقامته في بعض الأحيان أكثر من شهر، واستمرت لأكثر من 10 سنوات، حتى تم بناء قصره الخاص في جدة، والذي يسمى الآن قصر خزام.

في مبادرة تعكس اهتمام الدولة بالأماكن التاريخية، في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، صدر أمر سامي بشراء بيت نصيف بمبلغ 3.5 مليون ريال، ونقل ملكيته إلى أمانة جدة، التي أحدثت عددًا من التغييرات والترميمات على مدار السنوات الماضية، وحولتها أيضًا إلى متحف ومركز ثقافي يعرض المقتنيات والصور التاريخية والمخطوطات، وأصبح منارة يزورها الجميع، ومكانًا لعرض العمارة القديمة والوطنية والمهرجانات المحلية.

يقع بيت نصيف في وسط مدينة جدة ويعد من أهم المعالم الأثرية في جدة. تم بناؤه قبل عشر سنوات وأعطاها نصيف للدولة والتي بدورها أعادت ترميمها أكثر من مرة.

ويوجد ايضاً العديد من البيوت منها:

بيت نور وأنا:

وله قيمة تاريخية تتمثل في أنه من أقدم البيوت التاريخية في جدة على الإطلاق، حيث يبلغ عمره أكثر من (150) سنة ويعتبر من أجمل البيوت التاريخية من حيث الشكل والتصميم والعمارة الجميلة. مظهر رواشن وشبابيك مميزة ويقع المنزل في حي اليمن – سوق العلوي.

بيت الجيران:

أحد بيوت جدة القديمة، وقد تغيرت معظم معالمه الآن، وأصبحت أماكن المنزل في حي اليمن المجاور نسبيًا لسوق باب الشريف. يعتبر أشهر وأقدم بيت في منطقة جدة التاريخية التي تتميز بجمال العمارة.
البيت العمودي:

البساطة والجمال في الزمن الجميل، بيت العمودي بحارة البحر.


شارك المقالة: