تأثير التوسع الحضري على البيئة الجغرافية

اقرأ في هذا المقال


ما هو تأثير التوسع الحضري على البيئة الجغرافية؟

تُعد ظاهرة امتداد أراضي البناء والتحضر من أبرز العوامل البشرية التي تهدد البيئة الجغرافية وبخاصة التجمعات الحيوية، إذ أخذنا بعين الاعتبار تزايد نمو المناطق الحضرية بسبب الهجرة المتزايدة للسكان من الريف إلى المدن وارتفاع معدلات المواليد وزيادة السكان وعملية التحضر، تعد من الضغوط البيئية الرئيسة المزمنة التي تهدد النظام البيئي، إذ يؤدي تزايد السكان في المدن إلى تزايد الطلب على الأراضي في ضواحي المدن للانتفاع بها للأغراض المختلفة كالسكن والخدمات وإنشاء التجمعات الصناعية وغيرها.
إن تقدم المدن وتوسع المناطق الحضرية لا يكون على حساب الأراضي المجاورة فقط وإنما يكون في بعض المدن على حساب ردم الخلجان البحرية الضحلة، ومن الأمثلة الواضحة التي تبين الآثار الناجمة عن عمليات الردم في المسطحات المائية هو ما يحصل في خليج سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي خليج فرانسيسكو تم ردم 33% من الخليج القديم ولا تزال عمليات الردم قائمة في القاع، وظهور المناطق السكنية مستمراً، وقد ترتب على ذلك فقدان المنظر الطبيعي للخليج.
وتغير المناخ وفقدان المدينة للتبريد الذي يتم من البحر، حيث كان البحر من العوامل المنظمة لمناخ المنطقة، وعلاوة على ذلك فقد تم تدهور الموارد الحيوية البحرية كالأسماك والطيور والبط وغيرها، بالإضافة إلى فقدان أهم المنتجعات والشواطئ السياحية والترفيهية، أمَّا بالنسبة لخليج تامبا فقد ردم ما يزيد عن 20% من المسطح المائي الأصلي، وقد أدى الردم إلى تخريب المساحات الرئيسة التي تستغلها أنواع من الأسماك البحرية واللافقارية في وضع البيض.
إلى جانب ذلك فقد يُعد خليج سان فرانسيسكو أهم موضع تحط فيه طيور ودجاج الماء المهاجرة بعد رحلة طيران طويلة ومتصلة عبر المحيط الهادي، حيث أن هناك نحو مليون طائر من دجاج الماء يقضي الشتاء في مياه الخليج، وإذا استمر ردم الخليج على هذا النحو، فإن الطيور تفقد أماكن التغذية واللجوء في الشتاء.
هذا فقد يرى بعض علماء المناخ أن درجات الحرارة في الصيف أخذت في الارتفاع عن معدلاتها المعروفة، كذلك أخذ الضباب المختلط بالدخان بالتزايد في منطقة الخليج، إضافة إلى ذلك ضعف المنطقة المردومة ممَّا يهدد المناطق السكنية الجديدة بالانزلاقات في المستقبل.


شارك المقالة: